عالم رقمي .. والشمعة الثالثة عشرة

  • بقلم : خالد حسن

    استكمالا لحديثنا في الأسبوع الماضي " في نفس هذا المكان " عن انطلاق مسيرة جريدة "عالم رقمي " منذ أن كانت مجرد فكرة فى عام 2006 إلى أن تحول الحلم إلى مشروع ملموس وطرح الإصدار التجريبي في مطلع أكتوبر 2007 ، وبالمناسبة كان ذلك على هامش المشاركة المصرية في فعاليات معرض ومؤتمر جايتكس دبي ،  حيث حرصنا أن يكون العدد الأول للجريدة قادرا على التعبير بقوة عن صناعة تكنولوجيا المعلومات المحلية وما تمتلكه من مقومات وإمكانيات بشرية وفنية يمكنها تقود منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدخول ثورة المعلومات .

    هدفنا .. كان جرئيا من إصدار هذه الجريدة ألا وهو مساعدة القراء - بكل فئاتهم ومستوياتهم العلمية والعملية - للاستفادة مما يجري حولنا في العالم الرقمي والشبكات سواء أكان مستخدما عاديا للكمبيوتر أو يبحث عن الوسيلة المناسبة لتطوير مهاراته الذاتية في عمله أو المؤسسة التي ترغب في زيادة قدراتها التنافسية من خلال تحسين الإدارة بها والتميز والجودة في منتجاتها .

    وكنا حريصين على مشوار الجديدة أن يشكل كل عام قيمة مضافة حقيقية سواء على مستوى خدماتنا التي نقدمها للقارئ أو على مستوى تطوير قدراتنا والعاملين في  الجريدة أو تحسن مناخ العمل كشركة تعمل فى مجال إنتاج المحتوى الرقمي وبما يتواكب مع الاندماج بين ثورة الاتصالات والإعلام وأن يكون لنا مكانا متقدما في ظل الزخم الكبير ،الذي تعاني منه بشدة مهنة الصحافة بشكل عام ، وهو ما يعرف بشبكات التواصل الاجتماعي العالمي  " السويشال ميديا " .

    وفي الحقيقة رغم أن " عالم رقمي " كانت بمثابة نقلة نوعية جديدة للصحافة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وللمرة الأولى في تاريخ الصحافة المصرية والعربية وفي نفس هذا الوقت ـ منذ صدور العدد الأول من الجريدة، بوصفها الجريدة الأسبوعية الأولى تصدر باللغتين العربية والإنجليزية ، ونجاحه في إعداد وتأهيل كوادر بشرية متخصصة بلاط صحابة الجلالة فإنها أصبحت مرآة تعكس واقع وتحديات وطموحات قطاع الاتصالات والتكنولوجيا المحلي وإطلالة على التطور التكنولوجي الإقليمي والعالمي .

    ويأتي هذا العام ليحمل مفاجأة سارة لجميع المهتمين بمتابعة أخبار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال إطلاقنا على تطبيق الأجهزة المحمولة " عالم قمي " سواء لمستخدمي أنظمة " أندر ويد" أو  " iOS " والتى يمكن تحميله من الروابط التالية ..

    -  لأجهزة " Hبل "

    https://apps.apple.com/eg/app/%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A/id1478246169

     

    -  لأجهزة " أندر ويد

    https://play.google.com/store/apps/details?id=com.sis.digitalworld

     

    وعلى مدار السنوات الماضية حرصت " عالم رقمي " على تطوير كوادرها البشرية بما يتسق مع التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقناعتنا أن الصحفي المتخصص ليس هو فقط الصحفي المهني الذي  يريد أن يعرف قبل أن يريد أن يكتب. أو من يسعى للإحاطة بجميع جوانب مادته قبل أن يحدد ما هو مفيد للعلم وما هو مفيد للنشر وإنما هو الصحفي الذي يمتلك نفسا عاليا ومقدرة على التعمق والتحليل والبحث والوصول إلى تحقيقات متفردة وأفكار مبتكرة.

    رؤيتنا ..لدور الصحافة المتخصصة ، كانت وستظل ، إننا شركاء للتنمية وعنصر فعال في عملية اتخاذ القرار من خلال نقلها نبض واحتياجات المواطن بالإضافة لدورها في تسليط الضوء على الخدمات المتنوعة والمتطورة التي يقدمها القطاع لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة لذا لم ولن تبخل " عالم رقمي " في تقديم دعمها لتوفير الأدوات التكنولوجية اللازمة لتحسين أداء الصحافة المتخصصة وكذلك الدورات التدريبية لمواكبة التقنيات المتسارعة في هذا المجال لتكون الصحافة المصرية المتخصصة على قدم المساواة مع نظيرتها العالمية .

    ورغم الجدل الذي يثار - بين الحين والحين - حول مستقبل الصحافة المتخصصة ، والتي خرجت للنور في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ، في ظل كثرة الصحف اليومية الشاملة إلا أن الصحافة المتخصصة سيظل لها رونقها وبريقها لدى القارئ الذي يبحث عن المحتوى الجيد والعمق والتحليل في المعلومات التي يتم نشرها ، وليس مجرد  سرعة معرفتها ، ويتطلع إلى معرفة كل الآراء حول قضية محددة .

    ومن هنا فإن الصحافة التكنولوجية المتخصصة يجب النظر إليها باعتبارها صحافة التحليل والمناقشة لبلورة الأفكار والحلول الابتكارية القادرة على معالجة المشاكل المجتمعية وتكون إحدى الآليات المساعدة في عملية تطوير وتنمية القطاع ،المعنية بمتابعة أحداث ونقل أخباره ، من خلال مواد تحريرية ذات مضمون يحترم عقلية من يقرأه من متخصصين ناهيك عن دورها فى الحفاظ على المهنية المتخصصة للصحفي وجعلها قادرة على المشاركة والمساهمة ، عن وعي وفهم ، في كل القضايا الخاصة بالقطاع المتخصص به .

    ولدت فكرة .. إنشاء جريدة أسبوعية متخصصة فى مجال التكنولوجيا والاتصالات ليكون لها دور تفاعلي مع كل أطراف القطاع وأن تكون آلية جديدة لنشر ثقافة المعرفة والتكنولوجيا لاسيما أن السمة الرئيسية لعالمنا المعاصر هى تغلغل التكنولوجيا في مختلف نواحي الحياة وبات لها اليد العليا في تغيير نمط المعيشة وعلى الجميع التحرك بقوة لتأهيل نفسه للتعامل مع عالم جديد تعد فيه سرعة الوصول للمعلومات والتعامل معها بمثابة مكون رئيس للنجاح .

     في اعتقادي.. فإن التحدي في المستقبل الذي سيواجه الصحافة المتخصصة هو قدرتها على توضيح الفكرة، وبساطة العرض للتقنيات الحديثة ،بمعنى أنه يمكن لأي قارئ مهما كانت درجة تعليمه أو ثقافته أن يفهم موضوعاتها ببساطة، كما أن للكتابة التكنولوجية المتخصصة ضوابط أولها التبسيط سواء تقريب المفاهيم وتبسيط المصطلحات أو الأرقام أو الحقائق أو المعلومات، بجانب الالتزام بالدقة، لاسيما عند التعامل مع المصطلحات .. ناهيك أن أهم عوامل نجاح الصحافة المتخصصة هو " أنسنة" الموضوعات، بمعنى عدم التعامل معها على أنها أرقام جافة، أو معلومات مجردة، وإنما ربطها بالواقع "الإنساني" الذي تنبثق منه، ويتفاعل معها، مع استقصاء تأثيراتها الاجتماعية على حياة الأمم والأفراد، من حيث السلب والإيجاب، بحيث يكون "الإنسان" هو "البطل"..لا المصطلح التكنولوجي، أو الرقم .

    ختاما ..لا يسعنى إلا أكرر شكرى لجميع من ساهم في خروج واستمرار هذه الجريدة من كتيبة الصحفيين والعاملين بالجريدة وأصدقاء مخلصين وخبراء ومديري شركات الاتصالات و التكنولوجيا وجهات وطنية ومسئولين حكوميين ، كان لقناعتهم الشخصية بأهمية الشراكة الإعلامية، دور جوهري في تطوير وتنمية الصحافة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإنجاح تجربة " عالم رقمي " .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن