ماذا يعني اليوبيل الفضي لـ " Cairo ICT "

  • بقلم : خالد حسن

     

    الكثيرون لا يعرفون ما هى الجهود ، سواء الحكومية أو المجتمعية أو التي بذلها القطاع الخاص ، التي تمت من أجل ان نصل إلى ما نتحدث عنه حاليا من مجتمع المعرفة والانتقال للاقتصاد القائم على المعلومات لمواكبة التطورات العالمية في التحول نحو العالم الرقمي .

    ولعله من المهم أن نؤكد ان قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري قام على أكتاف القطاع الخاص وجهود الشركات المصرية والعالمية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وذلك من أوائل عقد الخمسينيات من القرن الماضي حيث لم تكن هناك أى مبادرات أو توجهات من الدولة المصرية لتبني أو تنظيم هذا القطاع على غرار ما كان يتم مع بعض القطاعات الأخرى ، ولكن مع منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي وتأسيس " مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" أصبح لدينا نقط بيضاء تتحدث بلغة عصرية ومختلفة وتؤمن بأهمية البيانات وتحويلها إلى معلومات مفيدة لمساعدة متخذي القرارات الحكومية على بناء استراتيجيات مستقبلية قائمة على قواعد بيانات وكان المركز نواة حقيقية لتجميع الجيل الأول من الكوادر البشرية المصرية والتى أصبحت فيما بعد العمود الفقري لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي انطلقت في عام 1998 وبعدها وزارة التنمية الإدارية .

    ولكن ماذا كان الوضع قبل إنشاء الوزارة ؟ وهنا أتذكر ان معرض ومؤتمر القاهرة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات " Cairo ICT " ، والذي انطلقت أولى دوراته في عام 1996 ، كان أحد أهم الفعاليات السنوية التي كان ينتظرها بشغف جميع العاملين والمهتمين بصناعة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري حيث لم تكن هناك فعالية أخرى مثيلة على هذا المستوى من التنظيم الجيد والتطور المستمر بصورة سنوية بل أكاد أجزم ، أنه في ظلل الإقبال الكبير الذي كان يشهده ، لعب دورا مهما في سرعة إقتناع القيادة السياسية حينئذ بمدى اهتمام الشباب المصري والشركات بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأنه حان الوقت لتنظيم هذا القطاع بصورة رسمية من خلال إنشاء أول وزارة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .

     

    وكواحد من أوائل الصحفيين المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، حيث لم يتجاوز عددهم وقتها عدد أصابع اليد الواحدة ، كنا نبدي الاستغراب والدهشة عندما كنا نذهب إلى معرض " جايتكس دبي لتكنولوجيا المعلومات " ، والذى كان يقام قبل معرض Cairo ICT بنحو 15 عاما ، ورؤية هذا الاهتمام الحكومي بإنجاح ودعم جايتكس دبي من كل الجهات الحكومية واعتباره أهم معرض يقام في الإمارات ومنطقة الخليج وحرص شركات التكنولوجيا الإقليمية والعالمية على التواجد في هذا المعرض وكنا ندعو الله ونتمنى أن نشهد مثل هذه الفعالية في وطننا مصر خاصة أن الكوادر المصرية هى التي كانت العمود الفقري وراء تنظيم وإقامة معرض  جيتكس دبي.

    وفي الحقيقة كان معرض " Cairo ICT " هو الفعالية الوحيدة " المؤهلة " التي يمكن أن نبني عليها ليكون لدينا معرض مصر للتكنولوجيا والذي يمكنه أن يكون فيما بعد معرض التكنولوجيا الإقليمي للقارة السمراء ، حيث لم يخرج باقي المعرض عن كونها مجرد تجمع لشركات أجهزة الكمبيوتر والهاتف لبيع منتجاتها ، وهذا هو سر نجاح معرض " كايرو اى سي تى " فى الاستمرار والبقاء رغم كل ما تعرض له من تحديات ومنها المنافسة مع معارض عالمية شجعها نجاح " Cairo ICT " على القدوم إلى السوق المصرية ومنها " كومدكس " الأمريكي و" جايتكس " الإماراتي ولكنها لم تمتلك " سر الصنعة " التى اكتسبها منظموا " كايرو اى سى تى " وخرجت هذه المعارض من سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرية وظل " Cairo ICT " يتنافس مع نفسه بمنتهى القوة لتطوير صورته بما يتواكب مع التطور في سوق الاتصالات والتكنولوجيا المحلية والعالمية خاصة في الفترة " 2010 - 2013 " .

     

    ولكن إنصافا للحق يجب أن ننوه ان تكاتف وتكامل جهود القطاع الحكومي ، ممثلا في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، مع الشركات الخاصة بالقطاع والشركة المنظمة للمعرض حدث ما يمكن وصفه بتظافر وتكامل الجهود لإحداث طفرة في حجم وإمكانيات معرض " Cairo ICT ، وهو ما أنعكس إيجابا على نوعية الزائرين للمعرض سواء على المستوى الحكومي " العربي والأفريقي " وكذلك خرص الكثير من كبار اللاعبين العالميين ، للتكنولوجيا والاتصالات ، على التواجد في المعرض والتعرف من خلاله على احتياجات السوق المصرية " الواعدة " وكيقية التواجد في هذه السوق الضخمة وبالتالي أصبح للمعرض دور مهم في الترويج للفرص الاستثمارية التي يتضمنها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري بالإضافة إلى التسويق لمنتجات وحلول شركات التكنولوجيا المصرية التي تبحث عن فرصة للخروج إلى الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية وإقامة شراكات مع نظيراتها في هذه الأسواق .

    وعلى مدار الـ 15 عاما الأخيرة أصبح " Cairo ICT " هو بمثابة منصة مصر للتكنولوجيا لإطلاق العديد من المبادرات والمشروعات القومية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تحرص من خلاله الكثير من الجهات الحكومية وشركات التكنولوجيا على عرض إنجازاتها وإطلاق مبادراتها الوطنية وحلولها الابتكارية خاصة مع تزايد الوعي بمفهوم الحكومة الإلكترونية والخدمات الذكية ثم تبني القيادة السياسية الحالية لاستراتيجية التحول الرقمي .

    وفي اعتقادي أن الطفرة النوعية الحقيقية للمعرض ، وتنوع قطاعاته ، تحققت مع رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ 7 دورات منه 6 دورات منها حيث كانت بمثاية الضوء الاخضر بمدى اهتمام الدولة المصرية بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأنه النواة الأساسية لإعادة هيكلة كل القطاعات الاقتصادية والخدمية وتطويرها وتحقيق طموحات المواطن المصري في تغير وتحسين نمط حياته اليومي بصورة جذرية باستخدام الأداوت التكنولوجية ومساعدة مؤسسات الأعمال على مواكبة الثورة الصناعية الرابعة وزيادة قدراتها التنافسية في العالم الرقمي .

     

    في النهاية لا يسعني إلا أن نقول إنه كما تعتبر الصحافة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هى أحد ثالوث عملية بناء مجتمع المعلومات ثم الانتقال لمجتمع المعرفة فإنه لا يمكن النظر إلى دور معرض " Cairo ICT " إلا أنه شريك استراتيجي في رصد وتوثيق وتسليط الضوء على كل مراحل تطور هذا المجتمع المعلوماتي وهو دور يستحق منا الثناء عليه ، ونحن نحتفل بدورة اليوبيل الفضي للمعرض ، وتشجيع القائمين عليه ودفعهم إلى الاستمرار في القيام به ومساعدتهم على النجاح والتطور خاصة أن هذا النجاح سيحسب لجميع العاملين في هذا القطاع الحيوي " حكومي وخاص " وأنهم قادرون على بناء مصر المستقبل . 

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن