من الداخل

  •  

         بقلم : د . ياسر بهاء

     

    إذا تم كسر البيضة من الداخل تبدأ حياة وإن تم كسرها من الخارج، تنتهي حياة!

    إذا تمت مساعدة الدودة في مرحلة التحول إلى فراشة بغرض الخروج من الشرنقة إلى 

    الحياة أسرع، فإن ذلك ضرر وليس مساعدة!

    في قصة الضفدع الذي كان في سباق تسلق لإحدى الأشجار مع ضفادع أخرى وكان كل 

    المشاهدين من الضفادع على يقين بأنه يستحيل عليهم تسلق تلك الشجرة وأخذوا يصرخون بأنه لا طائل من الاستمرار في المحاولة وبالتالي أخذت الضفادع المتسابقة تتساقط واحدة تلو الأخرى إلا ضفدعة واحدة ثابرت وكافحت وعانت حتى وصلت إلى القمة وكان السبب الرئيسي لصمودها واستمرارها في الصعود أنها كانت "صماء" ولم تسمع نداءات الآخرين المطالبة بالتراجع والمليئة بالإحباطات المدعومة بالواقعية أحياناً!

    العنصر المشترك في كل ما سبق هو أن النجاح في تحقيق ما يفشل الكثير في الوصول إليه يبدأ من الذات ولن تستطيع أي قدرة أو تأثيرخارجي من تحقيق أي تغيير مع من لا يرى في التغيير فائدة تماماً مثلما

     يعتقد البعض أن الثراء شر وأن الأغنياء لصوص وبالتالي لن يرى الثراء مهما حدث أي أنه من المستحيل أن تحقق وتصل إلى ما لا تؤمن به وبمعنى آخر "سوف تراه 

    عندما تؤمن به" وهو عنوان كتاب للمؤلف وين دبليو داير.

    لن يرى المتشائم أي بادرة أمل في أي شيء وسيتشكك ويسخر من أي موقف يدعوا للتفاؤل؛ ولن يرى 

    المنحوس حظاً طالما يعتقد أن الحظ ميزة لفئة محدودة من البشر وهو خارج نطاق تلك الفئة؛ وسيبقى الفاشل كما هو ما دام يرى أنه لا فائدة من تكرار المحاولة وأن مرة واحدة تكفي بل وقد يصل إلى مرحلة الفرح بالفشل لإثبات صحة وجهة نظره أنه فااااشل وسيقول بعدما تبوء 

    محاولته بالفشل (أنا كنت على يقين بأنني سأفشل وقد كانت محاولتي فقط لإثبات أنه لا فائدة)! أستحلفك بالله كيف ينجح من هو على يقين

     بالفشل؟

    عندنا أخبرنا المولى عز وجل بأنه لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أوضح لنا بما لا يدع مجال

     للشك أن النتيجة (التغيير الإيجابي) لن يأتي إلا بعد المبادرة بأخذ الخطوة الأولى في تلك الرحلة ألا وهي تغيير ما بالنفس والذي يشمل تغيير 

    الأفكار والكلمات والأفعال والعادات بما يتماشى مع ما نرغب في تحقيقه ومن هنا كان حُسن الظن بالله من أهم الأسباب في الوصول إلا ما لم يتم الوصول له من قبل تصديقاً لما أسماه "أينشتاين" بالجنون كتعريف لمن يستمر في نفس أفعاله ويتوقع نتائج مختلفة!

    وأخيراً عندما ترى شخصا عزيزا وما زال يخبرك أنه فعل كل شيء وحاول كل المحاولات وسلك جميع 

    الطرق من أجل التغيير فلا تتركه واطلب منه بهدوء أن يحاول مرة واحدة فقط ولكن مع تبني نية مختلفة وفكر إيجابي ورغبة جامحة في الوصول وكأنها مسألة حياة أو موت ومن هنا نؤكد أنه مهما تم بذل كل ما نعتقد أنه ممكن فدائماً ما يكون هناك أكثر من طريق لم يتم تجربته بعد وقد

     

     تكون المحاولة التالية هي المخرج إلى حياة أفضل ما دامت البداية كانت "من الداخل".

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن