تقنيات الـ " 5G ".. بوابة الثورة الصناعية الرابعة

  • نبضات

     

           بقلم : خالد حسن

    على الرغم من أن جائحة فيروس " كورونا " وما تلاها من الأزمة الاقتصادية بسبب الحرب " الروسية - الأوكرانية " وما أدت إليه من تراجع في معدلات نمو جميع الاقتصاديات على مستوى العالم إلا أنه من المتوقع أن تقوم الشركات المشغّلة للاتصالات المحمولة في دول منطقة الشرق الأوسط بإطلاق تقنيات الجيل الخامس " 5G " لشبكات الاتصالات المحمولة  بشكل تجاري ابتداءً من عام 2024، مما يؤدي إلى خلق  خدمات جديدة مبتكرة في أنحاء المنطقة وتحفيز النمو المستقبلي. وبحلول عام 2025، ستشكل شبكات الجيل الخامس نسبة 16 % من مجموع الاتصالات في هذه الأسواق.

    ومؤخرا ا ـكتشف الدكتور عمرو طلعت ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن قرب الانتهاء من الدراسة التي يتم إجراؤها حاليا ، بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية ، لتحديد امكانية اطلاق تقنيات الجيل الخامس للاتصالات المحمولة فى مصر .

     وفي هذا السياق أظهرت بيانات الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المحمولة، أن قاعدة اشتراكات خدمة الجيل الخامس "5G "  حول العالم، وصلت إلى أكثر من مليار اشتراك مع نهاية العام الماضي، وهو رقم قياسي عند مقارنة عمر وتواجد الخدمة 5 سنوات فقط ومن ثمة من المتوقع ان تشهد "تقنية الجيل الخامس" توسعا ونموا كبيرين خلال الفترة المقبلة في ظل إطلاق شبكات جيل خامس جديدة في العالم منذ وانتشار الخدمة وزيادة عدد اشتراكاتها.

    أضاف دراسات واحصاءات الرابطة الدولية تشير الى وصول قاعدة اشتراكات خدمة الجيل الخامس حول العالم الى اكثر من مليار اشتراك مع نهاية العام الماضي، وهو رقم قياسي عند مقارنة عمر وتواجد الخدمة في العالم منذ 5 سنوات فقط.

    وأكدت إحصاءات الرابطة تظهر أنه مع نهاية العام الماضي كان هناك حوالي 218 مشغلا خلويا حول العالم تقدم اليوم خدمات الجيل الخامس بشكل تجاري في 83 سوقا في مختلف أرجاء العالم وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث هناك 8 أسواق في المنطقة بدأت تقديم الخدمة تجاريا، فيما يخطط مشغلون في عدة دول منها الأردن وتونس وتركيا مثلا لإطلاق الخدمة بشكل تجاري خلال السنة الحالية والاعوام القليلة المقبلة.

    وستشهد أسواق الاتصالات المحمولة نموا مطردا بعدد مستخدمي واشتراكات الجيل الخامس ففي الوقت الذي احتاجت فيه تقنية الجيل الثالث اكثر من 10 سنوات للوصول الى مليار اشتراك والجيل الرابع الى حوالي 8 سنوات فإن الجيل الخامس وصل إلى مليار اشتراك بعد 5 سنوات من اطلاق اذ من المتوقع ان يتجاوز عدد المشتركين بالجيل الخامس حاجز المليارين في 2025 والخمسة مليارات في 2030.

    كذلك من المتوقع أن يكون حوالي نصف الاشتراكات في العالم العربي اشتراكات جيل خامس في 2030 فيما ستصل النسبة الى اكثر من 90 % في اميركا الشمالية .

    نؤكد أن دخول خدمات الجيل الخامس سيسهم في تغيير كبير باستخدام الإنترنت والبيانات مشيرا إلى أن الجيل الخامس سيساهم في دعم الإبداع والابتكار في الاعتماد على الخدمة وسرعاتها العالية لإنتاج تطبيقات هامة لكافة القطاعات الاقتصادية ولعملية التحول الرقمي .

    كذلك من المهم الاشارة الى انه بفضل الدعم الحكومي الإستباقي، سارعت الشركات المشغّلة للاتصالات المحمولة، وبخاصة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى وضع الأسس للريادة العالمية في نشر تقنية الجيل الخامس والانتقال بسرعة من مرحلة التجارب إلى الترويج التجاري المبكر و في حين يشجعنا هذا التقدم ،الذي أحرزته حكومات المنطقة حتى الآن، من الضروري أن تقوم هذه الحكومات بإنشاء بيئة تنظيمية تتيح لشبكات الجيل الخامس بالازدهار  بما في ذلك إطلاق الطيف الترددي الكافي، بحيث تتمكن الشركات والمواطنين من الاستمتاع بشكل كامل من الخدمات الجديدة المبتكرة التي ستقدمها شبكات الجيل الخامس، فضلاً عن الفوائد الاجتماعية الاقتصادية المرتبطة بها".

    وفي عام 2019 ، ساهم قطاع الهواتف المحمول بحوالي 1865 مليار دولار في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعادل 4 % من الناتج المحلي الإجمالي وارتفع تزيد هذه المساهمة إلى أكثر من 200 مليار دولار نهاية عام 2022 بحيث أستفادت بلدان المنطقة من التحسينات في الإنتاجية والكفاءة الناجمة عن زيادة الإقبال على خدمات الهاتف المحمول كما دعمت منظومة المحمول بالمنطقة أكثر من مليون ونصف وظيفة في عام 2019، والتي تشمل العمال الذين يتم توظيفهم مباشرة في المنظومة والوظائف التي يدعمها بشكل غير مباشر النشاط الاقتصادي الناتج عن هذا القطاع. وبالإضافة إلى ذلك، قدم قطاع المحمول مساهمة كبيرة في تمويل القطاع العام، حيث تم جمع أكثر من 20 مليار دولار في عام 2019 على شكل ضرائب عامة.  

    ويؤكد الخبراء ان الصناعات ستقود ثورة الجيل الخامس ومن القطاعات الصناعية التى من المرجح أن تكون من أوائل المتبنين لشبكة الجيل الخامس ، وهي الرعاية الصحية والسيارات كما ان تطور تطبيقات الجيل الخامس سيؤدى الى تزايد الاعتماد عليها في قطاعات التصنيع والطاقة والنفط والغاز والتعدين والأعمال الزراعية والبنية التحتية خاصة ان أهم من يميز تقنيات الجيل الخامس للمحمول هو السرعة الكبيرة جدا فى نقل البيانات مما يفتح الباب على مصراعية للحديث عن تواصل الالات مع بعضها بصورة " أون لاين"  وهو ما يعرف بتقنيات التصنيع الذكى والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء والحوسبة السحابية و البيانات الضخمة وتحليل البيانات وعلوم الرويوتات وكل هذه التقنيات تحتاج الى سرعات عالية لنقل البيانات لضمان سير العملية الانتاجية وتجسين عملية التصنيع بالمؤسسات الصناعية

    ومن ناحية أخري كشف تقرير " فيتش " ان  تقنيات 5G  بمثابة تطور أولاً ، ثم ثورة ، مع قطاع المؤسسات الصناعية المستخدم الرئيسي للتكنولوجيا "  PDE " اذ أطلقت 53 دولة هذه التكنولوجيا حتى الآن ، لكن العديد من الأسواق الناشئة لن ترى خدمات 5G الا بعد عام 2025 ، مع استمرار 4G في لعب دور رئيسي هذا العقد ويؤكد التقرير ان قطاع الصناعات سيقود الثورة نحو مزيد من لاعتماد على تقنيات 5G  وعلى مشغلي التركيز على التكاليف والمزادات الطيف التي تم تأخيرها، وهذا يعني أن الشبكات التجارية ستنطلق في وقت لاحق مما كان متوقعا.

    وبالطبع مع تنبى الحكومة المصرية لحلول التحول الرقمى لتطوير الدولة المصرية بصورة عامة مع تحديد التصنيع كركيزة أساسية لاستراتيجية التحول الاقتصادى فى مصر فانها تسعى لتوفير تكنولوجيا رقمية وميكنة على مستوى عالمى لرفع معايير الجودة للتصنيع المصرى ورفع مهارات القوى العاملة الصناعية بالاقتصاد المصري .

    فى النهاية نتساءل هل مع تزايد اهتمام الحكومة المصرية بتنمية القدرات التنافسية للصناعة المصرية ومع تزايد اعتماد قطاع الصناعة المحلى على تقنيات الثورة الصناعية ، القائمة على توظيف الذكاء الاصطناعي ، سيقود الى تسريع خروج شبكات الجيل الخامس للمحمول " 5G "  للنور أم اننا نمتلك تقنيات بديلة يمكن الاستناد عليها لانتقال ومواكبة الصناعة المحلية لمفهوم التصنيع الذكي ؟

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن