" نبض الحياة" .. تعرف على نفسك أكثر " 5 "

  •    بقلم : د . ياسر بهاء

    بعد التحدث على التدوين اليومي في المقال السابق، فلنكمل طرق التعرف على نفسك أكثر وسنتحدث في هذا المقال عن التأمل وكيفيته وفوائده .

    التأمل

    وسيلة قوية أخرى لتفتح بها قلبك للعالم هي التأمل. فالتأمل قديم قدم البشرية، والذي اتخذ العديد من الأشكال على مدار التاريخ. ولأن التأمل أداة ذات فاعلية عالية جداً فلقد استمر استخدامها حتى وقتنا الحالي في العصر الحديث.

    فالتأمل هو بمثابة المفتاح إلى عقلك، وقلبك وروحك. ويمكنه فتح جميع الأبواب المغلقة.

    هناك العديد من أشكال التأمل المختلفة، لكنني أرشح لك أن تركز على التأمل من طراز Zen. فهذا الشكل من التأمل يساعدك على تصفية ذهنك من كل ما يشغله ويتيح لك الفرصة بأن تكون فقط أنت. بمجرد خروجك من هذه الحالة، ستشعر أنه أصبح لديك مستوى جديد من الوضوح، وستصبح قادراً على أن تكون أكثر صدقاً مع نفسك. كما ستتمكن من الاستماع إلى قلبك وما يرغب فيه.

    لكي تمارس التأمل على طريقة Zen عليك أن تبحث عن مكان مريح لتجلس فيه لفترة طويلة دون مشتتات. ليس شرطاً أن تجلس مربع الساقين، ولا أن تجلس على الأرض. يمكنك الجلوس بوضع مستقيم على كرسي أو أريكة. وما أن تشعر بالراحة ابدأ في االتنفس بعمق للداخل والخارج. يمكنك أن تقوم بالعد في البداية إذا كان ذلك سيساعدك. خذ شهيقا وعد حتى خمس ثوان، ثم زفيرا وعد خمس ثوان أخريات وهكذا.

    ما أن تبدأ في الشعور بالهدوء والسكينة وأن ضربات قلبك بدأت أن تهدأ، توقف عن العد واستمر في التنفس فقط. ربما تجد نفسك منحنياً قليلاً للأمام، لا مشكلة في ذلك، لا تقاوم جسدك أكثر من اللازم وإلا خرجت من حالتك التأملية.

    عندما تبدأ في الشعور أنك تذهب بعيداً، فعقلك سيبدأ في المقاومة بعنف، ستأتي ملايين الأشياء التي تريد أن تستحوذ على انتباهك، وستتابع عليك أفكار مزعجة بصورة تدريجية. كل هذه أمور طبيعية في البداية فهذا عقلك يحاول فقط أن يمنعك من الوصول إلى قلبك. فهوغير معتاد على تركك لتذهب بهذه الطريقة، لذا فهو يعمل جاهداً لسحبك بعيداً من حالة Zen.

    ولكي تنجح في إيقافه عن فعل هذا الأمر، لا تقاومه بل دعه يفعله. فكلما قاومته، كلما أصبح الأمر أكثر سوءاً. بدلاً من ذلك، اعترف بالأفكار والمشاعر التى تبدأ في الظهور، وقم ببساطة بإفلاتها وتجاهلها.

    ستعتاد على فعل ذلك بعد فترة قصيرة، وسيتوقف عقلك عن إلقاء تلك الذكريات عليك. وستدخل في حالة حيث ستذهب بعيداً عن العالم، حيث تجد هناك السكينة الحقيقية.

    قد لا تذهب لتلك الحالة من أول تجربة، ذلك  كان أمراً متوقعاً فلا تجعل هذا الأمر يثبط من عزيمتك، ولكن عليك المحاولة، فعلى أية حال ستكون أفضل بعد خروجك من حالة التأمل مقارنة بحالتك قبل ممارسة التأمل.

    عندما تخرج من حالتك التأملية، امنح نفسك بعض الوقت لتتكيف مع العالم من حولك. ثم قم بالتقاط قلمك ودفترك وابدأ في التدوين، اكتب كل ما يخطر على ذهنك. لأنه ربما تجد أنه أعظم الخواطر تظهر فقط عندما تقوم بإفراغ كل ما بداخلك.

    سنتعرف على طريقتين أخريين في المقال القادم والأخير من سلسلة نبض الحياة بعنوان "الإجابة الحائرة".

    "يتبع"

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن