نبضات تكنولوجيا الهواتف بين الأنسب والأحدث

  •  

    بقلم : خالد حسن

    نتفق جميعا على أهمية الدور المؤثر الذى باتت تلبع الادوات التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات والانترنت فى حياتا الشخصية والمهنية وكونها باتت بمثابة مساعد رقمي يعمل على تحسين انتاجية الفرد بل وتطوير مهارته الرقمية واندماجه فى العالم الرقمي الذى يتغلل بقوة فى كافة نواحي حياتنا .

    وعلى رأس هذه الأدوات تاتى الهواتف الذكية حيث بلغ اجمالى قيمة حجم السوق العالمي للهواتف الذكية نحو 527.51 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو ليصل إلى 1138.76 مليار دولار بحلول عام 2034 حيث شهد سوق الهواتف الذكية العالمي نموًا بنسبة 1.5% في الربع الأول من عام 2025، كما تجاوز اجمالى مبيعات السوق العالمى من الهواتف الذكية نحو 295 مليون هاتف فى الربع الثانى من عام 2025 ، وفقا لتقرير مؤسسة "IDC" الربع سنوي العالمي لتتبع الهواتف المحمولة ، وظل الخمسة الكبار يسيطرون على السوق العالمي للهواتف " سامسونج ، ابل ، شاومي ، فيفو ، ترانشن " كذلك ظل الربع الثاني من عام 2025 هو الربع الثامن على التوالي من حيث النمو، وهو أمر لم يحدث منذ عام 2013، وربما يستمر هذا الاتجاه كما ستكون الهواتف الذكية والأجهزة متوسطة المدى المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي محركات النمو المستقبلي لهذا السوق .

    ومؤخرا أكد الدكتور عمرو طلعت ، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، أنه تم البدء منذ العام الماضى فى إجراء دراسات بالتعاون مع مجموعة من الشركات العاملة فى هذه الصناعة فى مصر، وتم وضع استراتيجية لمدة 5 سنوات تستهدف تنمية الصناعة من خلال التوسع فى عدد المصانع، وتنمية أعداد الأجهزة التى يتم تصنيعها، وتشجيع التصدير إلى الخارج، وتعميق القيمة المضافة محليا موضحا انه يوجد حاليًا 14 مصنعًا للهواتف المحمولة فى مصر، والتى من المقرر أن تقوم بالتصدير إلى الخارج بدءًا من نهايات العام الحالى ومطلع العام المقبل، مشيرا أن العام الماضى شهد إنتاج 3.5 مليون وحدة، بينما تصل التزامات المصانع إلى 9 ملايين وحدة خلال 2025؛ مؤكدًا أنه من المستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية خلال الأعوام المقبلة، وتعميق القيمة المضافة محليًا، إلى جانب التوسع فى التصدير.

    والسؤال كيف يمكن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي فى تحقيق صناعة الهواتف الذكية المصرية طفرة من حيث الكفاءة والقدرة على المنافسة عالميا ؟ اذ يكمن الفرق بين الهاتف الذكي المزود بالذكاء الاصطناعي والهاتف الذكي العادي في "الذكاء"فالهواتف الذكية العادية رائعة، فهي تتيح لك الاتصال وإرسال الرسائل النصية وتصفح الإنترنت وتشغيل التطبيقات. أما الهاتف الذكي المزود بالذكاء الاصطناعي، فيُحسّن الأمور إلى مستوى أعلى باستخدام الذكاء الاصطناعي لجعل هاتفك أكثر سهولة في الاستخدام وأسرع وأكثر تخصيصًا.

    وبالطبع شكل " الذكاء الاصطناعي" تحولاً جذرياً في قطاع الهواتف المحمولة من خلال تحسين الوظائف والكفاءة وتجربة المستخدم حيث تستفيد الهواتف الذكية الحديثة من الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات تطبيقات مخصصة، وإطالة عمر البطارية، وميزات تصوير متطورة. هذا التطور يجعل الأجهزة أكثر ذكاءً وتفاعلية، ويسد الفجوة بين الابتكارات المتطورة والراحة اليومية لذا تتوقع شركة Canalys أنه ،خلال عام 2025، ستُدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المُولِّدة في ما يقرب من 28% من جميع الهواتف الذكية الجديدة مما يؤكد التزام الصناعة بالابتكار كذلك من المتوقع أن تزيد شحنات الهواتف الذكية المُولِّدة للذكاء الاصطناعي بنسبة 364% خلال العامين المقبلين، ويدعم هذا النمو التقدم في تقنيات الشرائح المتطورة، وتزايد طلب المستهلكين على الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

     فى البداية يجب ان نعرف ما هو الذكاء الاصطناعي في الهواتف؟ اذ يشير الذكاء الاصطناعي في الهواتف إلى دمج خوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية في أنظمة الهواتف المحمولة لتحسين الأداء وتوفير ميزات ذكية. تتيح هذه التقنية للأجهزة التعلم من تفاعلات المستخدم، ومعالجة المعلومات آنيًا، وتعزيز وظائفها، وحتى أتمتة المهام المتكررة. وقد أصبح الذكاء الاصطناعي بالفعل ركيزةً أساسيةً لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي لتكنولوجيا الهواتف المحمولة.

    ومن المهم ان نرصد هنا فوائد دمج الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية حيث جلب تكامل الذكاء الاصطناعي مزايا عديدة، مما جعل الهواتف الذكية أكثر ذكاءً وسرعةً وتنوعًا. من بين هذه المزايا أولها " تحسين إمكانية الوصول للمستخدمين ذوي القدرات المختلفة  " اذ يُحسّن الذكاء الاصطناعي في الهواتف إمكانية الوصول من خلال توفير ميزات مثل تحويل الكلام إلى نص فوريًا لضعاف السمع، والأوامر الصوتية للتشغيل بدون استخدام اليدين، والتعرف على الأشياء لضعاف البصر. هذه التطورات تجعل الهواتف الذكية أكثر شمولًا، وتُحسّن جودة الحياة لمختلف المستخدمين. ولهذا السبب، يتعلم المزيد من الناس كيفية بناء نماذج وبرامج الذكاء الاصطناعي.

    كما أن " الصيانة التنبؤية وطول عمر الجهاز " حيث يراقب الذكاء الاصطناعي صحة الجهاز من خلال تحديد الأنماط التي تُنذر بمشاكل محتملة في الأجهزة أو البرامج. تُقلل هذه الصيانة التنبؤية من الأعطال، وتمنع الأضرار الجسيمة، وتُطيل العمر الافتراضي للهاتف الذكي من خلال ضمان الإصلاحات والتحديثات في الوقت المناسب.

    كذلك " تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي المُحسّنة  " تُقدّم تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجارب غامرة في الألعاب والتعليم والتسوق. من جولات المنازل الافتراضية إلى المحتوى التعليمي التفاعلي، يتكامل الذكاء الاصطناعي بسلاسة مع تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، مُحدثًا نقلة نوعية في كيفية تفاعل المستخدمين مع البيئات الرقمية بالاضافة الى " مساعدة في حركة المرور والملاحة في الوقت الفعلي  " حيث تُحلل تطبيقات الملاحة المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي بيانات حركة المرور في الوقت الفعلي وتقترح مسارات مثالية. تضمن ميزات مثل توجيه المسارات وإعادة التوجيه الديناميكية تنقلات أكثر سلاسة، مما يُقلل من وقت السفر واستهلاك الوقود. يُحسّن التكامل مع البيانات المحلية الدقة في المناطق غير المألوفة.

    ولعل الاستفادة من ميزات التعلم التكيفي للطلاب تشكل احد مزايا دعم الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية التعليم المُخصّص من خلال تطبيقات التعلّم التكيفي. تُقيّم هذه التطبيقات أساليب التعلّم الفردية وتُصمّم المحتوى وفقًا لذلك، مُقدّمةً اختبارات وشروحات وجلسات تدريب مُخصّصة تُعزّز فعالية التعلّم الذاتي.

    فى اعتقادى ايضا فان التطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي في الأجهزة المحمولة تشمل " المساعدون الافتراضيون المدعومون بالذكاء الاصطناعي " حيث تتيح المساعدات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل سيري ومساعد جوجل وأليكسا، للمستخدمين تنفيذ المهام عبر الأوامر الصوتية. تستخدم هذه المساعدات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لفهم الاستفسارات والرد عليها، وأتمتة الروتينات، وضبط التذكيرات، والتحكم في أجهزة المنزل الذكي بالاضافة الى "  تحسين التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول  ، الترجمة الفورية للغة  ، مراقبة الصحة واللياقة البدنية  ، التنبؤ بالنصوص والمساعدة في الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي  بالاضافة الى إدارة البطارية الذكية

    وفى تصورى ان الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي تُحسّن تجربة المستخدم من خلال تبسيط العمليات، وإدارة الموارد، وتقديم حلول مُخصصة. تُحسّن هذه التطورات الكفاءة والرضا بشكل ملحوظ واولها "  التوصيات الشخصية  " حيث تعمل تقنية الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة على اختيار التطبيقات والموسيقى والتوصيات بالمحتوى المخصصة، مما يضمن تجربة مستخدم مخصصة وجذابة بجانب " تحسين أداء الجهاز " اذ تعمل الذكاء الاصطناعي على مراقبة استخدام الموارد وإغلاق التطبيقات في الخلفية وتحسين العمليات لضمان أداء سلس للجهاز دون تأخير واخيرا " إدارة التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي  " حيث تعمل الذكاء الاصطناعي على إعطاء الأولوية للتطبيقات المستخدمة بشكل متكرر وتحميلها مسبقًا، مما يضمن أوقات استجابة أسرع وقدرات تعدد مهام محسنة.

    فى النهاية ومع الارتفاع الكبير فى اسعار الهواتف الذكية فى السوق المحلى ، بصرف النظر عن الاسباب كتراجع سعر الصرف وارتفاع الضرائب المفروضة على الهواتف المستوردة ناهيك عن ارتفاع سعر الهواتف من مصنعي الهواتف انفسهم علاوة على ارتفاع الرسوم الجمركية ، فان السؤال المنطقى هل يمكن للذكاء الاصطناعى ان يساعد فى الغاء الفروق السعرية الكبيرة الحالية بين مختلف انواع الهواتف الذكية من خلال نقل واتاحة العديد من المزايا الخاصة بالهواتف من الفئة العليا الى الهواتف متوسطة الامكانيات ومن ثمة فان الكرة الان فى ملعب المستخدم النهائى والذى يجب أن يعتمد قراره فى اقتناء الهاتف المحمول على مبدأ الأنسب لاستخدامته وليس الأحدث أو الجرى وراء البراند نيم " الاسم التجاري " والذى بات يشكل عبء مالي كبير على الكثير من المستخدمين.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن