استهداف الانتخابات الأمريكية

  •    

    بقلم : جون هولتكويست

           مدير التحليل الأول لدى وحدة "مانديانت"

    تحدث العديد من التقارير في الفترة الأخيرة عن احتمال قيام العديد من الجهات الفاعلة ومجموعات الهاكرز المدعومة من قبل الحكومة الإيرانية والروسية باستهداف الانتخابات الأمريكية والتأثير في نتائج الانتخابات الأمريكية التي تتم عبر البريد، حيث تابعت وحدة "مانديانت" لاستخبارات التهديدات السيبرانية هذه المجموعات خلال الفترة الماضية .

    و كانت العمليات المعلوماتية التي رأيناها من إيران حتى الآن تدور حول تضخيم الرسائل المؤيدة لإيران ودفع الرواية المرغوبة إلى العالم المعادية للمملكة العربية السعودية أو المعادية لإسرائيل أو المؤيدة لخطة العمل الشاملة المشتركة. ولكن التدخل هذه المرة هو مختلف حيث إن هذا التدخل متعمد ويستهدف العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة. ويعود تاريخ عمليات المعلومات الإيرانية إلى ثماني سنوات على الأقل وقد نمت لتتجاوز المواقع الإخبارية المزيفة ونشاط الشبكات الاجتماعية لتضع تكتيكات تفصيلية، مثل انتحال شخصية الصحفيين لطلب مقابلات بالفيديو ونشر مقالات افتتاحية. 

    حتى أنهم انتحلوا شخصيات السياسيين الأمريكيين. ففي السنوات الأخيرة، استمرت العمليات الإعلامية الإيرانية في دفع الحدود باستخدام مناهج جريئة ومبتكرة. ومع ذلك، فإن هذا الحادث يمثل تحولاً جوهرياً في فهمنا لاستعداد إيران للتدخل في العملية الديمقراطية. حيث ركزت العديد من عملياتهم على الترويج للدعاية التي تدعم مصالح إيران، فمن الواضح أن هذا الحادث يهدف إلى تقويض ثقة الناخبين.

     

    ونحن في "مانديانت" نعتقد بأن حملة البريد الإلكتروني، التي يُزعم أنها قادمة من مجموعة "براود بويز" (Proud Boys)، كانت مصممة للتلاعب بالمخاوف وترهيب الناخبين وإذكاء التوترات القائمة. وبالمثل، فإن مقطع الفيديو الذي يُزعم بأنه يُظهر عمليات اقتحام للأنظمة الانتخابية ومخالفات أخرى كان يهدف أيضاً إلى إثارة مخاوف من إمكانية تخريب البنية التحتية الانتخابية واختراقها.

    وقمنا بتتبع النشاط المرتبط بفاعل استهدف البنية التحتية الحيوية العالمية لعدة سنوات والذي نطلق عليه TEMP.Isotope وهو أحد الجهات الفاعلة الروسية والذي استهدف العديد من الأنظمة الحكومية والمحلية في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية. فإن توقيت هذه الحوادث، واستهداف المنظمات التي لها صلات بإدارة الحملات الانتخابية والسلوك العدواني السابق لهذه المجموعة، كلها تؤكد على خطورة هذا النشاط. ومع ذلك، ليس لدينا أي معلومات تشير إلى أن هذه الجهات الفاعلة قادرة أو مستعدة في تغيير الأصوات لصالح أحد المرشحين. حيث يؤدي الوصول إلى مثل هذه الأنظمة في حدوث اضطرابات أو قد تكون غاية في حد ذاته، مما يسمح للجهات الفاعلة بالاستفادة من التصورات المتعلقة بانعدام الأمن في الانتخابات وتقويض العملية الديمقراطية".



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن