وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

  •  

       بقلم : د. حسام رفاعي

     افتحوا قلوبَكم للقرآن الكريم للتدبر والموعظة والتذكر  !

    آيةٌ تكررت في أربعة مواضع من القرآن ، وكنتُ كلما مررتُ عليها أتوقف عندها برهة وأكررُها بيني وبين نفسي ، وأحببتُ أن اشاركَكُم روعتها .

     الآيةُ هي قوله تعالى :

    " رضي الله عنهم ورضوا عنه" وتكررت في سورة المائدة آيـة   119 ، سورة التوبة آيـة   100 ، سورة المجادلة آية   22 ، سورة البـيـنـة آيـة 8

    الاية " رضي الله عنهم ورضوا عنه" هذه الاية تتكون من شقين :

    الاول : هو رضا الله عن العبد  ، وهذا هو ما نسعى له جميعا . وأظنُ أنَّ هذا الشق مفهومٌ للجميع .

    الثاني : وهو الأصعب وهذا ما أردتُ التركيزَ عليه وهو قول الله تعالى : ( ورضوا عنه (

    وهنا السؤال :هل أنت راضٍ عن ربك ؟ سؤال صعب أليس كذلك ؟

    دعني أعيد صياغة السؤال : هل تعرف ما معنى أن تكونَ راضٍ عن ربك ؟

    الرضا عن الله :هو التسليم والرضا بكل ما قسمه اللهُ لك في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر .

     * إذا أصابك بلاءٌ امتلأ قلبُك يقيناً أنّ ربَّك أراد بك خيراً بهذا البلاء .

    * أن تتوقفَ عن الشكوى للبشر وتفوضَ أمرَك لله وتبثَ له شكواك .

    * أن ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك ، وإذا أغناك وإذا أخذ منك ، وإذا كنتَ في صحة وإذا مرضتَ .
    أن ترضى عن ربك في كل أحوالك .

    هناك خمسُ نقاطٍ مهمةٌ يجب أن نفهمَها خلال تدبرنا لهذه الآية :

    1. الرضا عن الله لا يتنافى أبداً مع الألم الذي قد نشعر به أحياناً لسبب أو لآخر ، فنحن بشرٌ وهذه الدنيا دارُ ابتلاء ، ولم ولن يسلم منها أحدٌ ، فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه .
    2. هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر . أن تصبرَ يعني أن تتحملَ الألَم لأن هذا قدرُك وليس في يدك شئٌ غير الصبر ، ولكن الرضا أن تشكرَ الله على هذا الألم .
    3. الرضا عن الله منزلةٌ عاليةٌ لا يصلُ إليها إلا من امتلأ قلبُه حباً لله ، فهناك أناسٌ حولنا عندما يمرون بأي ضائقة لا تسمعهم يرددون إلا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :(رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ) ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين .

    4. اعِلَمْ علمَ اليقين أنّ اللهَ لا يبتليك إلا ليغفرَ ذنوبَك أو ليرفعَ درجتَك في الجنة ، فارضَ عن ربك .
    5. الإنسان إذا لم يرضَ عن ربه ، فحتى لو ملك الدنيا كلَها فلن يرضى أبداً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم  : ( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ، وسيبقى ساخطاً على كل شي وسيعيشُ حياته في نكد وشقاء .
    لذلك الواجب لتدبر هذه الآية :

    - تأمل حياتَك وركز على كل ما حُرِمتَ منه أو أُخِذ منك واسألْ نفسك هل أنت راضٍ  عن الله . وكرر ربي إني راضٍ عنك فارضَ عني .

    - راقبْ كلماتِك وتصرفاتِك ، إذا كنتَ ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك .

    - كلما ضاقت عليك الدنيا كرر

     ) رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً) ..

    - تذكر أنّ الرضا عن الله هو السبيلُ لرضا الله عنك .

    - تقرب إلى الله بكل ما يزيدك حباً لله،  فإذا أحببتَ اللهَ أحببتَ قدرَه وقضاءَه

     أخيراً تذكر  قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن ما أصابك لم يكن ليخطئك  وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) .
    طابت أوقاتُكم عامرةً بذكر الله ..!!



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن