للاستحواذ على الكفاءات : مايكروسوفت تدفع 650 مليون دولار لـ"إنفلكشن" مقابل برامجها وموظفيها

  •  

     

    كتب : ساره نور الدين

     

    وافقت شركة "مايكروسوفت" على دفع 650 مليون دولار لـ"إنفلكشن إيه آي" (Inflection AI)، بشكل رئيسي لترخيص برمجياتها للذكاء الاصطناعي، بجانب تحركها في بداية هذا الأسبوع لتوظيف معظم موظفي الشركة الناشئة، وفقاً لشخص مطلع على الصفقة.

     

    فاجأت "مايكروسوفت" عالم الذكاء الاصطناعي الثلاثاء الماضي بإعلانها توظيف مؤسسي شركة "إنفلكشن" مصطفى سليمان وكارين سيمونيان، بجانب استقطاب معظم موظفي الشركة الناشئة البالغ عددهم 70 موظفاً. كانت الصفقة غير المألوفة، التي أوردتها "بلومبرغ نيوز" لأول مرة، تشبه "الاستحواذ على الكفاءات"، لكن دون استحواذ فعلي. اقترح بعض الخبراء في القانون والصناعة أن الصفقة التي أبرمتها "مايكروسوفت" مع "إنفلكشن" قد تثير مخاوف تتعلق بمكافحة الاحتكار مع المنظمين الأميركيين، الذين يدققون بشكل متزايد في الاستثمارات والشراكات التي تعقدها شركات التكنولوجيا الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.

     

    في ظل تراجع عدد موظفيها، تحاول "إنفلكشن" الآن تخفيف بعض قدراتها في مجال الحوسبة، أو الوصول إلى قوة حوسبة يمكن استخدامها لمهام مثل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وفقاً لأشخاص ملمين بالأمر تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المعلومات. وتسعى الشركة إلى استرداد جزء من أموالها من شركة "كور ويف" (CoreWeave)، التي تجمعها بها شراكة في مجال الحوسبة السحابية، بحسب أحد الأشخاص. كما أن هذه الخطوة قد تُقلل التكاليف المتعلقة ببناء نماذج الذكاء الاصطناعي مع تحول "إنفلكشن" إلى نموذج عمل يستهدف المؤسسات بدلاً من المستهلكين.

     

    وكجزء من الصفقة، ستدفع مايكروسوفت 620 مليون دولار لترخيص نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ"إنفلكشن"، بجانب نحو 30 مليون دولار للتنازل عن أي حقوق قانونية تتعلق بالتوظيف الجماعي، وفقاً لأحد الأشخاص.

     

    هذه الصفقة ستوفر لمستثمري "إنفلكشن" عائداً جيداً على الاستثمار، كما أفادت "بلومبرغ" سابقاً. ومع ذلك، لا يُتوقع أن يجني هؤلاء المستثمرون مكاسب فورية كبيرة، بعدما كانت الشركة مؤهلة للصعود بسرعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتم تقدير قيمتها بـ4 مليارات دولار بعد جمع تمويل يبلغ 1.3 مليار دولار العام الماضي.

     

    مع تزايد اهتمام المستثمرين بروبوتات الدردشة خلال العام الماضي، قدمت "إنفلكشن" روبوت يُدعى "بي أي" (Pi)، والذي أصبح مساعداً شخصياً أفضل وأكثر موثوقية من المنافسين. لكن سليمان أخبر "بلومبرغ" هذا الأسبوع أن "إنفلكشن" لم تنجح في إيجاد نموذج عمل فعال.

     

    وبينما تخطط الشركة الناشئة لإتباع مسار جديد، سيظل ريد هوفمان يعمل في "إنفلكشن" كمدير ومؤسس مشارك، كما أنه مستثمر مخاطر وعضو في مجلس إدارة "مايكروسوفت". فيما سيشغل شون وايت منصب الرئيس التنفيذي الجديد لـ"إنفلكشن"، بعدما عمل سابقاً كمدير للبحث والتطوير في "موزيلا" (Mozilla). وقال هوفمان، في منشور على موقع "لينكدإن" يوم الثلاثاء، إنه "يوم جيد لجميع المعنيين بـ(إنفلكشن)".

    في الوقت نفسه، ستحتفظ "إنفلكشن" بتقنيتها الخاصة. وقالت في تدوينة الثلاثاء الماضي، إنها تتمتع بوضع ملائم يمكنها من خدمة الشركات، بما فيها "مايكروسوفت". واختتمت: "نجاحنا في تدريب وتخصيص وتحسين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة يجعل وضعنا فريداً لنكون منصة الذكاء الاصطناعي المناسبة للشركات حول العالم".

     

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن