التسول الالكترونى..وانهيار صناعة المحتوي

  • بقلم : خالد حسن

     

    هد العقد الاخير تزايد تحذير الكثير من مستخدمين منصات التواصل الاجتماعي العالمية من خطورة المحتوى الرقمي " لاسيما الفيديوها " الذى يتم بثه عبر العديد من المنضات والذى لا يتناسب مع تقاليد وعادات المجتمعات ناهيك عن الانهيار الاخلاقي والثقافي فيما يتم تقديمه من محتوى وظن البعض ان المحتوى الرقمي المدفوع  ربما يكون هو سفينة الانقاذ لصناعة المحتوى الالكترونى كألية مهمة لتمويل وتشجيع صناع المحتوي على اعداد وتقديم محتوى رقمي هادف ووايجابي يكون له تأثير مثمر على كافة فئات المجتمع .

    ومؤخرا جمعتنى جلسلة مع عدد من الاصدقاء و الزملاء الصحفيين حيث دار للحديث حول صناعة المحتوى الرقمي والتحديات التى تواجهها الصحافة المتخصصة وان المحتوى الذى يشهد حاليا كبيرا لا يمكن ان تستطيع المؤسسات الصحافية بمجراته أو منافستها سواء فى وسفالة فحش وصفاق المحتوى او فى عدد المشاهدين لهذا المحتوى والذى يمكن ان يتجاوز الملايين .

    ودلل زميل لى على ذلك بان هناك فيديو " السجادة " حيث تظهر فيه سيدة تخفى وجهها وتقوم بايهمام مشاهديها انه ستعلمهم كيفي غسيل السجادة ولكن فى الحقيقة هى لا تقوم بالعسيل السجادة بل تقوم بحركات لاظهار امكان معينة فى جسمها وتترك لمشاهديها التخيل كما يشاؤن وهم يشاهدون جسدها على مدار اكثر من 20 دقيقة وذلك من اجل ان تقوم هذه السيدة بحصد الملايين من الجنيهات من وراء ارتفاع عدد مشاهديها .

    وهنا تتدخل زميلة أخرى مؤكدة ان هناك المئات من السيدات التى تقوم بعمل فيديوها ما يسمي " الروتين اليومي لتنظيف المنزل " وهذه السيدات فى الحقيقة لا تقوم الا بمحاولات مستفرزة لعرض اجزاء من أجسامهم لجذب المزيد من المشاهدين   .

    واذا كان هذا خو حال الطبقة الفقيرة لاستغلال منصات التواسصل الاجتماعى من اجل ممارسة " الاستغلال الجنسى  الالكترونى " فماذا عمن يدعون انهم صناع محتوى الكترونى او مؤثرون وأن لديهم رسالة وهدفه وفى الحقيقة يقوم عدد كبير منهم بنمارسة أساليب " الاحتيال الالكترونى " وهذه هو الأخطر من وجهة نظري .

    فهولاء يلجاون الى تصوير كافة ابعاد حياتهم الشخصية ولا يمنعنون من اتفتعال المواقف والمشاكل من اجل جذب المشاهدين والمتابعين لهم وليس لديهم حدود فى التنازل عن أخص أمورهم الشخصية والمتعلقة  باينائهم وأسرهم  ولكن مع تاجع الاعلانات الرقمية وبالتالى حجم التمويل الذى يمكن ان يحصل عليه هؤلاء قام الكثير الى ابتكار حيلة جديدة ، ظهرت منذ نحو 3 سنوات على منصة تيك توك ، ولكن تشهد الان رواجا كبيرا من خلال قيام هؤلاء" المستولون الالكترونين الجدد " بفتح كاميرات هواتف  " بث مباشر " والتظاهر بالقيام باى شىء تافه او الحديث فى اى موضوع عبيط أو استغلال اى موقف وفتح باب النقاش حوله مع متابعيهم ، وطبعا تسخين الحوار لضمان جذب المشاهدة  والمتابعين، بالاضافة الى اطالة امد البث المباشر وطبعا لا يكفون عن تذكير المشاهدين بضرورة تقديم الهدايا عبر منصة " تيك توك " لمساعدتهم على الاستمرار فى تقديم هذا المجوى التافهه وكأنهم مساكين لا يحدون ما يأكلونه .

    وفى الحقيقة هؤلاء ممن يطلق عليه "صناع المحتوى " لا يجديدةن اى قواعد لتنظيم عملية اعداد وتقديم هذه المحتوى ناهيك عن عدم تحمل أى اعباء مالية لبث هذا المحتوى وجنى الالاف من الدولارات على حين ان اى مؤسسة صحفية ، كبيرة او متوسطة او صغيرة ، يطلع عينها فى اعداد المحتوى من جانب صحفيها ومراجعته وتصحيخه ونشره وتوزيعه وتتجمل الكثير من الاعباء المالية سواء لنشر هذا المحتوى عبر مواقعها الالكترونية أو التطبيق للاجهزة الذكية أو القيام بطباعته ورقيا هذا ناهيك عما تتحمل المؤسسات الصحفية من اعباء مالية ، بداية من المرتبات والضرائب بكافة أنواعها وتأمينات اجتماعية ورسوم تقنيين الأوضاع والخ .... ، وفى النهابة لايمكن ان تقدم المؤسسات الصحفية مثل هذا المحتوى الالكترونى الهابط على حين نترك الحبل على الغارب لكل من بريد ان يصنع محتوى الكترونى ويقدمه عبر منصات التواصل الاجتماعي ثم نحو ونشتكي من تراجع الذوق والأنهبار الاخلاقى الذى بات يتفشى فى مجتمعاتنا .

    لا اعرف ماذا يمكن ان يفعل " الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات" بالتعاون مع "المحلس الاعلي لتنظيم الاعلام " من ضروة اتحاذ اجراءات فورية ورادعة لتنظيم عملية تقديم المحتوى الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعيى العالمية ولا يكفى ان تصدر مصلحة الضراءل قرا بان كل من يتقاضى 500 الف جنيه وأكير من منصات التواصل الاجتماعى العالمية ، نظير نش محتواها الرقمى الهابط ، بفتح بطاقة ضريبية !

    فبالتأكيد ولا واحد ممن يطلقون على أنفسهم " صناع المحتوى الرقمي " سيذهب طواعيا الى مصلحة الضرائب كذلك فكما تقوم المصلحة من حساب الجرائد والصحف حساب الملكين وتفرض علينا تقديرات جزافية ،  ما أنزل الله بها من سلطان وعلينا نحن أن نثبت عدم صحة هذه التقديرات، فهل تستطيع مصلحة الضرائب القيام بنفس الشىء مع صناع المحتوى الالكترونى  الهابط او مع من يتسولون بصورة الكترونية ؟

     

    أتمنى ان تكون التحديدات الرقمية  والأزمات والضغوط التى تتعرض له الصحافة بصورة عامة والمتخصصة بصفة خاصة ، ممن يدعون انهم صنع " محتوى رقمي " ، هلى أجندة نقابة الصحفيين وهى تعد الورقة الخاصة بوقع ومستقبل حرية وإستقلال الصجافة للمشاركة بها فى الحوار الوطنى .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن