خبر صحافي 5 -| منتدى دبي للمستقبل | متحدثون في منتدى دبي للمستقبل: يؤكدون لا بديل عن التعاون العالمي والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي
متحدثون في "منتدى دبي للمستقبل 2025" يؤكدون:
لا بديل عن التعاون العالمي والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي في استشراف المستقبل
- نينا لانزا: ثلاثة متطلبات لجعل الكواكب قابلة للحياة هي رفع درجات الحرارة، وزيادة الضغط الجوي، وتطوير أنظمة بيئية مستدامة بالكائنات الحية الدقيقة.
- شيري لانو: النظرة السائدة إلى الزارعة بأنها مهنة بسيطة أو لا تجلب المال خاطئة تماماً
- سامي خوريبي: تستطيع أن تحافظ على البيئة ونظام حياة صحي دون تنازل عن جودة المنتجات
كتب : وائل الجعفري
أكد متحدثون في الجلسات التخصصية لليوم الثاني من "منتدى دبي للمستقبل 2025"؛ أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل ومؤسساته الدولية من حوالي 100 دولة في "متحف المستقبل"، على أهمية التعاون العالمي في استشراف المستقبل بالشراكة بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي والتنموي لتمكين الأفراد والمجتمعات.
وناقش الخبراء محاور خمسة في منتدى دبي للمستقبل 2025 هي نظرة متعمقة في المستقبل، استكشاف المجهول، مستقبل المجتمعات، مستقبل الصحة، مستقبل الأنظمة.
استشكاف الفضاء
وضمن محور استكشاف المجهول وفي جلسة بعنوان "ما هو مستقبل استكشاف الفضاء؟" أكدت الدكتورة نينا لانزا، من مختبر لوس ألاموس الوطني، أن استكشاف عوالم الفضاء يتطلب تكيّفاً جذرياً مع بيئات مختلفة. وحدّدت ثلاثة متطلبات رئيسية لجعل كواكب، مثل المريخ، أكثر قابلية للحياة، وهي رفع درجات الحرارة، وزيادة الضغط الجوي، وتطوير أنظمة بيئية مستدامة بالاعتماد على الكائنات الحية الدقيقة الأولية.
فيما صرّحت فنام باغلي، المهندسة والمصممة في قطاع الفضاء، بأن استكشاف الفضاء يغير بشكل جذري فهمنا لطبيعتنا البشرية، بيولوجياً وثقافياً وأخلاقياً، وأضافت: "سيغير الفضاء وجهات نظرنا كلياً، ويدفعنا نحو إيجاد احتياجات وقيم وأهداف جديدة في إطار محاولاتنا للتكيف مع الحياة خارج الأرض."
ولفت غوبيشاند ثوتاكورا، من منظمة برزرف لايف، إلى أن استكشاف الفضاء يتطلب إزالة مفهوم الحدود، مشيراً إلى أن مهمات الفضاء تتطلب عملاً جماعياً عبر تخصصات متعددة، وأن المستقبل يعتمد على التعاون الفعلي عل مستوى الدول والشركات والمجتمعات والأفراد. واختتم: "مع النمو السريع الذي يشهده قطاع الفضاء وزيادة فرص الوصول إليه، ستكون قدرة الإنسان على التكيف والابتكار مفتاح النجاح في عصر استكشاف الفضاء القادم."
وضمن جلسة "اختلاف مفاهيم الوقت وأثرها في صياغة المستقبل" حذّر القس البروفيسور الدكتور أوبولو لوما فاي، من جامعة باسيفيكا كوميونيتيز، من أن المجتمعات الحضرية فقدت الاتصال بالزمن البيئي من خلال التركيز فقط على التقدم، مشدّداً على أهمية البعد الأخلاقي، والذي يتطلب الالتزام بمسؤولياتنا تجاه الآخرين والكوكب والأجيال القادمة.
من جهته، أكّد الدكتور جونزالو إباراجواير، من مبادرة تايم يوز، أهمية إيجاد توازن مع التعلم من مفاهيم المجتمعات الأصلية التي لا تزال تحافظ على الطبيعة.
وشرحت ليسا سولومون من مؤسسة ذا لونج ناو أنّ الزمن هو ما يجعل التغيير ممكنًا، مؤكدةً بأن كل تغيير يتطلب وتيرة زمنية مختلفة ومسؤولية في التعامل معها.
صون الموارد
وضمن محور مستقبل الصحة، وفي جلسة "ما هو مستقبل الماء والغذاء في عالم محدود الموارد؟" قال روبرت أوليفر، من مبادرة باسيفيك آيلاند فود ريفولوشن: "إذا أردنا تحقيق إجماع الناس حول أنظمة الغذاء والتفاعل معها ودعمها، يجب أن تكون حواراتنا واعية، تبني حراكاً اجتماعياً حول المواضيع بالغة الأهمية، انطلاقاً من انتمائنا للأرض والبيئة".
من جانبها قالت شيري أتي لانو، من منظمة "أغريا" الدولية للأنظمة الزراعية، "هناك اليوم العديد من التحديات البيئية، ونحاول دعم المزارعين وإزالة فجوة التمويل. ونرى بأن الغذاء والماء ليست مجرد احتياجات، بل يمكن أن تكون مشاريع مربحة، والنظرة السائدة إلى الزارعة بأنها مهنة بسيطة أو لا تجلب المال خاطئة تماماً، نحن نتسارع نحو المستقبل، ويجب ألّا تكون هناك دول منتجة للغذاء أو لديها قدرة عالية على إنتاجه، ولكن تعاني من سوء التغذية".
من جانبه قال سامي خوريبي، من شركة وايز ويل: "تستطيع أن تحافظ على البيئة ونظام حياة صحي دون تنازل عن تميز وجودة المنتجات. والتطور التكنولوجي يمكن توظيفه بشكل أفضل لبناء أنظمة مستدامة تدعم البيئة وتؤمّن الماء والغذاء، من مصادر قريبة جغرافياً مما يقلل من البصمة البيئية لعمليات النقل، وفي ذات الوقت يضمن جودة المنتج كونه طازجاً".
وفي جلسة بعنوان "الهندسة الطبية الحيوية: هل نعيد تعريف حدود الطب والحياة؟" ناقش كل من الدكتورة شياوشي وي، من شركة إكس ثيرما، والبروفيسور باولو داريوا، من مؤسسة دبي للمستقبل، والدكتورة مريا جومز، من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أهمية التطور المتسارع في قطاع الهندسة الطبية الحيوية لقطاعات الصحة الوقائية والاستباقية في المستقبل القريب.
تعليم المستقبل
وفي جلسة بعنوان تعليم المستقبل: ما الذي يتطلبه بناء القدرة على استشراف المستقبل عالمياً؟ بمشاركة صبيح طويل، منظمة اليونسكو، ود. دوريس فليجون من كلية ستيلينبوش للأعمال، والدكتور كاو-هوا تشين جامعة تامكانغ، سلط المتحدثون الضوء على التحديات التي تواجه المؤسسات في تحقيق التوازن بين الالتزام بالمسارات التقليدية، مثل أهداف التنمية العالمية، وبين السعي للتفكير المبتكر واستكشاف إمكانيات جديدة.
وأوضحوا أن دراسات المستقبل لا تقتصر على التنبؤ، بل تركز على استكشاف السيناريوهات المحتملة والمرغوبة، ومساعدة الأفراد والمؤسسات على إعادة صياغة أفعالهم الحالية وتوفير مساحة للتفكير النقدي والإبداعي.
وضمن جلسة بعنوان "كيف يصنع الاستشراف التعاوني شراكات أقوى بين المجتمعات" أكد الدكتور ديفيد جونكر من شركة بيرسبتفل دوت ايه آي، والبروفيسورة غيتشي كاروري سبينا من جامعة ويتواترسراند، وجيمس آنسل، من مكتب مجلس الوزراء في المملكة المتحدة أهمية التشاركية في الاستشراف.
سيناريوهات مفضّلة
وفي محور مستقبل المجتمعات، وفي جلسة حول "أسس الاستشراف وتحديد السيناريو المفضّل للمستقبل، قال سيزار سانتيفانيس، رئيس تحرير مجلة فيوتشر فيكشن بالإسبانية، إن الخيال العلمي يُعد أداة أساسية للتعبير عن الرأي واستشراف المستقبل. وأكد أن للغة دوراً محورياً في ذلك، إذ أن الطريقة التي نفكر ونحلم بها بلغتنا الأصلية تؤثر في كيفية تصورنا للمستقبل.
بدوره، استعرض أنديرس ساندبيرغ، باحث في معهد دراسات المستقبل، مفهوم "الأمل الوجودي"، الذي يُعد النقيض لفكرة "المخاطر الوجودية"، موضحاً خلال الجلسة أنه وبالرغم من التهديدات للبشرية، يشير الأمل الوجودي إلى الانفتاح على الفرص غير المتوقعة.
ولفتت تاتيانا أنتونيلي، مؤسس قوم بوك، إلى أن الأمل هو النقيض لليأس؛ وأن الأمل الوجودي يعني العمل المشترك من خلال الشراكات والتعاون لضمان قدرة الأجيال القادمة على الازدهار.
وخلال جلسة بعنوان "كيف يستطيع الشباب تحويل الاستشراف إلى منصة للابتكار؟" قال شيي نايدس، رئيس قسم مشاركة الشباب والاستراتيجية لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف: " شهدنا في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في إشراك الشباب في عمليات صنع السياسات، سواء على المستوى الحكومي أو في المنظومة متعددة الأطراف. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الحضور الرمزي والمشاركة الفعلية المؤثرة.
فيما أشارت دارا مكّي، محلل في مركز منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للبحوث والابتكار التربوي، إلى أن التحديات التي تواجه مشاركة الأطفال والشباب في صنع القرار لا تقتصر على مجرد إتاحة الفرصة لهم للجلوس على الطاولة، بل تمتد إلى مدى الاستماع الحقيقي لآرائهم وأخذها بعين الاعتبار في السياسات.
وبدورها، وضحت بيلين يسبانا، من مؤسسة تيش ذا فيوتشرز أن الشباب ليسوا فقط قادة المستقبل، بل هم صانعو التغيير في الحاضر. وإذا أُتيحت لهم المساحة الحقيقية للتعبير والتواصل، يمكنهم بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولمجتمعاتهم.
|