تكنولوجيا و أبحاث

  •  

    بقلم : محمد النواوى

    أثناء عملي بالتدريس في الجامعة أتيحت لي زيارة إحدى الجامعات في الخارج

    أبهرني الآتي:الربط بين الصناعة والبحث العلمي من خلال مدينة تكنولوجية ملحقة بالجامعة وتحفز المشاريع البحثية بما تملكه من إمكانات مادية، تتضمن توفير أجهزة، وبما تقدمه من خدمات كدراسة السوق وتسجيل المنتج. 

    الاجتماعات الدورية بين الأساتذة والباحثين لمناقشة ما هي الأهداف المطلوبة: مثلا تكنولوجيا تملك سرعة، مدي، حجم، أو كفاءة معينة.

     وكيف يمكن تحقيقها: مثلا استخدام مواد ذات خصائص معينة مع تصميم معين.

     ثم توضع الخطة: البدء في اختبار التصميم والمادة المستخدمة عن طريق برامج المحاكاة الي جانب القيام بدراسات تحليلية قد تكون optimization للوصول الي أفضل النتائج قبل التصنيع أو parametric لمعرفة كيف يؤثر تغيير بسيط في أي من جوانب التصميم في النتائج. ثم بالطبع متابعة الخطة للخروج بأفكار جديدة بهدف تعزيز القيمة المضافة للتصميم.

    بغض النظر عن أي استراتيجية تربط الصناعة بالبحوث العلمية أري أن الفيصل هنا هو خروج منتج مصري للسوق وقد رأيت نماذج لشباب مبدع نجحوا في ذلك

    قيود الإبداع

    هل الابداع له قيود مثل الزمان والمكان والمجال؟ أعتقد كذلك ولننظر الي الأمثلة التالية:

    أولا المجال: بيير سيمون لابلاس (١٧٤٩-١٨٢٧) و هو عالم فرنسي فذ ساهم في علم الرياضيات بما يسمي Laplace Transform و الذي بفضله أمكن تحويل المعادلات التفاضلية التي يصعب أو يستحيل حلها إلي معادلات جبرية يسهل التعامل معها من خلال التنقل ما بين فضائي الزمان و التردد. الطريف أنه في عام ١٧٩٩ قام نابليون بتعيين لابلاس وزيرا للداخلية و لكن لم يستمر في هذا المنصب أكثر من ستة أسابيع.

    ثانيا الزمان: عالم الرياضيات الشهير كارل فردريك جاوس (١٧٧٧-١٨٥٥) و الذي له اسهامات كبيرة في عدة مجالات كالجبر والفيزياء و بالتحديد فيما يخص الشحنات الكهربية والمجالات المغناطيسية له موقف طريف في سن الطفولة. فعندما كان عمره ١٠ سنوات طلب مدرس الفصل من التلامذة حساب مجموع الأرقام من ١ الي ١٠٠ ليتمكن من أخذ قسط من الراحة. و بينما كان جميع التلامذة منهمكين في عملياتهم الحسابية كان جاوس، و لدهشة الجميع، قد وصل الي النتيجة سريعا حيث تمكن من اكتشاف معادلة رياضية بسيطة لحساب مجموع هذه المتسلسلة الرياضية و ما زالت هذه المعادلة تستخدم حتي اليوم.

     

    أما عن عامل المكان فالمقصود به هنا هو البيئة المحيطة بالشخص المبدع. فهل لها تأثير؟ هل هناك بوادر للإبداع؟ لا أجد مثالا هنا أفضل من حياة العبقري شارلي شابلن (١٨٨٩-١٩٧٧). لقد عاني الفقر في طفولته حتي نقل الي إصلاحية للأحداث في سن السابعة من عمره. ثم أصيبت والدته بمرض الذهان و هو مرض عقلي خطير حيث يصاب صاحبه باضطراب ذهني و عاطفي. و قد كتب شابلن لاحقا عنه و أخيه "لم يكن في وسعنا أن نفعل شيئا غير قبول مصير والدتنا المسكينة" و بالفعل تولي رعايتها حتي وفاتها عام ١٩٢٨.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن