الحروب السيبرانية .. ونهاية المستقبل

  •  

    بقلم : خالد حسن

     

    مع استمرار القتال الفعلي والنزاع " الروسي - الأوكرانى " على الأراضي في أوكرانيا، فعل يمكن ان يكون الفضاء إلكترونيا هو الفناء الخلفي لهذا النزاع ؟ وهل يمكن للحروب السيبرانية حسم هذا الصراع أم أنه مجرد عنصر ثانوى وأنه لا صوت بعلو على صوت المدافع وطلقات الرصاص وانطلاق الصواريخ وتحرك الغواصات وضربات الطائرات ؟

    وتزامن مع بداية الصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا تصعيد الهجمات الإلكترونية بين الطرفين سواء بهدف توقيف الخدمات الإلكترونية الحكومية  " DDOS " أو اختراق بيانات المواطنين أو حذف هذه البيانات.

    كذلك تستخدم هذه الهجمات السيبرانية لتنظيم حملات إلكترونية مضلله للرأي العام حيث استعملت روسيا الحرب السيبرانية من خلال أسلوب الحرب المختلطة أو ما يعرف بالهجينة، ليس فقط من خلال توجيه الهجمات إلى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات. بل من خلال توجيه المعلومات الكاذبة أيضا من قبل روسيا نفسها إذ تصبح الهجمات السيبرانية جزءا من الحرب النفسية الحديثة، فالأمر يتعلق بزعزعة ثقة السكان لتحطيم قدرتهم على المقاومة .

    وخلال لقائي مؤخرا مع قناة " النيل للأخبار " للحديث عن التهديدات الإلكترونية والحروب السبيرانية وكيفية اتخاذ حماية المستخدمين من هذه المخاطر في ظل التحول إلى المجتمع الرقمي ؟ 

    فالحرب السيبرانية هي حرب المستقبل وبعبارة أخرى فإن مدى خطورتها ربما يصل لأن يتدمر كل شيء وربما  تكون نتائجها الوخيمة كارثية على كوكبنا الأرض، فالتسابق الإلكتروني الذي بات يهددنا ونحن آمنين في بيوتنا، والنابع من العالم الرقمي الذي أصبح يعيش فينا ويتطلب منا أخذ تدابير الحماية بجدية أكثر من اللازم فالحرب السيبرانية يمكنها أن تستهدف أيضاً مجال الأسلحة النووية، فالقلق لا يتركز على الهجمات السيبرانية على الأسلحة النووية نفسها، بل على أنظمة القيادة والتحكم المحيطة بها، "قيادة الأسلحة النووية والتحكم بها هو كل شيء، لأنها ضرورية لتشغيل السلاح"، لهذا، تعد الأسلحة النووية أكثر البنى التحتية حساسية في العالم خاصة عندما تهدد الدول الكبرى المالكة للأسلحة النووية بإمكانية استخدامها في حالة الحاجة للدفاع عن نفسها ضد اى تهديدات تراها خطرا على امنها القومي .

    فخطورة الحروب السيبرانية لا تقف مدى خطورتها على حدٍ معين، وليس لأضرارها نطاق محدد، فهي هجمات عابرة للحدود، فلا زمان ولا مكان يوقفها ويمكنها أن تصل لأي مكان في العالم بسرعة خيالية كما أن دمارها شديد الفتك، فقد تفجر محطات طاقة نووية، وربمىا تعطل كهرباء مدن كاملة إضافة لأنها ربما تصل لأبعد من ذلك، والتي تعطل أنظمة تحكم كبيرة، وتغير مسارات الصواريخ وتشوش عليها، بل يتم اختراق بنوك وسرقتها ويتم التلاعب بتحويلات البنوك من خلالها كذلك يمكن ان تؤدي هجمات السيبرانية لتعطيل رحلات جوية وبحرية وبرية وتغير مسارها.

    ومن ثمة فإنه علينا عدم التهاون في أي تهديدات إلكترونية أو أخطار سبيرانية ربما نتعرض لها في هذا العالم الرقمي، الذي لا يقتصر ضرره على الأفراد، بل انه ربما  يدمر أنظمة عالمية  ويتسبب في حروب نووية نحن في غنى عنها وعن المتاعب التي ربما تتسبب بها .

    وفي تصوري أن علينا اتخاذ مجموعة من الخطوات لحماية أنفسنا من الحرب السيبرانية فكما تقول الحكمة  إن " الوقاية دائما خيرٌ من العلاج" فالأمر ينطبق على الحرب السيبرانية والحماية من هجماتها الخطيرة والكارثية، والتي تكون من خلال أخذ الحيطة والحذر واتباع كل وسائل الحماية الإلكترونية وعدم التهاون في أي وسيلة حماية مهما كانت.

     ولعل من أهم متطلبات مكافحة الجرائم الإلكترونية والحد من انتشارها ضرورة توعية الأشخاص بكل مكان عن أسباب حدوث الجرائم المعلوماتية وكيفية تنفيذها، فالإعلام له دور مهم في توعية المواطنين عن مدى خطورة الجرائم الإلكترونية، كما تجب الإشارة أيضاً إلى كيفية التعامل معها والحماية منها وكذلك تجنب نشر أي صور شخصية أو معلومات شخصية على مواقع التواصل الإجتماعي أو أي مواقع أخرى، وذلك حتى لا تتعرض للسرقة ومن ثم الإبتزاز من قبل مرتكبي الجرائم الإلكترونية.

    من المهم أيضا عدم كشف كلمات المرور لأي حساب سواء كان حسابا مصرفيا أو بطاقة ائتمان أو حساب على موقع معين بالإنترنت، كما يجب أيضاً تغييرها باستمرار لضمان عدم وقوعها الأيدي الخاطئة علاوة على تجنب استخدام أي برامج مجهولة المصدر، كما يجب تجنب ادخال أي أكواد أو كلمات مرور مجهولة تجنباً للتعرض للقرصنة وسرقة الحسابات المستخدمة بالإضافة إلى تجنب فتح أي رسائل إلكترونية مجهولة، وذلك حتى لا يتم اختراق نظام الحاسوب لديك وسرقة كل ما عليه من مععلومات شخصية وحسابات وكلمات المرور والخاصة بك.

    كذلك من الضروري قيام المستخدمين بتثبيت برامج حماية من الفيروسات والإختراقات من أجل الحفاظ على سلامة الجهاز المستخدم وسرية ما به من معلومات .

    وعلى الجهات الرقابية المعنية بمكافحة الجريمة  بتطوير طرق ووسائل لتتبع مرتكبي الجرائم الإلكترونية بشكل دقيق والإمساك بهم لاسيما وانه لصبح لدينا الان فى مصر البنية القانونية والتشريعية ومنها قانون مكافجة الجريمة المعلوماتية وقانون حماية خصوصية البياتات ووضع قوانين عقوبات رادعة لمرتكبي الجرائم المعلوماتية، وذلك للحد من انتشارها.

    فى النهاية يظل السؤال هل ستكون الحرب السيبرانية هى نهاية حتمية لمستقبل البشر ؟

    &&&

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن