وقال البراندينج: الجوازة دى مش لازم تتم "7 - 7 "

  •       بقلم : محمد حنفي

    استمرارا لرصدنا لتفاصيل سيناريو الاجتماع الأول لأعضاء حملة التسويق لـ بيوريجي " Purigy " 

    قالت فريدة: عندى مواضيع كتير محتاجين نناقشها سوا، أولها لما تتجوزوا إن شاء الله مين حيكون القائد؟ خلينا نقول بشكل آخر لو اختلفتم في موضوع مين اللى كلامه حيمشي؟

    أنا ضاحكًا: كده الخطوبة باظت.

    فريدة بجدية شديدة: مش أحسن ما تبوظ بعدين، حتى لو حيكون في اختلاف يبقوا عارفينه وعارفين حيتعاملوا معاه ازاى.

    كنت أقصد بمقاطعتي أن أعطى فترة لخالد ومي للتفكير؛ فتلك أمور مصيرية ولا تحتاج تسرع في الرد.

    خالد: الموضوع بالنسبة لى واضح ومفيش فيه فصال، أنا الراجل، مي دي في عيني وقلبي، وعمري ما حاعمل حاجة تزعلها، لكن في النهاية أنا صاحب القرار.

    مي: ممكن أعرف ليه تكون أنت صاحب القرار؟ ليه مش أنا؟

    خالد: إن شاء الله مفيش اختلاف حيحصل، وأنت شايفة كويس يا مي إنى تمللى باجي على نفسي علشان أرضيكي.

    مي: أفهم من كلامك إن كل مرة كنت بتوافق على كلامي ده كان تنازل من سعادتك.

    خالد: ودى حاجة تزعلك، إنى خايف على زعلك .. دى تزعّلك!!!

    مي: مش ده اللي بتكلم فيه، ليه شايف أساسًا إن كلامك هو اللي المفروض يمشي؟ ليه مش أنا؟!!!

    خالد: علشان أنا الراجل.

    مي: يا سلام !!! كونك راجل ده اللى يخليك بتفهم، وقرارك يكون سليم، وأنا أقول سمعًا وطاعة يا سى السيد.

    خالد محاولاً ضبط نفسه: اللي بقوله إن حيكون بينا تفاهم وأنا مش حزعلك، بس لو وصلنا لطريق مسدود لازم حد يكون له الرأى الأخير،احنا اتنين حنجيب حكم أجنبي يعني؟؟

    فريدة: خلينا نتفق إن القرار يبقى مشاركة لغاية ما توصلوا لاتفاق، ولو وصلتوا لطريق سد ممكن يكون فيه مواضيع أو مسائل كل واحد فيكم له الرأى الأخير فيها.

    لحظة صمت من مي وخالد وقد غطت قسمات وجهيهما بالتجهم وعدم رضاهما عما تقول فريدة.

    أنا: أسيبكم أنا؛ واضح إن الموضوع كبير، وأنا اتجوزت في زمن تانى غير زمانكم، بالتوفيق إن شاء الله.

    بعد حوالى أربع ساعات دخل خالد ومي وفريدة الحجرة عندي وعلى وجوههم ابتسامة.

    فقلت: الحمد لله، الدنيا واضح إنها تمام.

    خالد: الحمد لله يا ريس، كله تمام.

    وقال ضاحكًا: مش أنا سبت مي، لا هي اللي سابتني، لأ لأ فريدة هي اللي فصلتنا، بص مش مهم، المهم أنا مبسوط.

    برغم السخرية والضحكة اللى على وجهه، أشعر بمرارة في كلامه.

    مي: احنا اتكلمنا كتير وناقشنا أمور كتيره، والغريبة أننا أول مرة نناقش الأمور دي بالرغم إن دى حياتنا ومستقبلنا، وكان فيه اختلاف كبير في قناعتنا وحتى معتقداتنا، احنا اتكلمنا بعقلانية، وكان السؤال اللى تملى بتسأله لينا فريدة في كل نقطة خلاف مين على استعداد يغير من نفسه في النقطة دى؛ لأن كل واحد شايف إن هو الصح، والأمور المفروض تمشي كده، فوصلنا إن فيه أمور مستحيل إن حد فينا يغير من نفسه؛ لأنه شايف إن رأيه هو الصح، أنا مش عارفة أشكر حضرتك وفريدة إزاى.

    خالد بمرارة: ولا أنا والله.

    أنا: يقينًا يا شباب محدش يعرف الخير فين.

    كان الصمت يخيم على الجميع، وبالرغم من الابتسامة التي يحاول خالد وضعها على وجهه كان شارد الذهن من الصدمة، بعكس مي التي نظرت إلى الموضوع بعقل شديد. خرج الجميع من مكتبى لينتهي يوم عمل حافل لن أنساه ولن ينساه عالم التسويق الرقمي.

    كان يومًا شاقًا جدًا؛ وعندما وضعت رأسي على المخدة لم أستطع النوم، هل أحداث اليوم حلم أم حقيقة؟ قمت من نومي لأراجع نتائج الحملات، ولكن تلك المرة قمت بتحليل المحتوى والرسائل التي تحويها، فـ "مي" معروفة باحترافيتها وبذكائها الاجتماعى وبقدرتها على صياغة رسائل تناسب كل شريحة من العملاء، فهل كان هناك قصد في بعض المنشورات الموجهة أن تكون أقل جذبًا، بل منفرة بالذات لتلك الفئة من العملاء المشابهة لشخصية مي المتزوجة؟ هل معرفة مي لسمات خالد النفسية جعلتها تتراجع عن الارتباط بخالد؟ هل تلاعبت مي بفريدة وبي وبخالد؟ هل من الممكن أن يكون عقل مي الباطن هو من صنع كل هذا؟ لم أستطع الوصول إلى الحقيقة.

    وفي النهاية انفصل خالد ومي وهما سعيدان، والكل يتمنى لكل منهما بناء أسرة ناجحة مع شريك جديد.

    وأصبحت فريدة وأدواتها الرقمية الأم التي لا يجرؤ أحد على الارتباط إلا بعد أخذ مباركتها من العالم الرقمي.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن