البيانات التحليلية وتقنية الفيديو وعين الصقر أبرزها : التكنولوجيا عصب الرياضة وميزان العدالة 

  • كتب : مصطفى إبراهيم

    أصبحت التكنولوجيا في العصر الحديث شريكاً أساسيا في تطور الرياضة بشكل عام وعدد من الألعاب بشكل خاص، خاصة كرة القدم التي تعد اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

    وتدخل التكنولوجيا في جوانب كثيرة للساحرة المستديرة التي أصبحت صناعة تعتمد على الأرقام والإحصائيات في الكثير من الأمور.

    ويعد نظام قياس قدرات اللاعبين الفنية وتحركاتهم داخل الملعب أحد أهم عوامل نجاح الفرق الرياضية الكبرى في عالم كرة القدم، لاسيما وأن مثل هذه الإحصائيات تخدم المدربين في وضع الخطط الفني وفق معايير دقيقة تقيس قدرات اللاعبين الفنية وتحركاتهم داخل الملعب أثناء المباريات وكذلك قياس قدرات التحمل خلال التدريبات.

    ويعتبر الدوري الإسباني من أوائل الدوريات التي أدخلت نظام تحليل بيانات اللاعبين داخل الملعب خلال المباريات، وهو الأمر الذي ساعد الكثير من المدربين في التعرف على قدرات لاعبيهم وتوظيف بشكل صحيح داخل المستطيل الاخضر.

    ومنذ سنوات بدأت رابطة الدوري الإسباني "لاليجا" في إتاحة تلك البيات لجميع الأندية المشاركة في البطولة، وكذلك للجماهير من خلال شاشات العرض في الملاعب وأيضا على شاشات التلفزيون للقنوات الناقلة، الأمر الذي أحدث نقلة نوعية في الجوانب التكتيكية حيث أصبح كل مدرب على دراية بقدرات لاعبيه أولا وقدرات منافسيه في نفس الوقت.

    وطورت "لاليجا" منصة "ميديا كوتش" لكي تجعلها أهم مصدر لدى مدربي الفرق في وضع الخطط والتكتيك خلال المباريات في البطولة.

    ويمكن لهذه المنصة التقاط أكثر من 25 إطارا في الثانية الواحدة، وكذلك يمكنها تتبع ألاف النقاط من البيانات لكل لاعب بشكل منفرد.

    وتساعد مثل هذه التقنية التكنولوجية في تجنب الكثير من المخاطر التي قد تحدث للاعبين، حيث تمكن المدير الفني من التعرف على تحركات أي لاعب داخل الملعب على مدار التسعين دقيقة، وما إذا كان هناك أي عنصر يعاني من تقصير ما والقدرة على التحمل في حال تعرض زي لاعب للإصابة.

    ويستخدم مدربو أندية الدوري الإسباني فيديوهات المنصة الرقمية في تحليل أداء اللاعبين خلال المحاضرات الخاصة، من خلال عرضها وشرحها بشكل دقيق، الشيء الذي يساعد في معرفة اللاعب نفسه لنقاط ضعفه ومحاولة تقويتها سواء في النواحي الدفاعية أو الهجومية، وكذلك في التحركات نفسها التي يتم عرضها من خلال خرائط حرارية يتم بثها أيضا خلال المباريات على شاشات للجماهير.

    ولا يتوقف دور التكنولوجيا عند حد النواحي الرقمية وقياس بيانات اللاعبين، فهناك تقنيات حديثة ساهمت في مزيد من العدالة التحكيمية داخل الملعب، أهمها الفيديو " VAR" التي ساهمت بشكل كبير منذ تطبيقها للمرة الأولى قبل سنوات وتحديدا في كأس العالم 2018 بروسيا في تجنب الكثير من القرارات الخاطئة التي يتم ردها من خلال مشاهدة فيديوهات للعبة من أكثر من زاوية وبشكل تقني يجعل الحكم على الشاشة أكثر قدرة على اتخاذ القرار واستدعاء حكم الملعب لإلغاء قراره أو تأكيده.

    كما أن هناك تقنية خط المرمى التي تتيح إمكانية التعرف على تخطي الكرة لخط المرمى بكامل محيطها أم لا، وهو ما ساهم إعطاء الفرق حقها بشكل أكثر دقة من الماضي وتحديدا قبل دخول التكنولوجيا الرقمية والتصويرية للملاعب.

    وليست كرة القدم هي اللعبة الوحيدة التي ساهمت التكنولوجيا في تطويرها وزيادة نسبة العدالة التحكيمية فيها، فهناك العديد من الألعاب مثل التنس الأرضي الذي ساهمت تقنية "عين الصقر" في حسم العديد من نقاط الخلاف خصوصا في البطولات الكبرى "الجراند سلام"

    واستخدمت الكثير من الرياضات تقنية الفيديو لكن بشكل مختلف، ومن بينها لعبة الجوجيتسو التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لاسيما وأنها لعبة معقدة وتحتاج المزيد من الدقة في رؤية موقف اللاعبين طرفي النزال بشكل سليم سواء على أرض البساط أو خلال الاشتباك العالي.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن