هل أنتم على استعداد لاستقبال حقبة الذكاء الاصطناعي الصناعي؟ " 1-2 "

  •        بقلم : آدي بنديالا

         المدير الأول لإستراتيجية السوق، لدى "آسبن" تكنولوجي.

     

    لقد بات الوقت مثالياً لإلقاء نظرة فاحصة، وعن قرب، على الطرق والسبل التي ستمكننا من التكيف والتعرف على كيفية تسريع استراتيجيات التحول الرقمي، وذلك في ظل الأجواء السائدة حالياً (وعدم وضوح وجلاء الرؤية المستقبلية) فمع تنامي أهمية ممارسات التعاون والتشاركية عن بُعد، وانسيابية الأعمال التشغيلية، وعمليات الإنتاج ذاتية التحكم أكثر أي وقت مضى بالنسبة لاستمرارية الأعمال، بات الأثر المحتمل للذكاء الاصطناعي الصناعي أكثر وضوحاً ورسوخاً مما كان عليه، مما يجعله الشغل الشاغل للعديد من المدراء التنفيذيين.

    ورغم أن الذكاء الاصطناعي يعتبر بمثابة تقنية تَحوُّلية، إلا أنه يتّسم أيضاً بالتعقيد وبتعدد الأوجه وسرعة التطّور. وعليه، كي نتمكن من اعتماد وتطبيق هذه التقنية، علينا ربط وتشغيل عدة وظائف متنوعة بشكل وثيق على امتداد المؤسسة. ويشير واقع الأمر لوجود طلب متنامي من قبل المؤسسات لتقييم مدى جاهزية تقنيات الذكاء الاصطناعي الصناعي التي لديها، ولفحص مدى الجاهزية التنظيمية لإطار عملها، وذلك بما يتجاوز حدود البيانات والتكنولوجيا.

    قائمة التحقق من جاهزية الذكاء الاصطناعي الصناعي

    لا تكمن المشكلة، بالنسبة لمعظم المؤسسات الصناعية، في كيفية البدء باستثمار الذكاء الاصطناعي، بل في تحديد نقطة البداية. وعلى الرغم من أن البيانات قد تبدو من أكثر المجالات العملية "الجاهزة" للاستثمار في سبيل تَبنّي المؤسسة لتقنية الذكاء الاصطناعي، إلا أنه ينبغي توجيهها بشكل مدروس وهادف من خلال توظيف المهارات الأساسية، وتحديد أهداف العمل، والكثير غيرها. أما بالنسبة للمدراء التنفيذيين العاملين في قطاع الصناعات المستنزفة لرؤوس الأموال، فقد قمنا باختصار عملية التقييم المتقدمة الخاصة بهم لتنحصر ضمن خمسة أبعاد فقط، لتأخذ شكل "قائمة التحقق من جاهزية الذكاء الاصطناعي الصناعي".

    الاستراتيجية

    بإمكاننا تلخيص البعد الأول، ألا وهو الاستراتيجية، على أنه عملية تخطيط ومطابقة الذكاء الاصطناعي مع أهداف العمل على مستوى المؤسسة، وأهداف البيانات، وحالات الاستخدام عالية القيمة، ومؤشرات الأداء الرئيسية القابلة للقياس. وستأتي النتيجة على شكل خطة عمل واضحة الملامح لخارطة طريق تشمل كافة المستويات المرغوب التحقق بواسطتها من جاهزية الذكاء الاصطناعي الصناعي في المؤسسة.

    وبهذه الطريقة، سيصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة قيمة معززة، وليس مجرد إضافة، لاستراتيجية التحول الرقمي في المؤسسة، وهو أمر بالغ الأهمية من شأنه تمكين المؤسسات من إدراج آلية التفكير الموجهة بالبيانات ضمن منظومتهم ، الموائمة ما بين رأس الهرم القيادي وقاعدة الموظفينبالاضافة الى الاستفادة من الأثر التحوّلي لكل وظيفة

    واستناداً لنتائج دراسة "الذكاء الاصطناعي: وجد ليُهيمن" الصادرة عن شركة "أكسنتشر"، أفاد حوالي 69 بالمائة من المدراء التنفيذيين في المؤسسات الصناعية بمعرفتهم كيفية تجريب هذه الاستراتيجية، لكنهم يصارعون في سبيل توسيع نطاق نشر استراتيجية الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم على امتداد المؤسسة.

    وعلى الرغم من أن اكتشاف وتحديد حالات الاستخدام المدعومة من قبل الذكاء الاصطناعي قد يكون أمراً مهماً وجوهرياً، إلا أن التكنولوجيا لم تكن أبداً نقطة انطلاق أية استراتيجية تنظيمية، فجل الأمر يبدأ بتحديد مشاكل العمل، وأهداف الشركة، والأهداف الاستراتيجية.

    يدور هذا البعد حول طريقة التفكير والأدوار والمهارات المطلوبة والضرورية لتطوير ونشر وتسليم المبادرات المدعومة من قبل الذكاء الاصطناعي، سواءً داخل أم خارج المؤسسة، فحتى حلول الذكاء الاصطناعي الأكثر ابتكاراً في العالم لن تصبح ذات فعالية إذا لم يكن الأشخاص مهيئين ومتحمسين لاستخدامها.

    وضمن هذا المجال، يتوجب على الشركات تحقيق التناغم ما بين القيادة، وثقافة الشركة، وإدارة التغيير، وذلك بهدف ضمان استعداد ورغبة وقدرة الأشخاص على استخدام الذكاء الاصطناعي. وكي يتمكن الأشخاص من بناء حلول الذكاء الاصطناعي، واستثمارها بنجاح، ينبغي أن يتم منها التدريب على المستوى التجاري والتقني ، تحقيق الدعم الوظيفي المستمربالإضافة إلى الانخراط الهادف في الاستراتيجية، وفي عملية تطوير ونشر حلول الذكاء الاصطناعي .

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن