كتب : سماح سعيد

يعتقد البعض أن الهاتف المحمول بدأ في التسعينيات، لكن الحقيقة ليست كذلك، إذ بدأ العمل به في عام 1973، ومنذ ذلك الحين جرت تطورات كبيرة على هذا الاختراع حتى أصبح حاسوبا متكاملا يوضع في الجيب حيث تم إجراء أول مكالمة بالهاتف المحمول  قبل 50 عاما بالتمام والكمال.

ووضع مهندس شركة  " موتورولا " ، مارتن كوبر، سماعة هاتف تشبه حذاء المهرج أكثر من الهاتف المحمول  الأملس على أذنيه واستعان بعضلاته حتى يحمل الهاتف لكي يجري مكالمة مع صديقه جويل بيل، الذي يعمل في الشركة المنافسة آنذاك "إيه تي آند تي" AT&T.

ولم تكن هذه سوى البداية في مسلسل طويل تطور فيه الهاتف المحمول طوال 50 عاما، وفما يلي أبرز خمس فوائد لصناعة الهواتف المحمولة أولها " زيادة التواصل " : جعل الهاتف الخلوي الاتصالات والتواصل أسهل بكثير بين الأشخاص، بغض النظر عن موقعهم. وهذا ساعد على نمو الأعمال العالمية ومكّن الناس من العمل من بعد.

ثانيا " التحول الرقمي" : أدى الهاتف الخلوي دوراً كبيراً في التحول الرقمي للاقتصاد العالمي بتمكين تطوير التطبيقات المحمولة، والخدمات المصرفية المحمولة، والتجارة الإلكترونية، وغيرها من الخدمات الرقمية التي غيرت طريقة عمل الناس في الأعمال التجارية.

ثالثا " خلق فرص عمل " : أسهم نمو صناعة الهواتف الخلوية في خلق فرص عمل جديدة في العديد من القطاعات الصناعية والخدمية، كما ساعد بشكل كبير على نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.

رابعا " ظهور أسواق جديدة " : ساعد الهاتف الخلوي على ظهور أسواق جديدة، وخاصة في البلدان النامية، إذ مكّن الناس من الوصول إلى الخدمات الرقمية والتواصل مع الاقتصاد العالمي.

خامسا " زيادة الإنتاجية " : سمح الهاتف الخلوي للناس بالعمل في أثناء التنقل، ما زاد الإنتاجية والكفاءة كما أنه ساعد على نمو الاقتصاد المشارك، إذ يمكن للأشخاص العمل بشكل مستقل باستخدام أجهزتهم المحمولة.

وكانت هناك عدة محطات لتطور صناعة الهواتف المحمولة من ابرزها أطلاق اليابان  خدمة "جي 1" في عام 1979، وهو عبارة عن نظام اتصالات خلوية تناظرية، الذي أصبح منتشرا على نطاق واسع، ولم يكن هذا النظام يعمل خارج السيارة.

أول هاتف محمول فى الاسواق : لم يكن الهاتف الذي استخدمه كوبر في أبريل 1973 سوى النموذج المبدئي لهاتف موتورولا، DynaTAC 8000X، الذي طرح تجاريا في عام 1983.

وكان سعره يبلغ 3955 دولارا، أي ما يعادل 12 ألف دولار حاليا، ويستغرق شحنه 10 ساعات من أجل إجراء مكالمات تستمر لنحو نصف ساعة.

أول مكالمة بهذا الهاتف في بريطانيا: أجريت أول مكالمة بالهاتف الخلوي في بريطانيا في الأول من يناير عام 1985، وكانت المكالمة بين رئيس مجلس إدارة شركة "  فودافون" إرنست هاريسون وابنه.

أول هاتف قابل للطي: صدر أول هاتف محمول قابل للطي عام 1989، وتميز هذا الهاتف بصغر حجمه مقارنة بالهاتف المحمول الأول

الهواتف أصبحت رقمية: في عام 1991، صدر عام يعرف بالنظام الدولي للاتصالات المتنقلة، وكان هذا المعيار الأوروبي لما سيعرف لاحقا بـ"جي 2"، وكان له الفضل في ظهور الرسائل القصيرة "أس أم أس".

إرسال أول رسالة قصيرة: شهد أواخر عام 1992، بعث أول رسالة قصيرة، وكانت من طرف المهندس البريطاني نيل بابوورث إلى الهاتف "Orbitel 901".

أول هاتف محمول بسعر في متناول الجميع: في عام 1992، أطلقت شركة"  نوكيا "" هاتفها 1011، الذي كان بسعر في متناول الجميع، وهو ما ساعد في رواج هذه التكنولوجيا.

أول هاتف ذكي: شهد عام 1994 ظهور أول هاتف ذكي، واسمه "سيمون"، الذي يعمل بلمس الشاشة، وكان من انتاج شركة IBM، ونجح الأمر في 15 ولاية أميركية فقط حيث باعت فيها 50 ألف نسخة.

بروز الرنة الشهيرة: ظهرت في عام 1994، الرنة الشهيرة التي ارتبطت بهواتف شركة "نوكيا" والهواتف المحمولة عموما، وشكلت دليلا على وجود مكالمة في الطريق بالنسبة إلى جيل بأكمله.

هاتف الأعمال بلاك بيري: كان هاتف " بلاك بيري 5810" في عام 2002 عنوانا لرجال الأعمال، إذ كان يساعد في أداء أعمال عديدة جادة مثل رسائل البريد الإلكتروني خاصة بالاجتماعات.

ظهور أول آيفون: في يناير عام 2007، قدم الراحل ستيف جوبز  أول هاتف لشركة آبل التي يعمل بها، وصار يعرف لاحقا باسم " ايفون"، وأتيح للمستهلكين في صيف ذلك العام، واختير عنها كأفضل اختراع في ذلك العام وفقا لمجلة "التايم" الأميركية.

 وكان هذا الهاتف، بهذا الشكل، البداية لما سيعرف لاحقا باسم عصر الهواتف الذكية التي فتحت الباب أمام تطورات كبيرة في عالم الاتصالات مثل التطبيقات الذكية مثل "واتساب" الذي انطلق عام 2009.