ابتكار لصقة جلد كهربائية تستعيد الإحساس المفقود وتنبئ بالمرض

  • كتب : نهلة مقلد – صابر محمد

    تخيل أن يعيد غشاء رقيق ومرن يوضع على ظهر يدك إحساسك بها بعد أعوام من فقدانه لتشعر مجددًا بالماء يداعب أصابعك.

    ربما يبدو هذا نوعًا من الخيال لكن هذا ما يحاول باحثون أوروبيون على تحقيقه بتطوير لصقات غشائية مرنة تشابه الجلد البشري في الشكل أو الوظيفة أو كلاهما وتعد هذه اللصقات نوعًا من الإلكلترونيات القابلة للارتداء مثل ساعات تعقب اللياقة التي تستشعر الحركات والاهتزازات لتحدد أداء المستخدم ومنها التي تقيس نبضه وضغطه.

    يسعى مطورو اللصقات الذكية إلى إنتاج أغشية قابلة للتمدد مرنة ومنيعة تتضمن حساسات متطورة قادرة على الشفاء الذاتي. لا شك أن استخداماتها في المجالات الطبية وإنتاج الروبوتات لا حصر لها.

    توجد أغشية شبيهة بالجلد تلتصق بالجسم وتلتقط تغيرات الضغط والإجهاد والانزلاق والقوة ودرجة الحرارة، وتتعرف أخرى على تغيرات حيوية كيميائية تنذر بالأمراض. يحلم العلماء بتطوير جلود كهربائية تتصل بالجهاز العصبي المركزي للمستخدم من المشلولين لاستعادة الإحساس لديه عقب المرض أو الرضوض، إذ يرون أن هذه اللصقات الاصطناعية ستشهد تطورًا خلال العقد المقبل لتحذر مستخدميها من أخطار لا يستطيع توقعها عادةً.

    يسعى فريق باحث لتطوير جلد يجمع بيانات صحية دون الحاجة إلى مصدر خارجي للطاقة. إذ يزود الغشاء ذاته بالطاقة بفضل خاصية الكهروضغطية، وهي الشحنة الكهربائية المتراكمة في مواد معينة مثل العظم والحمض النووي وبعض البروتينات نتيجةً للضغط الميكانيكي المطبق، فمثلًا يؤدي انسكاب كوب القهوة الساخنة على ساق رجل مشلول إلى تغير في الجلد يترجم إلى ضغط ميكانيكي ليتحول إلى إشارة كهربائية تطلق إنذارًا صوتيًا أو ضوئيًا.

    يكمن التحدي في إيجاد مواد غير سامة للجسم البشري تتسم بخاصية الكهروضغطية. لا شك أن اختيار مادة سليمة للجسم البشري عامل مهم، خصوصًا إن علمنا أن المواد المستخدمة حاليًا تتضمن الرصاص المضر.

    إذ يشمل التوجه الحالي البحث عن بدائل حيوية تستخدم حتى كزرعات. ستستخدم هذه المواد عند تطويرها في مجالات طبية وحيوية مثل محصلات طاقة وحساسات حيوية تنقل المعلومات المهمة من الجسم البشري إلى المستخدم.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن