"فَرْق قدرات " .. هل أنتم جاهزون؟

  •  

    §       بقلم : د . ياسر بهاء

    من أهم وأكثر ما قاله المتحدث العالمي Les Brown "عليك أن تؤمن بأن هناك عَظَمَة بداخلك."

    عليك أن تؤمن أولاً وقبل أي شيء أنك تمتلك كل القوة لتأخذ بزمام أمور حياتك وأن تقود نفسك في أي اتجاه تود الوصول اليه. ولديك القدرة على شحن طاقاتك لحياة أفضل وبإمكانك جعل  هذا رائع حقاً.

    ربما تنظر إلى مثلك الأعلى أو  إلى رجال و نساء عظماء وستقول في  داخلك أن هؤلاء الأشخاص مخلوقين من جينات مختلفة ولا يمكن أن يكونوا بشر مثلنا أو أناس عاديون. دعني أتفق معك في هذا المعتقد مؤقتاً على أية حال!

     هل لك أن تتخيل! أن هؤلاء مثلي ومثلك من لحم وعظم.  وهم ينزفون ويعرقون ولديهم الكثير من الأحلام ويخافون مثلنا تماما. هل تعلم؟ قد تأتي عليهم أيام عجاف فيشعرون بالقلق الشديد، وفي بعض الأحيان يشعرون أنهم ليسوا جيدون بما فيه الكفاية. ولكن المختلف هنا أنهم يتجاوزون كل تلك الأمور الصعبة ويمضون قدماً، ودائماً يذكرون أنفسهم، بما في داخلهم من طاقات كامنة وهذا يدفعهم إلى الاستمرار  في التقدم والتطور. 

    لا يتوقف الناس العظماء عند مجد معين، بل إنهم دائماً في حالة تطوير وتحسين لقدراتهم. هؤلاء الأشخاص يدركون حقيقة أن إنجازهم لشيء عظيم، لا يعني أنهم سيتوقفون عن المزيد من الإنجازات المبهرة، بل يؤمنون بأن  عظمتهم لن  تتوقف عند فوز أو جائزة أو حتى بضعة ملايين الدولارات في البنك.

    فبدلاً من كل تلك الأمور، فهم يواصلون المسير  في إحراز التطور  والتقدم، فهم بشر عاديون ويوجد  لديهم بعض المهارات الحياتية التي بحاجة إلى تحسين وتطوير مستمر، كي يتمكنوا من فعل ذلك الشيء بشكل أفضل وذلك من خلال استمرارهم في العمل على تطوير تلك المهارات. إن العَظَمَة التي بداخلك تتجاوز حدود إمكاناتك البشرية ومن هذه النقطة يجب عليك أن تستمر وتداوم على التقدم.

    هل تعلم أنه منذ القرن التاسع عشر، يعتقد الناس أنه من المستحيل الجري لمسافة ميل في غضون أقل من أربعة دقائق. وبالتالي فإن إيمانهم واعتقادهم بأن أربعة دقائق هي أقصى إمكانيات البشر  في ذلك الوقت، أدى إلى عدم استطاعة أي إنسان كسر تلك القاعدة.

    ولكن في عام 1954 ركض روجر بانيستر مسافة ميل في أقل من أربع دقائق وقد كان أمر  لا يُصَدَّق. و بعد مرور ستةٌ وأربعون يوماً  فقط، قام جون لاندي  بفعل نفس الشيء ومنذ ذلك الحين بدأت الأعداد بالتزايد حتى أن هناك ممن أعمارهم أقل من 20 سنة استطاعوا فعل ذلك.

    ومما سبق فإن اعتقاد الناس باستحالة الجري لمسافة ميل في أقل من أربع دقائق تحول إلى أمر عادي بمجرد أن فعلها أحدهم. وبالتالي، فهنالك حدود متصورة للعظمة وكذلك حدود واقعية، فما تفعله تنمية الذات إنها تساعدك على أن تستبعد تلك الحدود المتصورة أو المحسوسة للوصول الى إمكاناتك العظيمة والكامنة. في ذلك الوقت تعتقد أنك وصلت الى القمة، ولكنك لا تستطيع التوقف عند تلك النقطة بل ستحفز نفسك دائماً  للأمام كي تصل إلى آفاق جديدة.

    هناك أسباب كثيرة للنجاح ويخطئ من يعتقد أن هناك سبباً واحداً للنجاح ومع ذلك تجد العديد من الناجين والمتحدثين التحفيزيين يلقون الضوء على أسباب مختلفة ولكن غالباً ما يكون لديهم مهارة فضلى هي الأهم لديهم. فعلى سبيل المثال تجد أن توني روبنز يتحدث دائماً عن الأفعال القوية المستمرة بينما ليزا نيكولز على النقيض تشجع دائماً الخطوات الصغيرة وهناك براين تريسي الذي يؤكد أن السبب الرئيسي للنجاح هو حُسن إدارة الوقت وأيضاً نجد أن ستيفن كوفي قد حرص على لفت الأنظار للأهمية القصوى لبناء العادات الصحيحة.

    وأخيراً من وجهة نظري فإن كل ما سبق صحيح سواء مجتمعاً أو حتى وفقاً للمرحلة التي يمر بها كل فرد فقد نحتاج أحياناً لخطوات قوية متسارعة وأحياناً أخرى لخطواب بطيئة متأنية ولكن الأهم هنا أننا نحتاج لبناء الوعي والإدراك اللازم لاختيار أياً من هذه الأسباب وغيرها لتحقيق أقصى استفادة وأيضاً التأكد من تطبيق الطريقة المثلى في الوقت الصحيح.

    في المقالات الخمسة القادمة سنتحدث عن تطوير الذات من خلال تطوير العادات الصحيحة لتنمية الذات لتتخطى كل الآفاق. إن كنت حقاً ترغب في تحقيق العظمة فعليك بالمواظبة

    والاستمرار في التقدم نحو  الأمام، حتى تتمكن من تجاوز كل  تلك الحدود، و استمر في ذلك حتى آخر أنفاسك. 



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن