المحميات الطبيعيه مهدده بالانقراض

  • فرض البشر هيمنتهم على الطبيعة، فأزالوا الغابات وغيرها من المناطق الطبيعية لاستغلالها، ما أدى إلى خلل النظام البيئي. ولذا دعا علماء ومدافعون عن البيئة إلى تحويل نصف الأرض إلى محمية طبيعية للحفاظ على هذا الكوكب قابلًا للسكن.

    وظهرت هذه الفكرة لأول مرة في العام 2016 في كتاب «نصف الأرض: صراع كوكبنا من أجل الحياة» الذي نشره عالم أحياء الشهير إي. أو. ويلسون. وقال ويلسون في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في العام 2016 «بلغت معدلات الانقراض الحالية آلاف أضعاف معدلات الانقراض قبل ظهور البشر.»

    وأخذ علماءٌ كثر هذه الفكرة على محمل الجد، وأوضحوا أن تنفيذها لن يحافظ على التنوع الحيوي فحسب بل سيساعد في الحد من التغير المناخي أيضًا.

    وزاد الاهتمام بالفكرة بعد التقرير الذي أصدرته المنصة العالمية للتنوع الحيوي والخدمات البيئية في العام 2019، وأشار إلى أن أكثر من مليون نوع مهدد بالانقراض. ووصف هذه التقرير بأنه أشمل دراسة صدرت عن حالة التنوع الحيوي.

    وأضاف التقرير أن الخطر لا يحدق بالأنواع فحسب، بل يمتد إلى الموارد التي تدعم الحياة مثل الغذاء والمياه الصالحة للشرب والطقس المعتدل.

    وتتفق مؤسسات عديدة على حتمية مشروعات حماية الأنظمة الطبيعية. إذ تتعاون حملة ويس لحماية الطبيعة مع مؤسسة ناشونال جيوجرافيك سوسيتي لتحقيق أهداف مبادرة 30×30 والتي تتضمن حماية 30% من كوكب الأرض بحلول العام 2030.

    وتعهد البرلمان الأوروبي بحماية 30% من أراضي الاتحاد الأوروبي واستعادة أنظمتها البيئية المتضررة، وإضافة اشتراطات التنوع الحيوي إلى جميع سياسات الاتحاد الأوروبي وتخصيص 10% من الميزانية لتعزيز التنوع الحيوي. ويعمل السياسيون مع المنظمات البيئية في الولايات المتحدة الأمريكية لحماية 30% من الأراضي والمناطق البحرية الأمريكية.

    وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن عددًا من المناطق تسير في الاتجاه المعاكس. إذ تقطع أجزاء من غابات الأمازون المطيرة في البرازيل لاستغلالها في الزراعة. وتوقف عمل 22 مركز بحثي في الولايات المتحدة الأمريكية يعمل في مجال الحفاظ على البيئة.

    وتوجد بعض العناصر التي تدعو للتفاؤل مثل الاهتمام الذي حظيت به جريتا ثونبرج، الناشطة السويدية في مجال المناخ والتي لا يتجاوز عمرها 17 عامًا، والاهتمام المتزايد الذي قوبلت به التقارير التي تحدثت عن ذوبان الجليد البحري.

    لكن المبادرات البيئية، مثل مبادرة 30×30، واجهت بعض الانتقادات مثل إهمالها للمناطق الاستوائية التي تحتضن أغلب أنواع الكائنات الحية. وأوضحت دراسةٌ أخرى، نشرت في دورية نيتشر ساستينابيليتي، أن تحويل مساحات واسعة إلى محميات طبيعية سيؤثر على الأوضاع الاقتصادية لنحو مليار شخص وربما يزيد معدلات الفقر.

    لكن العلماء شرحوا خطة تحويل نصف الأرض إلى محميات طبيعية، وأشاروا إلى أن ذلك لا يعني تهجي الناس من هذا النصف إلى النصف الآخر. بل إن الخطة تعتمد على الدمج بين الأنشطة البشرية والبيئية، وأن يحيا البشر جنبًا إلى جنب مع الأنواع الأخرى والالتزام بمعايير حماية البيئة في الوقت ذاته.






    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن