جيف وانغ نائب رئيس مكتب هواوي العالمي للأمن السيبراني وحماية الخصوصية: تزامن التحول الرقمي والأمن السيبراني أساس التطور السلس

  • كتب : مصطفى ابراهيم

     

     

    مع مواكبة الاقتصاد العالمي للتحول الرقمي والذكي السريع، يواجه الفضاء الإلكتروني تحديات أمنية شديدة، خاصة وأن التطور المستقبلي يحتاج إلى حلول أمنية متكاملة للتكيف تلقائيًا مع التحول الرقمي، كما تحتاج الحكومات والمؤسسات إلى استجابة متزامنة للتهديدات، خاصة مع زيادة الاعتماد على الامن السيبراني.

     

    ويلعب الأمن السيبراني دورًا مهمًا كأساس للتحول الرقمي، اعتماداً على ثلاث ركائز لتكنولوجيا المعلومات وهي: (العامل البشري، التطبيقات، والتكنولوجيا)، حيث تعد هذه الركائز من العوامل المهمة في دفع النجاح التنظيمي، وينطبق نفس المبدأ على الأمن السيبراني، فمن خلال مزامنة التحول الرقمي مع الأمن السيبراني، يمكننا أن نضمن تبني تقنيات وعمليات جديدة، إلى جانب حماية أنظمتها وبياناتها من التهديدات السيبرانية المحتملة.

    • الركيزة الأولى: العامل البشري

     

    يمثل العامل البشري أحد الركائز الأساسية للأمن السيبراني، الذي يتكون من عنصرين رئيسيين، فلا تقتصر هذه الركيزة على وجود خبراء في مجال الأمن السيبراني، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على الدور الحاسم الذي يلعبه المستخدمون النهائيون في ضمان الأمن، حيث أظهرت الدراسات أن 90٪ من جميع انتهاكات الأمن السيبراني ناتجة عن خطأ بشري.

     

    ولذلك فإن تحقيق النجاح في العالم الرقمي يتطلب تعليم وتدريب الشباب على مجال الأمن السيبراني، وهو ما يُبرز مدى أهمية برامج التدريب المستمرة للمهنيين في هذا المجال. نحن في هواوي نلتزم بتزويد الأفراد بالمهارات التقنية وزيادة الوعي للتخفيف من هذه المخاطر.

     

    ومن هنا، تعاونا مع أكثر من 45 جامعة حكومية وخاصة وبعض الوزارات والهيئات الحكومية في إنشاء أكثر من 82 أكاديمية في مصر، وتدريب أكثر من 35 ألف طالب وطالبة على أحدث التكنولوجيا من بينها الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والحوسبة وعلوم الشبكات. بالإضافة إلى تأهيل 1000 مدرب بين أستاذ ومدرس جامعي بالتعاون مع المعهد القومي للاتصالات، بينما حصل عشرة آلاف (10000) مُتدرب من محافظات مصر المختلفة على شهادات هواوي الدولية المعتمدة، وذلك بما يتوافق مع استراتيجية مصر في التحول الرقمي وتعزيز الكوادر القادرة على إنشاء بيئة رقمية آمنة.

     

    الركيزة الثانية: التطبيقات

    تمثل "التطبيقات" الركيزة الأساسية الثانية للأمن السيبراني، لأنها تمكننا من إنشاء وتنفيذ أنظمة وسياسات إدارة فعالة، وهي تشمل العمليات والأطر والإجراءات المعمول بها لمنع الهجمات بشكل استباقي والاستجابة للحوادث أو التهديدات بسرعة.

     

    وتتضمن "التطبيقات" فهم كافة متطلبات الأمن السيبراني، كجزء لا يتجزأ من النظام البيئي المحلي، حيث تدعم هواوي بشكل فعال العمليات الآمنة والمستقرة لشبكات العملاء. كما نسعى جاهدين لتعزيز مرونة الشبكة السيبرانية، والمشاركة في تنمية المواهب الفنية المحلية للأمن السيبراني، وإنشاء منصة مفتوحة وتعاونية لتعزيز نضج الأمن السيبراني في مصر.

     

    وقد قدم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والمركز الوطني للإستعداد لطوارئ الحاسب والشبكات CERT والمجلس الأعلى للأمن السيبراني، مساهمات جديرة بالثناء في ضمان سلامة البنية التحتية الوطنية للمعلومات في مصر. ولم تقتصر هذه الجهود على صياغة الأنظمة التنظيمية فحسب، بل شملت أيضًا حماية الأصول والبيانات الرقمية المهمة. هذه التدابير كان لها دور كبير في تحقيق دفعة كبيرة نحو بناء إطار عمل منيع للأمن السيبراني. كما تتخذ الحكومة المصرية تدابير استباقية من خلال تنفيذ اللوائح وإطلاق استراتيجية وطنية جديدة للأمن السيبراني للفترة من 2023 إلى 2027، تهدف إلى التصدي لتهديدات الأمن السيبراني بقوة وفاعلية، ومن خلال هذه الجهود، تعتزم مصر تعزيز حوكمة الأمن السيبراني، وحماية مواطنيها من التهديدات السيبرانية، وتشجيع البحث العلمي والتطوير، وتعزيز نمو صناعة الأمن السيبراني في البلاد.

     

    تدرك هواوي مدى أهمية أولويات الأمن السيبراني من أجل التنفيذ الناجح للتحول الرقمي. ولذلك فنحن نتعاون مع شركائنا لتعزيز علاقاتنا مع شركائنا، بالإضافة إلى النظام البيئي الأمني الخارجي، فضلاً عن الخبراء والمتخصصين. فهدفنا هو تعزيز التدابير الأمنية والتخفيف من المخاطر المحتملة في جميع أنحاء سلسلة التوريد، فمن خلال التعاون مع المعنيين في مجال الأمن السيبراني في مصر، نهدف إلى تعزيز قدرات الأمن السيبراني والمساهمة في تحقيق رؤية مصر الرقمية 2030.

     

    الركيزة الثالثة: التكنولوجيا

    من بين الركائز الثلاث للأمن السيبراني، تظهر "التكنولوجيا" بشكل بارز في بعض الأحيان، قد يكون من المغري الاعتماد فقط على التكنولوجيا لضمان تحقيق الأمن السيبراني. ومع ذلك، من الضروري إدراك أنه لا ينبغي استخدام التكنولوجيا بمعزل عن غيرها، حيث يجب أن يتم دمجها مع كل التطبيقات الحديثة مع الاستعانة بخبرات المتخصصين بما يساهم في توفير حماية شاملة للأمن السيبراني.

     

    في هواوي، نحن ملتزمون بتقديم منتجات وحلول وخدمات آمنة وجديرة بالثقة وعالية الجودة لعملائنا، فمن خلال التحسين المستمر لنظام ضمان الأمن السيبراني الشامل لدينا وتعزيز قدرات هندسة البرمجيات، نضمن أن تُلبي عروضنا وخدماتنا أعلى معايير الأمان. من خلال استثمار 5٪ من نفقات البحث والتطوير السنوية في مجال الأمن السيبراني، تفتخر هواوي بفريق يضم أكثر من 3000 موظف في مجال البحث والتطوير والأمن السيبراني، كما تفخر هواوي بامتلاكها أكثر من 3000 براءة اختراع ذات صلة، وهو ما يجعلنا نعتز بتعاوننا مع العملاء لمدة 3 عقود في بناء أكثر من 1500 شبكة وتسهيل التحول الرقمي لعدد كبير من الشركات بما يعزز التزامنا بمتطلبات الأمن السيبراني.

     

    ونتوقع زيادة في تحديات الأمن السيبراني، من خلال العديد من العوامل مثل النمو المتسارع للبيانات والتطبيقات ونقاط الضعف والتهديدات السيبرانية، والتعقيد المتزايد للأنظمة، واتساع نطاق تعرض الشبكات لتحديات كبيرة. علاوة على ذلك، فإن ندرة المواهب الأمنية تؤدي إلى تفاقم الوضع، مما يجعل من الضروري لجميع أصحاب المصلحة التعامل مع الأمن السيبراني باعتباره مسؤولية مشتركة.

     

    ولذلك تدعو هواوي إلى التقييم الموضوعي لمخاطر الأمن السيبراني على المستوى الفني، ونقترح تعزيز المرونة الإلكترونية من خلال التخفيف من المخاطر عبر وسائل مختلفة، خاصة وأن هذا النهج يؤكد على معايير الأمان الموحدة، والمسؤولية المشتركة، وبناء القدرات المشتركة، والتعاون المعزز في الابتكار التكنولوجي، وتطوير المعايير، وتقييم الشهادات، ولعل المبادرات مثل مبادرة NESAS (نظام ضمان أمن معدات الشبكة) وقاعدة معرفة 5G للأمن السيبراني وال GSMA، تجسد استجابة الصناعات لتهديدات الأمن السيبراني، وتعزز الانفتاح والتعاون ومشاركة المعرفة.

     

    التعجيل بالتطور المستمر

     

    بينما تسرع مصر من وتيرة التحول الرقمي، لا يمكن التغاضي عن دور الأمن السيبراني، وستظل هواوي ملتزمة بتعزيز أمن وخصوصية النظام البيئي الرقمي، من خلال تعزيز التعاون وتبادل المعرفة وبناء القدرات، فنحن نطمح إلى تعزيز مجال الأمن السيبراني في مصر وتحقيق التوازن الدقيق بين الأمن والتنمية خاصة مع التحول للرقمنة، كما نهدف إلى أن يتمتع الأفراد بفوائد التقدم التكنولوجي بينما يتم حماية الأمن السيبراني والخصوصية الشخصية. وفي النهاية دعونا نعمل معاً على التعاون بين الأمن السيبراني والتحول الرقمي لتشكيل مستقبل آمن ومزدهر لمصر.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن