كتب : أمير طه
كشفت شركة " F5 " ، العالمية المتخصصة في تقديم وتأمين كل تطبيق وواجهة برمجة تطبيقات (API)، عن حلول تشفير مبتكرة لمساعدة عملائها على مواكبة التحولات في مشهد الأمن السيبراني والتي تفرضها الحوسبة الكمية. وقامت بدمج هذه الحلول ضمن منصة نشر التطبيقات وتأمينها من F5 (Application Delivery and Security Platform)، ما يؤدي إلى تزويد المؤسسات بالأدوات اللازمة لضمان أمن تطبيقاتها وواجهات برمجة تطبيقاتها، مع المحافظة في ذات الوقت على الأداء العالي وإمكانية التوسيع المستقبلي.
وتعتبر حقبة الحوسبة الكمية نقطة تحول حاسمة في مشهد الأمن السيبراني حيث لن تعود القيود التي كانت تحد من الحوسبة التقليدية سارية. وأوضحت شركة جارتنر للأبحاث في هذا السياق: "يستند دافع إدارات تكنولوجيا المعلومات بخصوص اعتماد تقنيات التشفير ما بعد الكمي، إلى حقيقة مفادها أن التقدم في الحوسبة الكمية سيجعل من التشفير غير المتماثل غير آمن بحلول عام 2029، ومن المتوقع أن يصبح هذا النوع من التشفير قابلاً للاختراق التام باستخدام تقنيات الحوسبة الكمية بحلول عام 2034"1.
ضرورة إعادة التفكير في الأمن السيبراني
يعد التشفير ما بعد الكمي تحولاً جوهرياً في كيفية حماية البيانات الحساسة، إذ أنه وخلافاً للتحديثات أو الترقيات المعتادة، يمثل الانتقال إلى التشفير ما بعد الكمي تغييراً هيكلياً أساسياً في الأمن السيبراني، ويستلزم تخطيطاً وتنفيذاً استباقياً. وقد يؤدي هذا التحول في حال عدم إدارته بشكل صحيح إلى انقطاعات في الخدمة واضطرابات تشغيلية وخاصة في البيئات الهجينة والسحابة المتعددة والأنظمة القديمة. كما أن غياب النهج الصحيح قد يُعرّض المؤسسات لفترات توقف مكلفة، وبطء في الأداء، ومشاكل في الامتثال، وشعور بالإحباط في صفوف المستخدمين.
وبالإضافة إلى ما سبق، ومع تراجع فعالية طرق التشفير التقليدية على نطاق واسع، فقد بدأ المهاجمون بالفعل باتباع استراتيجية "جمع البيانات المشفرة في الوقت الحالي وفك تشفيرها لاحقاً" (Harvest Now, Decrypt Later) حيث يقومون بجمع البيانات المشفرة حالياً بغرض فكّها في وقت لاحق عندما تتوفر قدرات الحوسبة الكمية اللازمة للقيام بذلك. وتشمل هذه البيانات الحساسة سجلات مستخدمين ومعلومات مالية وتفاصيل صحية شخصية وحقوق ملكية فكرية، والتي أصبحت جميعها عرضة لمخاطر غير مسبوقة.
ومن جهته قال كونال أناند، الرئيس التنفيذي للابتكار لدى F5 : "إن التهديدات ما بعد الكمية ليست مشكلة مستقبلية بعيدة، بل هي في حقيقة الأمر الدافع المباشر لتحديث الأمن السيبراني في الوقت الحالي. تسهم منصتنا في جعل عملية اعتماد التشفير ما بعد الكمي أمراً عملياً يتيح للمؤسسات حماية تطبيقاتها وواجهاتها ونماذج الثقة دون المساس بسرعة الأداء والتطور".
ما الذي يميز F5
تقوم F5 بتبسيط الانتقال إلى الحماية من التهديدات الكمية بصفتها المزود الرائد لمنصة متكاملة وقابلة للتوسع تجمع بين نشر التطبيقات وتأمينها. وتدعم المنصة تقنيات التشفير ما بعد الكمي بشكل شامل من جهة الخادم والعميل، إضافة إلى سهولة الدمج في البيئات الهجينة والسحابة المتعددة والأنظمة القديمة، الأمر الذي يوفر الحماية لتطبيقات وواجهات برمجة تطبيقات وبيانات المؤسسات، إلى جانب تحسين الأداء.
وسيستفيد العملاء عبر دمج التشفير التقليدي والتشفير ما بعد الكمي، من التوافق التشغيلي والتحديث التدريجي للأنظمة دون الحاجة إلى تعطيل العمليات. كما تقدم حلول F5 أفكاراً دقيقة لحركة البيانات المشفّرة، ما يعزز من قدرات الكشف عن التهديدات حتى أثناء مرحلة الانتقال إلى تقنيات التشفير ما بعد الكمي.
الخطوة التالية: تسريع اعتماد الجاهزية الكمية
لا يُعد الانتقال إلى تقنيات التشفير ما بعد الكمي ضرورة تقنية فحسب، بل يمثل فرصة للاستعداد للمستقبل ودفع عجلة الابتكار في الوقت الحاضر. وتوفر F5 للمؤسسات مساراً مبسطاً للانتقال نحو تبني هذه التقنيات، وقدرات الوكيل (Proxy) الكاملة التي تتيح القيام بالتشفير ما بعد الكمي وتطويره إلى جانب تقنيات التشفير الحالية. وستتمتع المؤسسات بفضل ذلك بالمرونة اللازمة لاعتماد نماذج تشفير هجينة بما يتناسب مع وتيرة تطورها الخاصة، ما يقلل من مخاطر توقف العمليات أو التحديات التشغيلية.
وتساعد F5 عملاءها على الاستفادة وبثقة كبيرة من الفرص التحولية للحقبة الكمية وذلك من خلال التركيز على التطبيقات وواجهات برمجة التطبيقات التي تعد المحرك الرئيسي للأعمال الرقمية اليوم. كما تتيح حلولها المصممة خصيصاً لنماذج التشفير الهجينة للمؤسسات، إمكانية الحفاظ على سهولة نشر التطبيقات مع التحضير للبروتوكولات ما بعد الكمية ومستقبل الأمن السيبراني.