" عالم رقمى " ... والشمعة الحادية عشر

  •    بقلم : خالد حسن

    فى مثل هذا التوقيت من كل عام يمر على ذهنى شريط من الذكريات والتى يختلط بمزيج متفرد من اليقظة والحلم ولاحظات بها الكثير من الزهو والبعض منها لا يخلو من الالم ولكنها تظل من اهم الذكريات التى اود الاحتفاظ بها وتشعل دائما بداخلى حالة من الشغف والتفاؤل والارادة والتصميم على الاستمرار انها ذكرى اطلاق جريدة " عالم رقمى "  

    ويمر شريط الذكريات ، لنحو 11 عام ،  للامام للتوقف عند ايام كنا نقضيها متواصلة فى الجريدة مستيقظين ، بدون العودة لمنازلنا ، لاصدار الاعداد التجربيبة .. وايام نتابع فيها اعمال التجهيز لمعدات ومستلزمات الجريدة ..وساعات لاجتماعات مجلس التحرير مع الزملاء لتخديد الموضعات الخاصة بالعدد الجديد ولكن من احل الساعات هى التى كنا نقضيها لنقل خبراتنا فى مجال الصحافة المتخصصة لشباب الصحفيين حيث قررنا الاعتماد على نحو 45 شاب وشابه ، من احدث الخريحين ، لتكون القوة الاساسية لفريق العمل بالجريدة مدعما بعدد من القامات الصحفية واصحاب الخبرة فى بلاط صاحبة الجلالة والمتخصصين فى مجال تكنولوجيا المعلومات .

    وفيما يمكن وصفة بنقلة نوعية جديدة لصحافة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وللمرة الاولى فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية وفى نفس هذا الوقت ، وتحديد منذ سبتمبر 2007  ، نجحنا فى اصدار العدد الاول من جريدة " عالم رقمى " بوصفها الجريدة الاسبوعية الاولى ، مصريا وعربيا المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتى تصدر ياللغتين العربية والانجليزية ، وأصبحت مرأة تعكس واقع وتحديات وطموحات قطاع الاتصالات والتكنولوجيا المحلى واطلاله على التطور التكنولوجى الاقليمى والعالمى .

    وتزامنت هذه الذكرى السنوية " الجميلة " هذا العام مع قبول دفعة جديدة من زملاء الصحفيين العاملين بالجريدة بنقابة الصحفيين لتكلل احد جهود واهداف الجريدة على مدار السنوات الماضية بالنجاح فى حصول الزملاء من شباب الصحفيين العاملين بها على حقهم الطبيعى فى الانضمام الى نقابتهم وتحقيق احد اهم متطلبات العمل الصحفى الاحترافى والمهنى والامن .

    وعلى مدار السنوات الماضية حرصت " عالم رقمى " على تطوير كوادرها البشرية بما يتسق مع التطورات السريعة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقناعتنا ان الصحفى المتخصص ليس هو فقط الصحفى المهنى الذى  يريد أن يعرف قبل أن يريد أن يكتب. أو من يسعى للإحاطة بجميع جوانب مادته قبل أن يحدد ما هو مفيد للعلم وما هو مفيد للنشر وأنما هو الصحفى الذى يمتلك نفس عالي ومقدرة على التعمق والتحليل والبحث والوصول الى تحقيقات متفردة وأفكار مبتكرة.

    رؤيتنا ..لدور الصحافة المتخصصة ، كانت وستظل ، أننا شركاء للتنمية وعنصر فعال فى عملية اتخاذ القرار من خلال نقلها نبض واحتياجات المواطن بالاضافة لدورها فى تسليط الضوء على الخدمات المتنوعة والمتطورة التى يقدمها القطاع لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة لذا لم ولن تبخل " عالم رقمى " فى تقديم دعمها لتوفير الادوات التكنولوجية اللازمة لتحسين اداء الصحافة المتخصصة وكذلك الدورات التدريبية لمواكبة التقنيات المتسارعة فى هذا المجال لتكون الصحافة المصرية المتخصصة على قدم المساواة مع نظيرتها العالمية .

    ورغم الجدل الذى يثار - بين الحين والحين - حول مستقبل الصحافة المتخصصة ، والتى خرجت للنور فى نهاية الثمانيات من القرن الماضى ، فى ظل كثرة الصحف اليومية الشاملة الا ان الصحافة المتخصصة سيظل لها رونقها وبريقها لدى القارىء الذى يبحث عن المحتوى الجيد والعمق والتحليل فى المعلومات التى يتم نشرها ، وليس مجرد  سرعة معرفتها ، ويتطلع الى معرفة كافة الاراء حول قضية محددة .

    ومن هنا فان الصحافة التكنولوجية المتخصصة يجب النظر اليها باعتبارها صحافة التحليل والمناقشة لبلورة الأفكار والحلول الابتكارية القادرة على معالجة المشاكل المجتمعية وتكون أحد الاليات المساعدة فى عملية تطوير وتنمية القطاع ،المعنية بمتابعة أحداث ونقل أخباره ، من خلال مواد تحريرية ذات مضمون يحترم عقلية من يقراه من متخصصين ناهيك عن دورها فى الحفاظ على المهنية المتخصصة للصحفى وجعله قادرة على المشاركة والمساهمة ، عن وعى وفهم ، فى كافة قضايا الخاصة بالقطاع المتخصص به .

    ولدت فكرة .. إنشاء جريدة أسبوعية متخصصة فى مجال التكنولوجيا والاتصالات ليكون لها دور تفاعلى مع كافة اطراف القطاع وأن تكون آلية جديدة لنشر ثقافة المعرفة التكنولوجيا لاسيما وان السمة الرئيسية لعالمنا المعاصر هى تغلغل التكنولوجيا فى مختلف نواحى الحياة وبات لها اليد العليا فى تغيير نمط المعيشة و على الجميع التحرك بقوة لتأهيل نفسه للتعامل مع عالم جديد تعد فيه سرعة الوصول للمعلومات و التعامل معها بمثابة مكونا رئيسا للنجاح .

    ولعله من المهم ، فى هذه المناسبة ، ان اكرر على قارئنا العزيز بعض المعلومات الخاصة بجريدة " عالم رقمى " اذ ان رسالتنا الاساسية واضحة .. أن نكون اداة لانارة الطريق للراغبين فى البحث عما سيحدث غدا من متغيرات ربما تفوق تصورات العقول والأحلام  والخيال العلمى مستندين فى ذلك إلى الشواهد الحالية والرؤى التى ينادى بها البعض لمستقبل تتغلغل فيه تكنولوجيا المعلومات لكافة جوانب حياتنا اليومية مغيرة من نمط وأسلوب الحياة للأفضل .

    هدفنا .. كان جرئيا من إصدار هذه الجريدة ألا وهو مساعدة القراء - بكافة فئاتهم ومستوياتهم العلمية والعملية - للاستفادة مما يجرى حولنا فى العالم الرقمى والشبكات سواء أكان مستخدما عاديا للكمبيوتر أو يبحث عن الوسيلة المناسبة لتطوير مهاراته الذاتية فى عمله أو المؤسسة التى ترغب فى زيادة قدراتها التنافسية من خلال تحسين الإدارة بها والتميز والجودة فى منتجاتها .

    إستراتيجيتنا.. التى أعتمدنا عليها دائما فى تناولنا للقضايا الخاصة بهذا القطاع هو محاولة البحث دائما عن تمصير للمعرفة والتكنولوجيا بما يتناسب مع ظروفنا ومتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بمعنى أخر أننا سنرفع شعار التكنولوجيا من اجل التطبيق والاستفادة منها ومستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة  وليس التكنولوجيا من اجل التكنولوجيا كما سنحاول جاهدين أن نكون حلقة الاتصال بين كافة أطراف السوق " مستخدم – منتجين للبرامج – الجهات الحكومية – الجامعات " والتعبير عن تصورات ومقترحات الجميع بلا تحيز لتحقيق النهضة التكنولوجية وسد الفجوة الرقمية التى تعانى منها بلادنا .

    رغم التحديات ..نجحنا خلال العقد الماضى ، ليس فى مجرد البقاء والاستمرار ، ولكن فى التطوير ايضا لخدماتنا من خلال تزامن اطلاق موقع الكترونى للجريدة " www.alamrakamy.com " منذ اللحظة الاولى للاصدار الورق ، لادركنا مدى تزايد قاعدة القراء عبر المواقع الالكترونية ، مع تم مواكبة موجة تطبيقات الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية وتم اطلاق تطبيق  " عالم رقمى " لمستخدمى الهواتف الذكية الاجهزة المحمولة ،ليكون اول تطبيق متخصص فى مجال تكنولوجيا والاتصالات ، يتيج للمستخدمبن الانترنت المتابعة اللاحظية لكافة الاحداث والفاعليات والاخبار وكذلك المؤتمرات صوت وصورة " عبر تصويرها فيديو " .

    نأمل ..ونحن نحتفل مع القارئ العزيز واستقبال عامنا الثانى عشر أن نستطيع من خلال هذا المنبر من منابر المعرفة التى تتيحها جريدة " عالم رقمى " أن يكون لنا دور فى تقديم تغطية صحفية متميزة تسعى لتنمية القطاع وان يكون لنا بصمة واضحه ، لها تأثيره الكبير  ، فى تشكيل ملامح العصر القادم مطالبين الجميع بان يضعوا أيدهم معنا ونفتح أبواب الحوار والنقاش على كافة المستويات بنوع من المكاشفة والرغبة فى التقدم لصالح مستقبل أفضل للأجيال القادمة من شبابنا .

    نؤكد ان النجاح لم يكن سهلا ولا ميسرا بل أحتاج الى الكثير من العمل الجاد المحترف مهنيا والقادر على تنبى مفهوم الشراكة بين كافة اطراف قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعبير عن تحديات وامكانيات وقدرات هذا القطاع الاستراتيجيى لعملية التنمية البشرية والاجتماعية لوطننا .

    ومن خلال تجربتنا فى " عالم رقمى " تعلمنا أن الإصغاء إلى كافة الاراء وضرورة تغير وتطوير افكارنا ،بما نراه مناسبا ، إذا كنت بحاجة إلى ذلك من خلال فريق العمل التى تعمل معه والاستماع منهم اكثر ومحاولة نقل الخبرات لهم .

    فى اعتقادى.. فأن التحدى المستقبل الذى سيواجه الصحافة المتخصصة هو قدرتها توضيح الفكرة، وبساطة العرض للتقنيات الحديثة ،بمعنى أنه يمكن لأي قارئ مهما كانت درجته تعليمه أو ثقافته أن يفهم موضوعاتها ببساطة، كما ان للكتابة التكنولوجية المتخصصة ضوابط أولها التبسيط سواء تقريب المفاهيم وتبسيط المطلحات أو الأرقام أو الحقائق أو المعلومات، بجانب الالتزام بالدقة، لا سيما عند التعامل مع المصطلحات ناهيك أن أهم عوامل نجاح الصحافة المتخصصة هو " أنسنة" الموضوعات، بمعنى عدم التعامل معها على أنها أرقام جافة، أو معلومات مجردة، وإنما ربطها بالواقع "الإنسانى" الذي تنبثق منه، ويتفاعل معها، مع استقصاء تأثيراتها الاجتماعية على حياة الأمم والأفراد، من حيث السلب والإيجاب، بحيث يكون "الإنسان" هو "البطل"..لا المصطلح التكنولوجى، أو الرقم .

    ختاما ..لا يسعنى إلا أكرر شكرى لجميع من ساهم فى خروج واستمرار هذا الجريدة من كتبية الصحفيين والعاملين بالجريدة وكتاب الرأى و أصداقاء مخلصيين وخبراء ومديرى شركات الاتصالات و التكنولوجيا وجهات وطنية ومسؤوليين حكوميين ، كانت لاقناعتهم باهمية الشراكة الاعلامية، دور جوهرى تطوير وتنمية الصحافة المتحصصة فى مجال التكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانجاح تجرية " عالم رقمى " .

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن