بلجيكا : اول حالة انتحار بسبب الذكاء الاصطناعي


  • كتب : نهله أحمد

     

    تعد الدردشة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي التوجّه الحالي في عالم التقنية، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالنسخة المطورة «شات جي بي تي- 4» التي تم إطلاقها منتصف شهر مارس الماضي، وهي التي تتضمن خصائص جديدة تتعدى كثيراً النسخة السابقة.

     

    وإن كان التطوّر الكبير في الذكاء الاصطناعي يجلب الاهتمام، خصوصاً قدرته على تقديم أجوبة فيها نسب من الدقة، وقدرته كذلك أداء عدد من المهام البشرية في العديد من المهن، ومن ذلك مهام الكتابة، والترجمة، والمحاسبة، وجمع المعلومات، والتحليل المالي، وغير ذلك، فإنه في الجانب الآخر يثير مخاوف كبيرة تهدِّد الكثير من الناس ليس بفقدان وظائفهم فحسب.

     

    لا يتوقف ضرر الذكاء الاصطناعي على الوظائف فحسب، بل هناك تحديات أخلاقية كبيرة باتت تصاحبه. وشهدنا في الأسبوع الماضي أول حالة وفاة ناجمة عن استخدام تطبيق للدردشة، ووقعت تحديداً في بلجيكا؛ إذ انتحر باحث ومهتم بالبيئة بعد استخدام مفرط للمحادثة مع منصة «إليزا» إحدى أقدم منصات الذكاء الاصطناعي، وهي معروفة بتقديم المشورة النفسية ودعم الأفراد نفسياً عندما يحتاجون إلى الحديث.

    وأكدت زوجة الباحث لوسائل إعلام بلجيكية أن زوجها كان يعيش حياة عادية قبل أن يتحول شغفه بالمجال البيئي إلى قلق مفرط خوفاً على الكوكب من الكوارث التي تنتظره بسبب التغيّر المناخي وما إلى ذلك من الظواهر المناخية السلبية، وأضحى الزوج منعزلاً للغاية، كما بدأ يعتقد أن الحل لن يكون إلا في الذكاء الاصطناعي.


    وتتابع أن زوجها بدأ يقضي ساعات مع تطبيق «إليزا» الذي يجيبه عن أسئلته المتعلقة بالبيئة، حتى تحول الأمر إلى إدمان. ثم اشتد الخطر بعدما صار الزوج يثق تماماً بإجابات التطبيق، وبعدها صارت الإجابات حميمية؛ إذ عثرت الزوجة على جواب من التطبيق يقول فيه للزوج: «سنعيش معاً كشخص واحد في الجنة»، وأنه «لن يفارقه أبداً»؛ مما أدى لاحقاً إلى انتحار الزوج.

    منظمة اليونسكو من جهتها دعت العالم إلى تطبيق توصية أصدرتها عام 2021 على طرق تطوير هذا الذكاء، وتشدّد التوصية على «إنشاء أداة تشريعية لتنظيم الذكاء الاصطناعي ومراقبته» تضمن كذلك «الأمن الكامل للبيانات الشخصية والحسّاسة».


    وتؤكد اليونسكو أنه يجب استحضار البعد الأخلاقي في طموح الدول إلى الاستفادة من هذا التطوّر التقني حتى يتم تقليل المخاطر الناجمة عنه. وتؤكد المنظمة أن هذه التقنية تخلق حالياً تحديات كبيرة خصوصاً إمكانية نشرها معلومات مضللة، وأخرى فيها انتهاك لحقوق الأفراد والمجموعات.

    وكان مثيراً للاهتمام وجود أسماء كثيرة مهتمة بالتطور التكنولوجي، مثل إيلون ماسك، مالك «تويتر» ومؤسس شركتي «سبيس اكس» و«تسلا»، والمؤسس المشارك لشركة «آبل» ستيف فوزنياك، في عريضة منشورة على موقع «فيوتشر اوف لايف» لأجل المطالبة بالتوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي.

     

    والخبراء الموقعون على العريضة طالبوا بوقف مؤقّت لعمليات تطوير برامج الذكاء الاصطناعي إلى حين اعتماد أنظمة حماية تتيح تنظيم هذه العمليات، ومراقبتها، وتحليل المعلومات الواردة فيها، وكذلك معالجة ما قد ينجم من استخدامها من اختلالات. ويولي ماسك العريضة اهتماماً كبيراً؛ إذ يعدّ ممولاً رئيساً لموقع المنظمة الذي نُشرت فيه.

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن