كتب : وائل مجدي
بينما يشارف عام 2025 على نهايته، يبرز سؤال محوري لدى المستثمرين: هل سيستمر الزخم الاستثنائي الذي شهده كل من الذهب والذكاء الاصطناعي هذا العام، أم أننا مقبلون على مسار مختلف في 2026؟ ففي الوقت الذي حققت فيه المعادن الثمينة قفزة ضخمة في الأسعار، ظلّ الذكاء الاصطناعي محطّ اهتمام عالمي غير مسبوق.
ارتفع الذهب بنحو 60% منذ بداية العام، بينما تضاعفت أسعار الفضة أكثر من مرة. أما مؤشر «الأسهم السبع العظام»، الذي يُعد أفضل ممثل لحماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي، فقد ارتفع بنحو 25% فقط، رغم أنه قفز 67% في 2024، وقفز سهم «إنفيديا» وحده ما يقرب من ثلاثة أضعاف.
ورغم أن أداء أسهم الذكاء الاصطناعي في 2025 لم يكن استثنائياً مقارنة بالضجة المحيطة بها، فإن هذه التكنولوجيا هيمنت تماماً على النقاشات: هل هي فقاعة؟ هل ستنقذ العالم أم تدمره؟ ومن سيتصدر السباق: الصين أم الولايات المتحدة؟
ومع ذلك، فإن التطور التقني نفسه يتقدم بسرعة هائلة. وقد أصبح من الصعب اليوم الحفاظ على موقف المتشكك الصارم؛ فذلك يشبه من كانوا يرون الإنترنت مجرّد «موضة عابرة» حتى أوائل الألفية. هل تنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي في 2026؟
يقدّم هاورد ماركس، الشريك المؤسس لشركة «أوك تري» وأحد أبرز العقول في فهم دورات الأسواق، رؤية لافتة حول هذا السؤال. ويميز بين نوعين من الفقاعات بحسب «بلومبيرغ»: فقاعات سيئة – مثل أزمة 2008، حيث تُحرق الأموال بلا أي مردود اقتصادي ملموس.
فقاعات جيدة حيث يؤدي ضخّ السيولة إلى تسريع الابتكار وبناء بنية تحتية تدعم النمو لعقود لاحقة، حتى لو خسر المستثمرون الأوائل أموالهم. والذكاء الاصطناعي، بحسب ماركس، ينتمي لهذا النوع.
ومع ذلك، يصل ماركس إلى خلاصة «مزعجة» لأنها غير قاطعة: لا يمكن الجزم بأنها فقاعة قبل أن تنفجر، لكن سيكون مفاجئاً جداً ألا تكون كذلك. لذلك ينصح بعدم الابتعاد تماماً عن القطاع، ولكن بالانتقاء والحذر.
ويبدو أن هذا الجدل سيكون أحد المواضيع الكبرى في 2026، إذ لم نصل بعد إلى لحظة الذروة كما يحذّر ماركس من تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، مشيراً إلى أن ما نعتبره «دورة طبيعية» من التغيير التكنولوجي قد لا ينطبق هذه المرة، وربما نكون أكثر اطمئناناً مما يجب.
ارتفعت أسعار الذهب والفضة هذا العام بفعل مخاوف متزايدة حول استدامة هيمنة الدولار كنظام نقدي عالمي، ما شجّع المستثمرين على البحث عن بدائل. لكن فينسنت ديلوار، الاستراتيجي في شركة «ستون إكس»، يلفت الانتباه إلى عامل آخر لافت وهو الصين. ويرى ديلوار أن 2026 قد يكون عاماً جيداً للاستثمار في الصين، إذ إن: الأسهم الصينية رخيصة مقارنة بالأسواق العالمية، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الأسهم سيساعد في تمويل سباق الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما سيسهم في نقل الثروة من كبار السن المملوكين للعقارات إلى المستثمرين الشباب.
ويرى أن هذه أهداف تتماشى مع رغبات الحكومة الصينية. وفي الصين، من الأفضل السير مع الحكومة وليس ضدها ومع ذلك، تبقى المخاطر المرتبطة بضعف حماية الملكية نقطة جوهرية لا يمكن تجاهلها.
ما علاقة ذلك بالذهب؟
حتى مع الرسوم الجمركية الأميركية، من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في تسجيل عجز تجاري مع الصين في 2026.
ومع تمسك بكين بعملة ضعيفة نسبياً، يتجه جزء كبير من الفوائض التجارية إلى شراء الذهب.
ويتوقع ديلوار أن يحافظ الذهب على مستويات أعلى من 4,000 دولار للأونصة خلال 2026، «ليستوعب مكاسبه الضخمة في 2025»، مع استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية وتغيّرات محتملة في توزيع الأصول عالمياً.
قد لا نشهد «الألعاب النارية» التي رأيناها هذا العام، لكن مع بقاء المخاوف حول المديونية الحكومية واستقرار العملات، سيظل الذهب—ومعه الأموال البديلة—محطّ اهتمام كبير في 2026.








