مع اشتعال حرب " AI " بين الصين وامريكا : الذكاء الاصطناعي ملامح عصر حوسبة جديد يعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا

  • الخبراء يطالبون بتعزيز الاستخدام الامن للتكنولوجي وزيادة التعاون الدولى لضمان شفافية تطوير ال " AI"

    70 مليار دولار استثماراتها صينية مع أكثر من 4500 شركة بما يمثل 15% من إجمالي الشركات العالمية

    500 مليار دولار استثمارات امريكية للحفاظ على ريادتها فى مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته

     

    كتب : وائل الجعفري

    يشهد العالم اليوم تسارعًا غير مسبوق في وتيرة الابتكار التكنولوجي، ويتصدر الذكاء الاصطناعي هذا المشهد مع اقترابه من طفرة نوعية من شأنها إعادة رسم حدود إمكانياته وتطبيقاته. لكن المميز في هذه المرحلة القادمة أن التحول لن يعتمد فقط على تطور الخوارزميات ونماذج التعلم الآلي المعقدة، بل سيكون مدفوعًا أيضًا بتطورات جوهرية متزامنة في عالم الأجهزة الذكية.

    ففي ظل تزايد الترابط بين العالمين الرقمي والمادي — حيث تتفاعل الخوارزميات والبيانات مع البيئة الواقعية التي نعيشها — تبرز تقنيات مثل الحوسبة المكانية، والواقع الممتد (XR)، والأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتعلن عن ولادة نموذج جديد من الحوسبة، يغيّر جذريًا طريقة تفاعل الإنسان مع الآلات.

    ولم يعد دمج الذكاء الاصطناعي في الأجهزة مجرّد رؤية مستقبلية، بل أصبح واقعًا ملموسًا يتجلى من خلال خطوات استراتيجية تتخذها كبرى الشركات العالمية. فشركة OpenAI، على سبيل المثال، قدّمت مؤخرًا طلبات لعلامات تجارية تُظهر اهتمامًا واضحًا بتطوير منتجات مادية تشمل روبوتات بشرية متقدمة، ونظارات للواقع الافتراضي والمعزز، إلى جانب أجهزة شخصية ذكية كالساعات والمجوهرات الذكية. وفي السياق نفسه، تواصل شركة Meta تعزيز استثماراتها في مجال النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز هذا التوجه ويؤكد أننا على أعتاب تحول جذري في مفهوم الحوسبة والتفاعل التقني

    " ديب سيك "

    وحققت الصين تقدمًا غير مسبوق في مجال الذكاء الاصطناعي، مدعومة بإطلاق تطبيقات مبتكرة مثل “ديب سيك”، الذي تجاوز 100 مليون مستخدم في غضون 14 يومًا فقط، متفوقًا بذلك على “ChatGPT” بأربعة أضعاف من حيث سرعة الانتشار. وفي خطوة تعزز ريادتها، كشفت شركة “بايدو” عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “إيرني إكس 1″، وهو نموذج لغوي متقدم يتمتع بقدرات فائقة في معالجة البيانات وفهم اللغة الطبيعية بدقة عالية.

    تشهد صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين نموًا متسارعًا، حيث تجاوزت استثماراتها 70 مليار دولار، مع أكثر من 4500 شركة متخصصة، ما يمثل 15% من إجمالي الشركات العالمية في هذا المجال. كما تتصدر الصين مؤشر “نيتشر 2024” للمساهمات العلمية، متفوقة في عدد براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي.

    صناديق استثمار متخصصة

    وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي، تسعى الصين لتوسيع صناعتها الأساسية في الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 140 مليار دولار بحلول عام 2030، مع تعزيز القطاعات ذات الصلة لتصل قيمتها إلى 1.4 تريليون دولار. وقد أسست لهذا الهدف صندوقًا استثماريًا بقيمة 60 مليار يوان (8.2 مليار دولار) لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي.

    تتبع الحكومة الصينية استراتيجية ثلاثية المراحل للنهوض بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مركزةً على دمجه في القطاعات الحيوية مثل التصنيع والزراعة والخدمات. كما تعمل بكين على تسريع تطوير المركبات الذكية، والهواتف وأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والروبوتات المتقدمة، إلى جانب تعزيز الابتكار القائم على البيانات وتطوير البنية التحتية للحوسبة على نطاق واسع.

     

    تعزيز التنمية المستدامة

    في إطار تنظيم القطاع، أقرت السلطات الصينية مجموعة من اللوائح الجديدة لتنظيم المحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، والمقرر دخولها حيز التنفيذ في سبتمبر المقبل، بهدف الحد من المعلومات المضللة وتعزيز الاستخدام الآمن لهذه التكنولوجيا.

    علاوة على ذلك، اقترحت الصين خطة عالمية لبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، داعيةً الدول إلى الاستثمار في تطوير هذه التكنولوجيا لصالح الجميع، مع التركيز على دعم دول الجنوب العالمي. تشمل الخطة تمكين القطاعات الصناعية عبر الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التحول الأخضر، والتصدي لتغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

    وأكدت الصين استعدادها للتعاون الدولي في هذا المجال، من خلال مبادرات تشمل التعاون بين الشمال والجنوب، وتعزيز البحث العلمي والتطوير المشترك، مع التركيز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الحد من الفقر، والرعاية الصحية، والتعليم، والتصنيع، بما يعزز التنمية المستدامة عالميًا.

     

     

     

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن