بقلم : سامر حسن

محلل أسواق أول في XS.com

تواجه بتكوين صعوبة في الحفاظ على تداولها فوق مستوى 111,000 بعد يومين من المكاسب المحدودة.

فيما تعكس هذه التحركات أن السوق لا يزال تحت ضغط، على الرغم من دفاع المشترين عن منطقة طلب رئيسية. فالمعنويات السلبية في أسواق الأسهم وتزايد حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأوسع تضغط على الأصول عالية المخاطر، مما يحد من قدرة المشترين على دفع الزخم إلى مستويات أعلى.

وتراجعت مؤشرات S&P 500 وناسداك 100 لليوم الثاني على التوالي الأمس، في تأكيد على هشاشة المشهد العام الذي لا يزال يختبر قدرة بتكوين على الصمود. وفي الوقت نفسه، يوجه المتداولون أنظارهم نحو مجموعة من بيانات سوق العمل هذا الأسبوع، لتتوج يوم الجمعة بصدور تقرير الوظائف غير الزراعية. ومع كون الدولار حساساً بالفعل لتوقعات خفض الفائدة، فقد تشكل بيانات التوظيف عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه الأسواق بشكل أوسع.

تضيف ديناميكيات سوق العقود الآجلة طبقة أخرى من الحذر. إذ يظهر معدل التمويل المرجح بالمراكز اتجاهاً هبوطياً وفقاً لبيانات CoinGlass، ما يعكس تراجع قناعة المتداولين بالرافعة المالية في الدفع نحو مستويات أعلى. كما شهدت المراكز الشرائية عمليات تصفية قوية، حيث تم تصفية 150 مليون دولار في العقود الآجلة للايثيريوم و72 مليون دولار في البيتكوين منذ 1 سبتمبر. ويعكس عجز المشترين عن الحفاظ على المستويات المرتفعة مدى سرعة تلاشي التفاؤل في هذه البيئة.

كما يثير العامل الموسمي المزيد من المخاوف. إذ يُعد سبتمبر تاريخياً أضعف شهور السنة بالنسبة للبيتكوين، فيما يحذر محللون من أن إشارات فنية نادرة بدأت بالظهور. وتشير بيانات السلسلة إلى تحذيرات إضافية، حيث أوضح المحلل الملقب بـ Yonsei_dent عبر منصةCryptoQuant أن نسبة القيمة السوقية إلى القيمة المحققة (MVRV) قد شكّلت تقاطعاً هابطاً، بعد أن هبط متوسطها لـ 30 يوماً دون متوسط 365 يوماً. ويُعد هذا المؤشر، الذي يقارن بين القيمة السوقية والقيمة المحققة، إشارة على ضعف الحماسة قصيرة الأجل مقارنة بالاتجاه طويل الأجل. وقد تزامنت مثل هذه التقاطعات في عام 2022 مع تراجعات كبيرة، مما يعزز الحذر في هذه المرحلة.

إلى جانب هذه التحذيرات على السلسلة، تضيف الجوانب المؤسسية للتعرض للبيتكوين طبقة أخرى من المخاطر. فقد أعلنت شركة استراتيجي عن طرح أسهم عادية في السوق (بما يعرف بـ at-the-market offering) بقيمة 425.3 مليون دولار، بالإضافة إلى بضع ملايين من أسهم ممتازة معروضة بالطريقة ذاتها، وذلك على الرغم من مضاعف القيمة الصافية للأصول السوقية (mNAV) المتدني عند 1.39. وقد يشير تلاشي العلاوة بشكل مستمر إلى افتقار المستثمرين للثقة في نموذج أعمال الشركة.

مع أن مثل هذه الطروحات تزيد من مخاطر تخفيض الأسهم العادية، كما أن فشل أسعار بتكوين في التعافي قد ينعكس سلباً على المعنويات عبر تقويض الثقة في أحد أبرز حاملي الأصول المؤسسيين للعملة الرقمية. وفي الوقت نفسه، يعكس تراجع هيمنة القيمة السوقية للبيتكوين هشاشة إضافية في حال بدأ رأس المال بالتحول بعيداً عن سوق العملات المشفرة.

مع ذلك، تظهر المؤشرات الفنية صورة أكثر توازناً. إذ يُظهر مؤشر Squeeze Momentum تباطؤاً في الزخم الهابط على الإطار الزمني اليومي، فيما يظل السعر محافظاً على التداول فوق كتلة طلب صاعدة رئيسية بالقرب من 108,000. وبينما يوفر ذلك بعض الدعم قصير الأجل، تبقى السردية الأوسع للسوق غير محسومة. وقد يجد المشترون صعوبة في إطلاق موجة صعود مستدامة من دون تحول أوضح في المعنويات أو بيانات كلية داعمة.

وبذلك تجد بتكوين نفسها عند مفترق طرق. فمع الضغوط الواقعة على الأسهم، وإشارات التحذير المتزايدة من بيانات السلسلة، وانقلاب ديناميكيات التمويل ضد المشترين، يبدو أن المسار الصاعد مقيد. وفي الوقت ذاته، فإن الصمود الفني قرب مناطق الطلب يظهر أن المشترين لم يستسلموا بعد، مما يشير إلى أن معركة الاتجاه لم تُحسم بعد.