وسط تزايد دور الذكاء الاصطناعي : انهيار أسهم شركات التوظيف حول العالم

  •  

     

    كتب : محمد شوقي

     

     

     

    بعد شركات الاستشارات، هاهي أسهم الوكالات العالمية لتوظيف الموارد البشرية " HR " تنهار واحدةً تلو الأخر, ليس لأن الاقتصاد في أزمة، ولكن لأن “الآلة” أصبحت تفهم البشر أفضل من البشر أنفسهم في مشهد غير مسبوق في سوق التوظيف العالمي .

     

    قبل سنوات قليلة فقط، كان المسؤول عن التوظيف هو مركز كل عملية توظيف، يقرأ السِّير، يفرز، يقارن، يصيغ رسائل و هذا يستغرق ساعات من العمل لتصفية مرشح واحد.

     

    اليوم؟ إعداد بسيط من LinkedIn + ChatGPT + أدوات مثل Phenom و Eightfold صار يكفي ليقوم بكل ما كان ينجزه فريق توظيف كامل في 10 ثوانٍ فقط. هذه المنظومة الذكية أصبحت تُنتج نتائج أدق وأسرع وأرخص، لدرجة أن الشركات بدأت تستبدل ما كانت تدفعه لوكالات التوظيف مثل Manpower وKelly وRobert Half  بسطر برمجي واحد يقوم بالعمل نيابة عنها.

     

    وفي الوقت نفسه، كشفت موجة التسريحات الكبرى داخل شركات التكنولوجيا العملاقة خلال 2024-2025 حقيقة جديدة: فبدلاً من العودة إلى وكالات التوظيف التقليدية مثل Manpower وRobert Half وKelly، أصبحت الشركات تعيد التوظيف اعتماداً على أدواتها الذكية الداخلية التي تقوم بالفرز، المطابقة، والانتقاء بشكل أسرع وأرخص.

     

    والنتيجة كانت واضحة: انهيار حجم المعاملات، ضغط شديد على الأسعار، ثم سقوط النموذج الاقتصادي القديم بالكامل.

     

    أسوأ ما في المشهد اليوم هو تغيّر نظرة المستثمرين, فوكالات التوظيف التقليدية أصبحت تُرى كأنها "kodak قطاع التوظيف" مؤسسات بشرية تقف على الهامش أمام برمجيات تستطيع إنجاز نصف وظائفها بسرعة أعلى وبكلفة أقل، ليبدو مستقبلها أقرب إلى التفكيك منه إلى التطور.

     

    الذكاء الاصطناعي لم يعد “أداة” في التوظيف بل أصبح هو التوظيف, والأسهم التي تسقط اليوم ليست نتيجة مفاجأة، بل نتيجة منطقية لقطاع يتحول من “مهنة بشرية” إلى “خدمة برمجية”، بسرعة لم يستطع أحد مجاراتها.

     

    يتساءل المرء إن كان أخصائيو التوظيف واعين بحقيقة هذا الوضع الجديد!

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن