بدلا من أفلام الخيال العلمي : الذكاء الاصطناعي والإبهار البصري ترفع شعار"أطلق العنان لخيالك"..وترسم ملامح حياتنا في المستقبل

  • أحلام السينما واقع ملموس .. الروبوتات ستتمكن من التعلم من البشر وتطور برمجتها كي تحاكي البشر

    لتعزيز قدرات البشر : الأطراف الاصطناعية ستتلقى الأوامر من الأعصاب مباشرة

     

    كتبت : نهلة مقلد
    لم يتوقف الفن يومًا عن إلهام البشر وتجسيد تطلعاتهم، ومنذ أن اخترعت السينما وأصبحت فنًا قائمًا بذاته، أصبحت وسيلة لرسم صورة عن التطورات والتقنيات التي يتوقع أن يحققها البشر في المستقبل. فإذا أردت أن تتخيل ما التطورات المتوقعة لاختراعات تتعامل معها في حاضرك، ما عليك إلا إطلاق العنان لخيالك مع أفلام الخيال العلمي التي تستند في معظم الأحيان إلى الأبحاث العملية وتوقعات تطوراتها المستقبلية.

    ومع هذا فكثيرًا ما تأخذنا أفلام الخيال العلمي إلى عوالم تنفصل عن واقعنا بأعوام طويلة نشعر أمامها أن المنطق والخبرات الواقعية تتصارع داخل عقولنا. وتثير تجربة المشاهدة التساؤل إلى أي مدى تتحقق تلك التطورات فعلًا في مستقبلنا القريب أو حتى البعيد؟

    قال والت ديزني يومًا «كل أحلامنا تتحقق إن امتلكنا الشجاعة لمطاردتها» وربما يقترب ذلك من الزعم بأن كل ما تستطيع أن تتخيله أو تحلم به قابل للتحقيق، لكننا حتى اليوم قد نقطع بثقة أن السفر عبر الزمن مثلًا أو الانتقال بين المجرات في زمن قياسي من ضرب المستحيلات، إلا أن هذا لا يمنع من أن نحلم بإمكانية حدوثه مستقبلًا.  فلم يكن بإمكان الفرد في أوائل الثمانينيات التصور أن خلال أعوام قليلة ستنطلق خدمة الإنترنت وسيتمكن من مكانه أن يتحدث وأن يرسل الرسائل والصور بلمسة من أصبعه إلى أي مكان في العالم، أو أن معظم الابتكارات التقنية في عالم الاتصالات ستجتمع في هاتف يحمله في جيبه.

    استطاعت الأفلام بعد تطور تقنية الإبهار البصري في السينما أن تمتعنا برؤية متقدمة لحياتنا في المستقبل، فظهرت مجموعة من الأفلام قدمت لنا مشاهدً لعالم من التقنيات المستقبلية الواقعية التي لم نعد نستغرب أو نستبعد أن نراها بعد أعوام قليلة. وعلى الرغم من أن معظم تلك الأفلام تصور في أغلبها مستقبلًا قاتمًا أو تملؤه الصراعات ربما لأغراض التشويق والحبكة القصصية، إلا أن هذا لا يمنعنا من أن ننظر إلى الجانب الإيجابي في تصورها لتتطور التقنيات.

    رقاقات ذكية لتداول النقود

    يتصور فيلم "إن تايم" مستقبلً تتداول فيه النقود عبر رقاقات رقمية تزرع تحت الجلد، فتستخدم لعمليات الشراء والبيع وتلقي الرواتب. وهذا أمر متوقع فعلًا بعد أن شهدنا شركة تزرع رقاقات صغيرة في موظفيها ومهندسة برمجيات تزرع رقاقة مفتاح سيارة تسلا في ذراعها وهي أيضًا تقنية شائعة تستخدم حاليًا في التعريف بالحيوانات الأليفة وحفظ بياناتها، إذ تزرع رقاقة في مكان بين الرقبة والظهر لدى القطط والكلاب وأصبحت من الأساسيات لتربيتها أو السفر بها.وتظهر لنا أحداث الفيلم أن العملة المستخدمة هي الوقت! فالأغنياء لديهم قرون للعيش بينما الفقراء تنتهي حياتهم إذا ما نفد رصيدهم. وهي صورة نأمل ألا تكون بهذه القتامة في المستقبل.

    تطور عواطف الذكاء الاصطناعي

    يتخيل فيلم «آي روبوت» أن الروبوتات ستتمكن من التعلم من البشر وتطور برمجتها كي تحاكي البشر.  ويتوقع الفيلم بأن الروبوت سيتمكن بتحليله لانفعالات البشر ومشاعرهم من أن يعبر عن مشاعره أيضًا.  وكلنا شاهدنا الروبوت صوفيا تتحدث في لقاءات مباشرة تجيب فيها ببراعة وتعبر بوجهها عن انفعالات بدائية للشعور بالسعادة والامتنان فمن غير البعيد أن تتطور الروبوتات لتنفعل وتغضب وتفرح في المستقبل عندما يستدعي الأمر.

    الذكاء الاصطناعي يتغلب على البشرية

    هذه من أقدم المخاوف الحقيقية لدى كتاب هذه النوعية من الأفلام، فهم دائمًا قلقون من أن يتفوق الذكاء الاصطناعي يومًا على الإنسان ويحل محله، والواقع أن ذلك فعل مجالات معنية حين هزم الذكاء الاصطناعي لشركة جوجل افضل لاعب بشري فى العالم فى لعبة جو .  ويناقش فيلم "إكس ماكينا" هذا الموضوع، ويصور روبوتة تقتل صانعها وتهرب من مختبره المحصن مستعينة بقدرات تقنية وبيانات متطورة عن البشرية. وهذا الموضوع تناوله أيضًا الكاتب دان براون في روايته الأخيرة «أوريجين» وهي مخاوف تنتابنا في الحاضر عند الحديث عن تطبيق الذكاء الاصطناعي في كل المجالات وعلاقة ذلك بازدياد معدل البطالة. إلا أن الواقع أن الذكاء الاصطناعي يخدمنا اليوم في العديد من المجالات من تتبع الوجوه والاماكن إلى تركيب العقاقير .

    قطع غيار روبوتية للبشر

    قدم لنا فيلم "تيرمينايتور"  فكرة استبدال الأعضاء البشرية بقطع روبوتية تعزز قدرات البشر عند فقد الأطراف. فبطلة الفيلم تعود من المستقبل بعد أن أجري لها تعديلات وتحسينات  في بنائها العظمي والعضلي  لتتغلب  على الأشرار. وهذه الأعضاء لا تبدو للعين ومن السهل  أن نتخيل أن الأطراف الاصطناعية ستتلقى الأوامر من الأعصاب مباشرة ولن يكون ذلك بعيدا عن  تلك الرؤية في المستقبل القريب.

    روبوتات خادمة

    الروبوت الصديق أو خادم المنزل هو موضوع فيلم "بايسينتانيال مان" رغم أن هذا التصور هو الأقرب إلى واقعنا، إلا أننا ما زلنا نحلم بطرح مثله في الأسواق، مع أن بعض الشركات الشهيرة بدأت تستعد لإطلاق مثل هذا الروبوت بتعليم نموذج لديها أصول التدبير المنزلي فكم ربة منزل ستسعد بتوافر مثل هذا الروبوت ليطهو للعائلة الطعام ويساعد الأطفال في استذكار دروسهم و يسليهم.  ومن السهل أيضًا أن نتخيل استخدامنا لهذا النموذج في المستقبل القريب فالمساعدات الذكية في حاضرنا مثل أليكسا وسيري لا ينقصها إلا أن تتحول إلى كائن فيزيائي يسامرنا في الغرفة!

    السيارات الطائرة

    الواقع أن هذه التقنية موجودة بالفعل  ويعمل عليها مختلف المطورين ، ولكن الحلم بقيادة السيارة الطائرة يظل يداعب خيال المخترعين. وفيلم "ذا فيفث إليمانت" يصور واحدًا من أجمل المشاهد التي تخيلها المبدعون لعالم مستقبلي يقود فيه البشر السيارات الطائرة. والواقع أن أغلب الإمكانيات والتقنيات لتنفيذها متوافر إلا أن نظم  استخدامها فعلياً قد تتطلب مزيدًا من الوقت لتأمين مساراتها ضد الحوادث وهو الشق الأهم.

    العيش في الواقع الافتراضي

    تخيلت سلسلة أفلام "ماتريكس" مفهوم الواقع الافتراضي قبل أن تطبق التقنية في حاضرنا في عالم الألعاب خصوصًا.  إذ يتصور الفيلم أن الحياة كما نعرفها جزء من نظام رقمي مرسوم بدقة بينما الواقع الحقيقي هو العالم الافتراضي. ولا نستبعد أن تستبدل الأجيال المقبلة بعض واقعها بالعيش في العالم الافتراضي والعمل والبيع والشراء والمرح واختيار مواصفات شخصياتهم كما يفضلونها.

    الجندي الخارق

    تريد كل الدول أن تحافظ على أمنها دون أن تفقد جنودها، فتحلم أن يكون لديها جندي خارق لا يمكن هزيمته ولا يموت. وهذا موضوع فيلم "جيميناي مان"  الذي يتناول قصة عميل سري يرغب في التقاعد، فيعمل رئيسه على استنساخ نسخة شابة عنه ليعمل على تصفيته. ويناقش الفيلم قضية المشاعر وأن الجندي القوي قد يضطر للتخلي عن المشاعر لينفذ الأوامر بكفاءة، لكن هل يتخلى البشر أصلًا عن حل المشكلات بينهم بالعنف والحروب فلا يضطر إلى تطوير الروبوتات أو السابورغات المقاتلة؟!

    البدلة النفاثة

    ربما ركزت معظم الأفلام التي ظهر فيها "الرجل الحديدي" على قوته وخوارقه التي ابتدعدت من عالم الخيال العلمي إلى عالم الخوارق وقصص الجنيات والساحرات، ومع هذا فإن بدلة الطيران التي ابتكرها في سجنه في الفيلم الأول الذي ظهر فيه، تشكل حلما لطالما ألهم المبتكرين، ومنهم ريتشارد براوننج، المخترع والمغامر البريطاني، الذي تصفه وسائل الإعلام عادةً بالرجل الحديدي الحقيقي، الذي حطم رقمه القياسي السابق ، بالطيران في بدلة مجهزة بمحرك نفاث بسرعة بلغت 136.891 كيلومترًا في الساعة، فهل تصبح البدلات النفاثة يومًا اختراعًا نستخدمه يوميًا كما نستخدم هواتفنا النقالة اليوم؟

    مع أننا كنا نتمنى أن تصور لنا السينما مستقبلًا أكثر بهجة، لكن فيما يبدو أن مخاوف البشر من المستقبل في ظل التطور التقني السريع ما زالت هي المحور الرئيسي لموضوعاتها، وربما يعود ذلك لطبيعتها التجارية التشويقية، لكن لا ريب أن المستقبل سيحمل لنا المفاجآت والجديد من الاختراعات المفيدة التي تساعد الإنسان على تجاوز مشكلاته وتجعل حياته أكثر يسرًا مقارنة بحاضره.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن