المتميزون فن تصميم الحياة

  • بقلم : د . ياسر بهاء الدين

    حضرت ورشة عمل منذ قليل بعنوان "فن تصميم الحياة" وكان المحتوى لا يختلف كثيراً عما تعلمته في السنوات الأخيرة من رحلة التغيير التي بدأتها في عام 2011 ولكن وجدت نفسي بعد مرور دقائق قليلة من الورشة أنني قد انغمست في كل معلومة يتم طرحها وكأنني أسمعها لأول مرة وبدأت في كتابة الملاحظات التي يمكن أن أستفيد منها في تغيير مفاهيم وقناعات معينة ولكن الغريب أنني – بالرغم من عدم الحصول على معلومة قد ترقى إلى إحداث تغيير جذري فيما أؤمن به – لم أتهاون في تسجيل النقطة تلو الأخرى وكان ذلك بغرض مشاركة تلك النقاط مع من يتمنى أن يرى أو يسمع كلمة قد تُحدث ذلك التأثير في نفسه ومن هنا جاء محتوى هذا المقال.

    مما تم تناوله في تلك الورشة جزء خاص ببعض الأدوات التي تساعد في تصميم حياة "طيبة" كما تطلق عليها د. أمل العتيبي والتي كانت المتحدث في تلك الورشة وكان لأسلوبها البسيط والفكاهي الأثر الكبير على الحضور في استقبال المعلومات بشكل سهل وواضح. وقد عرضت علينا مجموعة من الأدوات التي يجب فهمها بشكل صحيح لإحداث نقلة نوعية في النتائج التي يتمناها كل فرد ومن هذه الأدوات:

    1.    استثمار الوقت:

    وليس إدارة الوقت وأشارت هنا ليس فقط لأهمية التعامل مع الوقت بوعي عالي من حيث تحديد المهم وغير المهم والعاجل وغير العاجل ولكن أيضاً النظر إلى نعمة الوقت على أنها نعمة يجب استثمارها بمعنى الاستخدام الأمثل لها فما يتم إنجازه في ساعة يمكن من خلال بعض التغيير في طريقة التنفيذ أن يستغرق وقتاً أقل وهنا نكون قد أضفنا وقت أكثر لما هو متاح لنا لأداء مهام أخرى.

    2.    توسيع الخيارات

    حيث أنه كلما كانت الخيارات محدودة كلما كان – أحياناً – الارتباط بها أكبر وقد يؤدي عدم تحققها إلى بعض الإحباطات ولكن مع وجود أكثر من اختيار فإن عدم نجاح أحد الخيارات المتاحة لن يكون له التأثير الكبير على النفس وسيكون الاتجاه إلى اختيار آخر هو السبيل السهل والسريع ومن هنا كلما كان الإدراك يتسع إلى احتمالات واختيارات وتوقعات مختلفة كلما كان التركيز على المتاح والمتبقي أكثر من الندم والشكوى مما لم ينجح.

    3.    الوضوح

    لن نستطيع بأي حال أن نصل إلى ما هو غير واضح فمن يسعى فقط إلى الوصول إلى حياة سعيدة سيكون طريقه وأسلوبه مختلف تماماً عمن يسعى إلى الوصول إلى أهداف محددة وواضحة في مختلف جوانب الحياة الصحية والنفسية والمالية والعائلية والروحانية وغيرها حيث أنه من السذاجة التعميم في الأهداف المرغوب تحقيقها بل يجب بذل المجهود والوقت في صياغة أهداف واضحة ومحددة وقابلة للقياس في أي وقت.

    4.    التركيز

    من أهم أسباب عدم تحقيق ما يصبو إليه الفرد من أهداف هو التشتت والرغبة أحياناً في تحقيق العديد من الرغبات وبالتالي عدم تركيز الجهود والوقت وأيضاً التركيز الذهني على هدف واحد أو أهداف محددة تخدم بعضها البعض وفي حالة وجود العديد من الأهداف التي يسعى الفرد إلى الوصول إليها فعليه أولاً تحديد الأولويات ومن ثم التخطيط السليم لتنفيذها مع إدارة واستثمار الوقت بأفضل ما يكون.

    5.    السعي

    وهي خطوة مكملة لما سبق حيث مهما كان مستوى وضوح الهدف والتركيز عليه فإن السعي الحثيث وتنفيذ ما تم التخطيط له هو ما يُحدِث الفارق بين الناجحين وغيرهم من البشر فنجد في الحياة الكثير ممن فقط يتمنون النجاح أو الغنى أو الشهرة أو حتى دخول الجنة ولكن الأفعال لا تتماشى كماً وكيفاً مع تلك الأهداف وهنا للأسف يكون السعي إما خاطئاً أو غير كافياً مما سينتج عنه إحباط واستسلام وفشل قد يمتد لفترات طويلة.

    6.    الاستمرار

    ومع السعي يجب توقع عدم حدوث النتائج المتوقعة بسهولة ولكن قد يكون هناك بعض المعوقات التي تجعل البعض يتوقف أحياناً عن السعي أو تغيير المسار في أحيان أخرى وهنا يجب الإشارة إلى تنمية الوعي والإدراك للتفرقة بين السعي والمثابرة من ناحية وبين العناد في الاستمرار في الطريق الخطأ أو الأسلوب غير المناسب وهنا يجب التوقف كل فترة لمراجعة ما تم وتعديل ما يمكن تعديله لتصحيح المسار مع الاستمرارية في التخطيط والسعي والقياس والتعديل.

    7.    الثقة

    ونختم تلك الأدوات بالثقة أولاً بالله لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً أي أن العمل فقط لا يكفي ولكن حُسن العمل لا يقل أهمية فهناك من يجتهد في العمل ولكن بشكل خاطئ وهنا يجدر الإشارة إلى التأكد ذاتياً ومن خلال آراء المتخصصين بأن الجهد الصحيح في الطريق الصحيح. ثانياً الثقة بالنفس والتي تتمحور حول عنصرين أولهما القدرة على تحقيق ما لم يتم تحقيقه سابقاً إذا ما تم اتباع السبل الصحيحة والتعلم المستمر. أما العنصر الثاني فيتمثل في الثقة العالية بأنفسنا للقدرة على الاستمرار مهما واجهنا من معوقات أو فشل لإحداث فارق ملموس فيما نسعى لتحقيقه.

     

    وفي الخاتمة علينا أن نعي أن الأدوات والنصح والمعلومات وكل ما يلزم للتغيير للأفضل متاح بأكثر من طريقة ولكن الأهم هو التطبيق الصحيح والالتزام والاستمرار حتى بلوغ الأهداف ونتمكن بحق من إتقان فن تصميم الحياة.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن