التحولات الجذرية فى قيم الشعب الأخلاقية

  • بقلم : أيمن صلاح

    قراءة تاريخ شعب ثم استحضار واقعه وحاضره ومن ثم دراسة التغير فى نمط وقيم وأخلاقيات وسلوك هذا الشعب واستبيان معدلات التغير فى كل هذه العناصر يعطى المؤشرات لمستقبل هذا الشعب ومدى تطوره وتقدمه على المدى القريب والبعيد. فاذا نظرنا الى الشعب المصرى ومعدلات تغير كثير من تلك العناصر التى ذكرتها يتضح لنا أننا فى حالة من حالات التردى والتخلف لا التطور والتقدم، وعلى سبيل المثال لا الحصر (حيث أن الحديث باسهاب فى هذا الموضوع قد يتطلب العديد من الأبحاث والدراسات التى تملأ مجلدات ... وليس مجرد كتب)، على سبيل المثال اذا نظرنا الى انتماء هذا الجيل وارتباطه بوطنه مقارنة بجيل السبعينات من القرن الماضى نجد أن الانتماء لمصر بين أبناء هذا الجيل قد أصبح كالغول والعنقاء والخل الوفى أى أنه أصبح من القيم المنقرضة أو من المستحيلات، فاليوم تجد الشاب أو الفتاة لا يفكر أى منهم فى وطنه الا حينما ينتقد الوضع القائم وقلة الوظائف المتاحة رغم وجودها، وسوء أحوال المعيشة رغم التحديات، وغلاء أسعار السلع رغم وفرتها، وأنا فى هذا المقام لا أدافع عن حكومة أو أداء دولة أو اجراءات اقتصادية عنيفة فلهذا مجال آخر للحديث وانما أتحدث عن استقبال هذا الجيل لتلك التحديات واعتناقه لمبادىء وطنه ومدى قدرته على خوض معركة بلده وايمانه بها، أما فى سبعينيات القرن الماضى فلقد كان ذلك الجيل مؤمنا كامل الايمان بقضية وطنه ومعركته فى حين كانت الوظائف نادرة والسلع غير متوفرة من الأساس والمستقبل مظلم فى ظل حرب ضروس مع العدو الصهيونى ولكن رغم كل تلك الظروف البائسة لم ينظر ذلك الجيل تلك النظرة الأنانية القاصرة التى نراها اليوم بل وقف خلف وطنه وخاض معركته حتى تحقق النصر.

                      

    اليوم نعيش نفس المعركة، معركة الوطن ولكن وللأسف الشديد فى ظل جيل جديد لا يعرف معنى الوطنية والانتماء وحب مصر.

     

    والسؤال المهم الذى يفرض نفسه هو كيف تغير نمط وسلوك وقيم وأخلاقيات الشعب المصرى وبهذا المعدل المخيف فى فترة زمنية قصيرة جدا وقياسية مقارنة بحياة الشعوب!. سؤال يحتاج الى دراسات مستفيضة وعلاج سريع وحاسم حتى لا يسقط مستقبل مصر فى يد من لا يقدر على حمايتها وبنائها وتطورها.

     

    تحيا مصر .........

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن