يسعى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي لتحويل بلاده إلى مركز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مدعومًا بطاقة نووية صديقة للبيئة.
الخطة تشمل إنشاء مفاعلات نووية صغيرة ومحمولة، وصولًا إلى مدينة نووية متكاملة في منطقة باتاغونيا.
الرؤية التي يتبناها ميلي ترتكز على تحفيز استثمارات شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت"، عبر توفير مصدر طاقة مستدام ونظيف لتشغيل مراكز البيانات التي تزداد احتياجًا للطاقة مع توسّع استخدامات الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير نشره موقع "restofworld" واطلعت عليه "العربية Business".
الركيزة الأساسية في مشروع ميلي هي مفاعل نووي صغير يُعرف باسم ACR-300، صممته شركة Invap التقنية المملوكة للدولة.
ووفقًا لديميان رايدل، كبير مستشاري الرئاسة والمشرف على المشروع، فإن هذه المفاعلات ستحقق ثلاث مزايا رئيسية مطلوبة، وهي: الطاقة النظيفة، القابلة للتوسع، والمستقرة.
وأشار رايدل إلى أن المفاعل الجديد قد يجعل الأرجنتين أول دولة تمتلك مفاعلًا نوويًا صغيرًا متاحًا تجاريًا، مضيفًا أن المشروع حظي بدعم مستثمر أميركي لم يُكشف عن اسمه، وأن الحكومة الأرجنتينية لن تتحمل تكاليفه بل ستكون شريكًا استراتيجيًا فيه.
رغم هذه الطموحات، لا تخلو الخطة من الانتقادات.
شكك علماء نوويون أرجنتينيون في واقعية المشروع، مشيرين إلى نقص التفاصيل الهندسية في التصميم.
كما توقفت أعمال بناء مفاعل CAREM المحلي، الذي وصلت نسبة إنجازه إلى 85%، بعد خفض تمويل الوكالة الوطنية للطاقة الذرية.
ويخشى البعض من أن تتحول "المدينة النووية" المقترحة إلى مشروع نظري، خاصة في ظل استمرار اعتماد الأرجنتين على الوقود الأحفوري، الذي مثّل 84% من استهلاكها للطاقة في 2023، مقارنة بـ2% فقط للطاقة النووية.
طموحات لا تعرف التراجع
رغم كل التحديات، لا يبدو أن الرئيس ميلي مستعد للتراجع.
فبعد جولة في وادي السيليكون التقى خلالها بإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وسام ألتمان، يواصل جهوده لجذب الاستثمارات.
وأكد رايدل أن المفاوضات مع شركات التكنولوجيا الكبرى "متقدمة للغاية"، رافضًا الكشف عن تفاصيل إضافية.
ويقول رايدل: "هذه فكرتي الصغيرة، ولدينا كل الإمكانيات لتحقيقها"، في إشارة إلى مزيج من الطموح النووي والدعم التكنولوجي الذي يأمل أن يعيد رسم خريطة الطاقة في بلاده.