الشباب الأخضر يطلق حمله للحفاظ علي الاراضي الزراعيه في المغرب

  • أسس متطوعون شباب في مدينة طنجة شمال المغرب، حركة مناصرة للبيئة، سموها حركة الشباب الأخضر في بادرة تعكس زيادة الوعي البيئي في أوساط الشباب العربي، وبحثهم الشغوف عن مستقبل أكثر استدامة.

    وتجسد الأثر العملي لحركة الشباب الأخضر، مطلع مايو إثر نجاحهم في منع عمليات الحفر وإيقاف الآليات التي استهدفت هدم حدائق «المندوبية التاريخية» في مدينتهم، ليتمكنوا من إنقاذ الحديقة المرتبطة بالذاكرة الجمعية للأهالي وأشجارها المُعمِّرة. رافعين شعار «دافع عن بيئتك وكن درعها.. ساهم في تغيير مدينتك.»

    وبدأ المتطوعون الشباب بنشر أفكارهم والترويج لمبادرتهم منذ مطلع العام الحالي، وتمكنوا من الحشد للتصدي لما وصفوه بأنه «إعدام لحدائق المندوبية ينفذه تغوُّل رأس المال الرامي إلى بناء مرآب للسيارات على أنقاض الأشجار.»

    وأمام إصرار الشباب الأخضر وحضورهم اليومي في مرافق الحديقة ناشرين الوعي البيئي في أوساط المجتمع المحلي، أوقفت الشركة المنفِّذة أعمال الحفر وسحبت آلياتها.

    نشر الوعي البيئي

    وقال الشاب عمر أمين بوزيدي، أحد المؤسسين ومسؤول العمل التربوي والمؤسساتي للحركة، في حديث خاص لمرصد المستقبل، إن «فكرة تأسيس حركة الشباب الأخضر نبعت من معاناة مدينة طنجة وعموم المدن المغربية من تزايد مظاهر الاختلالات البيئية، واستفحالها يومًا بعد يوم، ومردها إلى الإيذاء المتكرر الناجم عن الأنشطة البشرية وعدم تتبع الضوابط البيئية المنصوص عليها في مختلف القوانين الصادرة في هذا الشأن، ومنذ عام تقريبًا رصد شبابنا خروقات وانتهاكات بيئية خطيرة في حق أماكن عمومية تاريخية بالمدينة من خلال مشروع يهدف لبناء مرآب سيارات على أنقاض هذه الحدائق، فقررنا أن نجتمع كشباب لنؤسس حملة شباب لمنع إعدام حدائق طنجة والتصدي للإجهاز على ما تبقى من فضاءات خضراء في المدينة.»

    وأضاف «نجحنا في الإيقاف الجزئي للأشغال على حديقة المندوبية على الرغم من ضعف الإمكانيات المادية، كوننا طلبة في مجموعة من الجامعات والمعاهد العليا، وحاولنا الاستفادة من تجارب المنظمات التي تشتغل في المجال البيئي وتهتم بالشباب؛ ومنها منظمة جرينبيس ومنظمة العفو الدولية، من حيث طرق الاشتغال والأنشطة التي قمنا خلالها بنشر الوعي في الأوساط الأهلية عن أهمية البيئة في حياتنا، وركزت حملتنا على التعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنشطة الميدانية؛ من خلال ورشات عمل بيئية ومبادرات مواطنة تعتمد الاستدامة لحماية حدائق المندوبية، وإطلاق مبادرة المرابطة في الحديقة، للوقوف في وجه آليات الهدم والحفر، ولم نغفل وقفات احتجاجية للوصول إلى صانعي القرار.»

    وتابع إن «حملتنا داخل الحديقة تضمنت أنشطة يومية وأعطت أطفال المدينة ومبدعيها فرصة لمزاولة مواهبهم وإبداعاتهم في الهواء الطلق، على الرغم من إمكانياتنا المحدودة وضعف معداتنا، لنوصل في النهاية رسالة مفادها أن المجال العمومي داخل المدينة العتيقة لطنجة ولا سيما حديقة المندوبية، يشكل مجالًا للتعبير ومكانًا للتنشئة الاجتماعية والترفيه والتعليم.»

    المستقبل الأخضر

    وأشار بوزيدي، الطالب في كلية الحقوق، إلى أن الحركة تعمل على تأسيس نوادٍ بيئية في المدارس والجامعات مستقبلًا، لإنشاء جيل قادر على المطالبة بالعدالة البيئية.

    وقال بوزيدي إن «الهدف من تأسيس الحركة هو جعل التنوع والغنى البيئي والثقافي الذي يزخر به المغرب، مدعاة للفخر والاعتزاز، وتشجيع الأطفال والشباب والشيوخ على الانخراط في مهمة إنقاذ موروثنا الطبيعي، وضمان مستقبل وظروف عيش مستدامة لأجيالنا المقبلة، ثم إعداد الدراسات العلمية بالاستعانة بالخبراء في مجال البيئة واقتراح الحلول والبدائل، والترافع من أجل تسريع وتيرة إنجاز المشاريع البيئية.»

    الجهود المبذولة لحماية البيئة

    وأضاف «يمتلك المغرب موارد هشة تهددها مخاطر الاستنزاف والتدهور السريع في حال الاستغلال المفرط. ويعود ذلك، إلى صعوبة تفعيل القوانين المعمول بها، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من طرف الدولة للتقليص من انعكاسات التدهور البيئي في بلادنا، من خلال الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة 2015-2030، فإن تحقيق هذه الاستراتيجية ليس بالأمر الهين في ظل وضع اقتصادي متأزم، ما يحتم التحرك سريعًا لمعالجة المشكلات البيئية المطروحة، وذلك بمشاركة كل فعاليات المجتمع المدني، وتغيير سلوك المجتمع تجاه البيئة، والتنسيق مع صانعي القرار وجميع المعنيين في إطار مقاربة تنموية ومستدامة تعطي أهمية قصوى لقضايا البيئة، ويبدو أن تطوير مشاركة كل فئات المجتمع ولاسيما الشباب وتحمل المسؤولية من طرف جميع المعنيين سيكون المخرج الوحيد من هذه الوضعية المختلة.»

    ويمتاز نشاط الحركة بالتنظيم إذ قسم المتطوعون أنفسهم إلى فرق لأداء مهام متنوعة؛ منها الإعلام والتواصل، وإعداد البرامج والمشاريع، والعمل التربوي في المؤسسات التعليمية، وغيرها.

    ويعمل المتطوعون الشباب على إعداد دراسات بيئية ميدانية تحدّ من استنزاف الموارد المحلية من نقص المساحات الخضراء وتدهور الأمن المائي واستنزاف الغابات وتلوث الهواء، داعين إلى احترام البيئة والحرص على مواردها.

    وتعتزم الحركة تنظيم حملة ضد مردم نفايات حي مغوغة، والدفاع عن حديقة الحي الإداري وإيصال صوتهم إلى الجهات الرسمية، لإدراج المساحات الخضراء ضمن قائمة المحميات الطبيعية.

    وتتلخص رؤية الحركة في تنامي دور الشباب لمواجهة التحديات البيئية عالميًا، والتأسيس لجيل أكثر ارتباطا بالبيئة ووعيًا بمشاكلها، على أمل أن يتحول هذا الوعي إلى نشاط ميداني حقيقي يُحدث أثرًا في عالمنا العربي.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن