بقلم : خالد حسن
كيف يمكننا تنمية مهاراتنا فى التعامل واستخدام الذكاء الاصطناعي ؟
فى البداية يجب ان نعرف ما هى المهارات والادوات المطلوبة ،والتى يحددها الخبراء، فى انه يجب أولاً أن تتعرّف على أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شهرة وهي كثيرة جدا ومتنوعة وفقا للتخصص ولكن بشكل عام هناك 10 ادوات تعد الأشهر والاكثر استخدام على مستوى العالم .
كذلك أبحث عن مصادر عبر الإنترنت لفهم كيف يمكن تطبيق مهارات الذكاء الاصطناعي في مجال عملك الخاص وهذا يمكن ان يتاح من خلال البحث عن مقاطع فيديو على يوتيوب ومقالات تقدم توضيحات حول كيفية استخدام " تشات جي بي تي" أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية الأكثر شهرة فعلى سبيل المثال، يمكنك البحث عن المزيد حول أفضل طريقة لاستخدام " تشات جي بي تي " في كتابة مدونة، أو إنشاء ردود آلية على رسائل العملاء ويمكنك أيضًا البحث عن الشهادات ودورات التدريب عبر الإنترنت المقدمة من جامعة ميشيغان ومنصة Coursera وغيرها من منصات التعلم الإلكتروني.
ثالثا يجب ان تقوم بتوظيف معرفتك الجديدة بأدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القيام بعض المهام الروتينية بمجرد أن تشعر بثقتك في استخدامها، ابحث وابحث عن أي طريقة لاستخدامها في عملك اليومي سواء فى حياتك الشخصية او المهنية .
وفى الحقيقة قمت بتوجيه السؤال التالى لأحد أشهر أدوات الذكاء الاصطناعى وهو " كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تضليل عقولنا ؟ وكيف نحمى أنفسنا منه ؟" وتمثلت الاجابة فى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي تتطور بوتيرة سريعة، تمتلك القدرة على التأثير في عقولنا وتضليلها بطرق متعددة، بعضها خفي وبعضها واضح. يمكن أن يحدث هذا التضليل من خلال عدة آليات:
أولها " استغلال التحيزات المعرفية " اذ تستفيد أنظمة الذكاء الاصطناعي من تحيزاتنا المعرفية الطبيعية، وهي الأخطاء المنهجية في طريقة تفكيرنا، لكي توجهنا نحو قرارات أو آراء معينة. على سبيل المثال:
تحيز التأكيد (Confirmation Bias): تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بعرض محتوى يعزز معتقداتنا الحالية. إذا كنت تميل إلى رأي سياسي معين، ستجد أن المحتوى الذي يظهر لك على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث يؤكد هذا الرأي ويقويه، مما يجعلك تعتقد أنه هو الرأي الصحيح الوحيد.
التحيز للامتلاك (Endowment Effect): قد تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بياناتك الشخصية لتجعلك تشعر بأنك تمتلك منتجًا أو فكرة معينة بالفعل، مما يزيد من احتمالية شرائك أو تبنيك لها.
ثانيا "التزييف العميق (Deepfakes) والواقع الزائف "اذ يسمح الذكاء الاصطناعي بإنشاء محتوى زائف شديد الواقعية، سواء كان صورًا، أو مقاطع فيديو، أو تسجيلات صوتية. هذا المحتوى يمكن استخدامه لتضليل الناس بشكل واسع.
تزوير الأحداث: يمكن إنشاء مقاطع فيديو مزيفة تظهر شخصيات عامة أو سياسيين وهم يقولون أو يفعلون أشياء لم تحدث أبدًا، مما يؤثر على الرأي العام.
التلاعب بالذاكرة: بعض الأبحاث تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يمتلك القدرة على زرع ذكريات زائفة في عقولنا، خاصة عندما نرى نصوصًا أو صورًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، حتى لو كنا نعلم أن مصدرها غير حقيقي.
ثالثا" التلاعب العاطفي والتسويق الدقيق (Microtargeting)" حيث تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل بياناتنا الشخصية (مثل سجل البحث، والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع التي نزورها) لفهم حالاتنا النفسية ونقاط ضعفنا.
الإعلانات المخصصة: يمكن للذكاء الاصطناعي تصميم إعلانات موجهة لك خصيصًا، بحيث تثير مشاعرك أو مخاوفك وتجعلك أكثر عرضة للشراء.
التأثير على السلوك: في المجال السياسي، يمكن استخدام هذه التقنيات لاستهداف مجموعات معينة برسائل مصممة للتلاعب بمشاعرهم وتغيير سلوكهم الانتخابي.
رابعا " الإفراط في الاعتماد وتدهور المهارات المعرفية " اذ عندما نعتمد بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات وحل المشكلات، فإن هذا قد يؤدي إلى تدهور مهاراتنا المعرفية الأساسية.
ضعف التفكير النقدي: إذا كانت الإجابات تأتينا جاهزة من الذكاء الاصطناعي، قد نتوقف عن تحليل المعلومات وتقييمها بأنفسنا، مما يقلل من قدرتنا على التفكير النقدي.
ضعف الذاكرة والإبداع: قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في تدوين الملاحظات أو توليد الأفكار إلى إضعاف قدرتنا على التذكر والإبداع الذاتي.
وفيما يتعلف بسؤال كيف تحمي أنفسنا من مخاطر " التضليل " للذكاء الاصطناعي ؟
أوضح الوعي بهذه المخاطر هو خطوتك الأولى لحماية نفسك. من المهم أن تتعامل مع المعلومات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي، وأن تبحث عن مصادر متعددة، وتفكر دائمًا في احتمالية وجود تحيز أو تضليل حيث يُشبه التعامل مع الذكاء الاصطناعي التعامل مع أي أداة قوية: يجب أن نتعلم كيف نستخدمها بذكاء ومسؤولية لحماية أنفسنا من أي مخاطر محتملة. لا يتعلق الأمر بالخوف من التكنولوجيا، بل بالوعي بكيفية عملها وكيفية تأثيرها علينا ومن ثم يجب تطبيق ما يلى :
اولا " كن ناقدًا في تفكيرك "أهم خطوة هي تطوير التفكير النقدي. لا تأخذ أي معلومة من الذكاء الاصطناعي على أنها حقيقة مطلقة.
تحقق دائمًا: قبل أن تصدق أو تشارك معلومة، ابحث عن مصادر أخرى. تأكد من أن المعلومة ليست من "تزييف عميق" (Deepfake) أو محتوى تم إنشاؤه للتضليل.
لاحظ التحيز: تدرّب على اكتشاف التحيزات. هل يعرض عليك الذكاء الاصطناعي معلومات تُعزز رأيك الحالي فقط؟ هل يبدو المحتوى متحيزًا ضد مجموعة معينة؟
ثانيا " احمِ بياناتك الشخصية " البيانات هي الوقود الذي يشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي. عندما تستخدم أي أداة، كن حذرًا بشأن ما تشاركه.
لا تُدخل معلومات حساسة: تجنب إدخال معلومات شخصية أو سرية في أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل رقم هاتفك، أو عنوان منزلك، أو تفاصيل عملك الحساسة.
اقرأ سياسات الخصوصية: قبل استخدام أي تطبيق جديد، حاول فهم كيف سيتم استخدام بياناتك. هل سيتم استخدامها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي؟ هل ستُباع لجهات خارجية؟
ثالثا " استخدم الذكاء الاصطناعي كشريك وليس كبديل " لا تدع الذكاء الاصطناعي يقوم بكل العمل نيابة عنك اذ يجب استخدمه للمساعدة، لا للاستبدال: استخدم الذكاء الاصطناعي كأداة لزيادة قدراتك، وليس لاستبدالها. على سبيل المثال، اطلب منه أن يولد أفكارًا، ولكن لا تدعه يكتب لك تقريرًا كاملاً دون أن تراجعه وتضيف لمستك الخاصة.
حافظ على مهاراتك البشرية: استمر في ممارسة التفكير الإبداعي، وحل المشكلات بنفسك، وتطوير مهاراتك الاجتماعية. هذه القدرات هي ما يميزك كإنسان.
رابعا " كن واعيًا بـ"الخداع" الرقمي " قد تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية والاحتيال.
تحقق من هويات المتصلين: قد تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات أشخاص تعرفهم لطلب المال أو معلومات. في هذه الحالات، تحقق من هوية الشخص بطريقة أخرى (مثل الاتصال به على رقم معروف).
تعلّم علامات المحتوى المزيف: ابحث عن العلامات التي تدل على أن الصورة أو الفيديو أو النص قد يكون مزيفًا، مثل تشوهات في الوجوه أو الأيدي، أو عدم تطابق في الإضاءة.
باختصار، أفضل دفاع ضد مخاطر الذكاء الاصطناعي هو أن تكون مستخدمًا ذكيًا وواعيًا. كلما فهمت التكنولوجيا بشكل أفضل، كلما أصبحت أكثر قدرة على استخدامها بفعالية وأمان.
وفى تصورى أن استبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي هو " أمر حتمي " فى المستقبل وسيتضاعف اذا لم ينجح البشر فى الوصول الى نموذج عمل للتكامل بينهم وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي والتى ما زالت تفتقد للثقة الكاملة فيها وهذا اهم ما يميز البشر حتى الان خاصة عند الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليد ولكن على الجانب الاخر لا أحد يمكنه أن ينفي نجاح تقنية الذكاء الاصطناعي " AI " في معظم المجالات الحياتية وأن وصوله وتكامل مع عالم تقنيات " البلوكشين " يمكن ان يتيح لنا "ويب 3 " أو شبكة أفضل يديرها الذكاء الاصطناعي ولا شك في أن رؤية هؤلاء مبنية كليًا على مستقبل آلي لامركزي بالكامل اذ يمكن أن يؤدي انفتاح الذكاء الاصطناعي على البلوكتشين "وثباته إلى تحسين الثقة التي يضعها الأشخاص في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي وتوفير الثقة في أنهم يتخذون القرارات الصحيحة .
فى النهاية نتساءل هل تعتقد ان " الذكاء الاصطناعي " بات يشكل تهديد للغالبية العظمى من الوظائف ام تعتقد أن مفيد للموظفين ؟ وأن التوسع فى استخدامه يمكن أن يفتح الباب أمام البشر أن يجدوا أشياء أفضل يفعلونها في حياتهم بدلاً من العمل من أجل كسب لقمة العيش إلى حد كبير