كتب : باكينام خالد
رغم الطلب العالمي المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي، تواجه شركة «إنفيديا» الأميركية تحديات كبرى في السوق الصينية، إلا أن الانسحاب من ثاني أكبر اقتصاد في العالم ليس خياراً مطروحاً، نظراً لحجم الفرص الاستراتيجية والمالية التي تمثلها هذه السوق الحيوية.
وفي تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، حذّرت «إنفيديا» خلال إعلان نتائجها للربع المالي الأول من مخاطر عزل شركات الرقائق الأميركية عن سوق الذكاء الاصطناعي في الصين.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«إنفيديا»، جنسن هوانغ، خلال مكالمة مع المستثمرين، إن «الصين تمضي قدماً في تطوير تقنياتها، سواء استخدمت الرقائق الأميركية أم لا»، مشيراً إلى أن نحو نصف مطوري الذكاء الاصطناعي في العالم موجودون في الصين.
أضاف: «في نهاية المطاف، المنصة التي تستقطب المطورين هي التي تفوز في سباق الذكاء الاصطناعي»، داعياً إلى أن «تدعم القيود التصديرية المنصات الأميركية بدلاً من دفع نصف المواهب العالمية إلى أحضان المنافسين».
يشار إلى أن القيود الأميركية الأخيرة كبّدت «إنفيديا» خسائر ضخمة، حيث أدى قرار واشنطن في أبريل بمنع بيع رقاقة ( H20 ) المصممة خصيصاً للسوق الصينية بما يتوافق مع القيود السابقة، إلى خسارة مبيعات بقيمة 2.5 مليار دولار في الربع الماضي، وتُقدّر الخسائر المتوقعة للربع الحالي بـ8 مليارات دولار، حيث لا يمكن تسويق هذه الشريحة في أي سوق أخرى.
ورغم استمرار الطلب القوي على رقائق الذكاء الاصطناعي من «إنفيديا» في الأسواق العالمية، إلا أن تحقيق النمو المتوقع على المدى الطويل يبدو صعباً من دون السوق الصينية.
ويتوقّع محللو «وول ستريت» أن تتجاوز إيرادات «إنفيديا» السنوية حاجز 200 مليار دولار هذا العام، وصولاً إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2028.
ويبلغ حجم السوق القابلة للاستهداف في الصين وحدها لما يعرف بـ«معجّلات الذكاء الاصطناعي» نحو 50 مليار دولار، بحسب تقديرات الشركة.
وقال تيم أركوري، المحلل في «يو بي إس»: «الصين تمثل ربع السوق... وإذا استطاعت "إنفيديا" دخول هذه السوق بحرية، فستتمكن من فرض هيمنة شبه كاملة هناك».
مع ذلك، فإن عودة «إنفيديا» إلى الصين تتطلب تعديلات جوهرية في السياسات الأميركية، وهو أمر غير مرجح في ظل تصاعد التوترات التجارية.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال بعض المحللين، مثل جو مور من «مورغان ستانلي»، يأملون في «استعادة جزئية للفرص داخل الصين».
لكن حتى في حال عودتها، فإن «إنفيديا» ستواجه منافسة قوية من شركات محلية مثل «هواوي»، ولا سيما مع دعم الحكومة الصينية لتوطين التكنولوجيا.
وتشير بيانات «مورغان ستانلي» إلى أن الصين قادرة حالياً على تلبية 34% من احتياجاتها من رقائق الذكاء الاصطناعي محلياً، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 82% بحلول عام 2027.
رغم ذلك، تحتفظ «إنفيديا» بتفوق تكنولوجي واضح من حيث الأنظمة والأدوات الشاملة لمطوري الذكاء الاصطناعي، إلا أن قدرتها على الحفاظ على هذا التقدم في الصين تعتمد على قرارات تصنع في واشنطن، لا في وادي السيليكون.