 الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (44) _ لماذا وكيف نتشارك؟

  • كنت أظن

    §       د. أحمد الحفناوى

    البناء المنظومي يعتمد على التشارك ، فالعمل التشاركي أساس بناء المؤسسة، والمؤسسة أساس بناء المجتمع.  و العمل المنظومى هو أكثر ما يفتقده حاليا المجتمع المصري. تتيح تكنولوجيا الاتصالات و المعلومات مستوى من التشارك غير مسبوق في تاريخ البشرية. فهل آن أوان استخدامه لدفع عجلة التنمية.

    إن العمل التشاركي في الواقع يخاطب أيضا احتياج مهم للبشر وهو الارتباط، وقد يتصور معظمنا أنه يتعارض معه احتياج أخر مهم وهو المصلحة. والسبب لهذا التصور أن معظمنا يجهل حقيقتين وهما:

    ·       أن الموارد الطبيعية غير محدودة

    ·       أن القدرات الإنسانية محدودة (بالذات في وقته ومعرفته)

    شيوع هذا التصور الخاطئ بخصوص محدودية الموارد الطبيعية يجعلنا نتخيل أن الكعكة محدودة، وأن التنافس يجب أن يكون على حساب الأخر. ثم ينطلق من تصور خاطئ أخر أن قدرات الشخص غير محدودة وبالتالي فيتصور أن مصلحته هي الانفراد بالقرار. وهذا يؤدي إلى خلل جذري في عملية أخذ القرار. هذا الأمر ينطبق علينا جميعا في مجتمعنا المصري بشكل أو أخر، وبالتالي فمعظم قراراتنا حقيقة تعاني من ضعفها الشديد وهذا ينطبق على كافة المستويات. على أن القدرات الإنسانية المحدودة يمكن تطويرها بشكل مستمر وعدم تطويرها يجعل الإنسان لا يعمل بعقله ولكن بغرائزه.

     

    وحقيقة فالتكنولوجيا هي أداة لكن علوم الإدارة التي تطورت حديثا و من أشهرها ما يسمى هولاكراسي Holacracy هي الأساس لكي يتم تعظيم الإستفادة من التكنولوجيا في تطوير العمل المؤسسي حيث يحقق هذا دورا مهما في تخفيض الوقت والتكلفة مع الجودة و مجال العمل. هذه المحاور الأربع تتكامل بناء على العمل التشاركي.

    إذا فتطوير قدراتنا من خلال اكتساب المعرفة ومن ثم استخدامها وانتاجها من خلال الملاحظة والابتكار هو عمل يجب أن ندركه بوضوح لنحقق الغريزة الأساسية وهي حب البقاء.  ويتطلب هذا تطوير الغريزة الأساسية الأخرى وهي حب الاستطلاع.

    أحب أن يعلم القارئ أن هناك حاليا مجهود منظم متكامل للبناء المعرفي في مصر. وفيما يلي قائمة بنوعية الجهات (المعنيين بالأمر) والتي نسعى أن تشاركنا في هذا العمل: الطلبة والمتعلمين (في كل مرحلة من المراحل التعليمية) - اتحادات الصناعة والتجارة (أصحاب العمل هو الموظف الرئيسي للمتعلم) - اخصائي المكاتب - الإعلاميين والصحفيين والكتاب والفنانين والمثقفين.- الباحثين (المراكز البحثية) - البنوك (عنصر أساسي في تمويل العملية التعليمية) - المعلمين (الطفولة المبكرة – التعليم الأساسي – التعليم الفني) - أصحاب المدارس والجامعات (جمعية أصحاب المدارس الخاصة) - أصحاب المطابع ودور النشر.- أعضاء هيئة تدريس (تعليم جامعي) - أهالي الطلبة - خبراء (تربية - علم نفس –   اجتماع – اقتصاد - إدارة - تخطيط استراتيجي - تكنولوجيا اتصالات ومعلومات - تنظيم - تنمية - سياسة – قانون -  منظومات – عمارة) - جمعيات المجتمع المدني.- رجال الأعمال   عاملين إداريين (لكل آلية معرفية) - مسؤولين سياسيين (حكومة ومعارضة) - منظمات دولية - مجلس النواب - وزارات (التربية والتعليم – التعليم العالي – الثقافة – الشباب – القوى العاملة – البحث العلمي – الأزهر – الأوقاف – التضامن الاجتماعي – الصناعة – التخطيط - المالية) - المجلس الأعلى للجامعات (العامة والخاصة) - المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي.- نقابات مهنية.

    نجاح المنظومة يأتي من التشارك بين كافة المعنيين بالأمر وليس بقرارات فردية ومنظومة المعرفة (التعليم والتعلم وبناء الإنسان) هي مثال لكافة المنظومات التشاركية التي تشكل عصب المجتمع العصري.  تطورت آليات العمل التشاركي وأشهرها ما يسمى Crowd Sourcing   ويعتبر هذا من أهم سمات العصر، فالعالم ينتقل من اقتصاد المعرفة إلى الاقتصاد التشاركي Sharing Economy  والأمثلة لهذا عديدة أرجو أن تكون الرسالة وصلت... ولو تشاركنا سننجح بإذن الله.

    فماذا نفعل؟ سؤال أساسي: سأجاوب عليه باختصار في مقالاتي القادمة لكي ننطلق من هذا الوضع المتدهور لمصر لأفاق واسعة.  سيتضح في هذه المقالات أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي تمثل الجهاز العصبي لأى جهة في العقد الثاني من القرن ال21 نحتاج إلى استثمارات تشاركية من الجميع بمجهودهم وخبراتهم وأموالهم.

    [email protected]

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن