جايتكس 2022 ..والتحول من مستهلكين إلى مبدعين للتكنولوجيا

  • بقلم : خالد حسن

     

    هل حان الوقت أن يتحول العرب من مجرد مستهلكين للتكنولوجيا إلى مساهمين بقوة في مسيرة عملية الإبداع التكنولوجي ويضعوا أنفسهم على الخريطة العالمية للدول المنتجة للتكنولوجيا الحديثة؟ لاسيما أنهم بالفعل يمتلكون كل الإمكانات والمقومات التي تجعلهم دولا منتجة للتكنولوجيا، وقادرة على تطويرها وفقا لاحتياجات مجتمعاتهم المحلية والأسواق العالمية أيضا.

    وعلى مدار نحو سبعة وعشرون عاما أحرص دائما على المشاركة في فعاليات معرض " جايتكس دبي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، والذي أصبح اسمه جايتكس جلوبال 2022 "  ليس بوصفه فقط أحد أهم المعارض والمؤتمرات الدولية التي تهتم غالبية شركات التكنولوجيا الإقليمية والعالمية على التواجد به ، هناك نحو 5 آلاف شركة مشاركة ،  ولكن لكونه أيضا مرآة تعكس مدى التقدم التكنولوجي الذي باتت تشهده دولة الإمارات العربية وبصفة خاصة " إمارة دبي " ومنطقة الخليج العربي بصورة عامة فمن يتذكر تاريخ هذا المعرض في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وما كان عليه وعاصر التطورات الكبيرة التي كل من شهدها يدرك مدى تغلغل قطاع تكنولوجيا المعلومات في مختلف قطاعات الاقتصاد الخليجي ومدى قدرة الأدوات التكنولوجية على إحداث الفارق وتحقيق التنمية الشاملة ناهيك عن تطوير الخدمات الحكومية للمواطن بما يجعله أكثر قناعة بجدوى التنمية المعلوماتية والتفاعل معها أكثر .

    ولعل المتابع أيضا لمعرض "جايتكس" يجد تغيرا هيكليا في العارضين فحين كانت شركات التكنولوجيا والاتصالات العالمية ، العاملة في دبي تسيطر على غالبية المعرض  وكذلك أجنحة الدول المتقدمة تكنولوجيا مع وجود بعض شركات التكنولوجيا العربية ، هنا أو هناك على استحياء ، ولكن اليوم ، وعلى مدار العشر دورات الماضية ، نجد أن نحو 50 % وإن لم يكن 60 % مساحة المعرض مخصصة للمؤسسات الحكومية الإماراتية والتي تزداد عاما بعد آخر في درجة اعتمادها على التكنولوجيا لتطوير خدمات والتحول الإلكتروني وتطبيق برنامج الحكومة الإلكترونية تجسيدا لرؤية التحول الإلكتروني الشامل وبناء اقتصاد المعرفة القائمة على تعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة ومن ثمة فإن " جايتكس دبي " بات هو النافذة الرئيسية التي من خلالها تقوم دولة الإمارات باطلاع مختلف دول العالم على مسيرة التنمية المعلوماتية والتقدم بها .

    ومن المنتظر وفقا لما أعلنه عمر العلماء  ـ وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد ، ان تجمع النسخة الـ 42 من معرض " GITEX GLOBAL 2022 " والتي ستقام في الفترة من 10 – 14 أكتوبر الحالي بمركز دبي التجاري العالمي ، بين قادة العالم للتحدي والتعاون في اقتصاد الويب 3.0 " Web 3.0 economy " وهو أكبر إصدار له على الإطلاق يضم 5000 شركة من أكثر من 90 دولة موزعة على 26 قاعة و 2 مليون قدم مربع من مساحة العرض ، بزيادة غير عادية بنسبة 25 % مقارنة بالعام الماضي ، مما يدفع سعتها القصوى في المكان ، مما يجعله بالفعل أكبر معرض تقني في العالم .

    وفى اعتقادي سيقدم الإصدار 3.0 من جايتكس ، في عامه  الثانى والأربعين ، أكثر الترتيبات التمكينية على الإطلاق من خلال سبعة موضوعات متعددة التقنيات تتم تجربتها في Metaverse ، ومستقبل لا مركزي للإنترنت ، واقتصاد رقمي عالمي مستدام حيث يعكس الحجم القياسي للمعرض ، الذي يستمر خمسة أيام ، والتوسع المستمر طموحات حركة التحول الرقمي بالإمارات والمنطقة ، مثل المبادرات الحكومية مثل البرنامج الوطني للمبرمجين ، واستراتيجية دبي ميتافيرس ، و Next GenFDI التي تدفع دولة الإمارات إلى صدارة العالم ـ الاقتصاد الرقمي.

     

    كذلك من الإضافات الجديدة للمعرض إطلاق GITEX GLOBAL 2022 الجديد لـ X-VERSE بدعم مؤسسة TMRW بالتعاون مع Decentraland ، وهي واحدة من أكثر الرحلات metaverse غامرة في العالم التي تضم 28 علامة تجارية تجريبية ؛Global DevSlam ، أكبر ملتقى للمطورين والمبرمجين في الشرق الأوسط ومهيأ ليكون أكبر حدث عالمي للمبرمجين .

    وفي تصوري أن القفزات الكبيرة في حجم الاستثمارات التي نجحت شركات التكنولوجيا الناشئة بالمنطقة ، والتي تجاوز نحو 6 مليارات دولار ،  في جذبها على مدار السنوات الثلاثة الماضية ستشكل نواة استراتيجية في تعزيز عمليات التحول الرقمي للاقتصادية العربية حيث استحوذت الشركات الإماراتية على نصيب الأسد من مبلغ قياسي قدره 2.6 مليار دولار في تمويل شركات التكنولوجيا الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2021 ، وهي أرقام تؤكد وجود قاعة إضافية وزيادة بنسبة 30 % إلى 1000 عارض في معرض " جايتكس جلوبال "  لبدء التشغيل ويليها شركات التكنولوجيا المصرية الناشئة والتي جذبت نحو 2 مليار دولار ، على مدار السنوات الأربعة الماضية ، منها نحو 490 مليون دولار في عام 2021 ثم شركات التكنولوجيا الناشئة في السعودية والتي من المتوقع أن تحقق تضاعف في حجم الاستثمارات التي سيتم ضخها في هذه الشركات خلال العام الحالي والقادم .

    في النهاية نأمل أن تشهد الدورة القادمة لمعرض " GITEX GLOBAL " طفرة نوعية في شركات التكنولوجيا العربية التي تستطيع تقديم حلول ابتكارية تتناسب مع التوجه الحكومي لدول المنطقة نحو الرقمنة ودعم نحو العالم الافتراضي بما يخدم مصالح المواطن العربي وأن يكون المعرض نافذة واسعة لتواصل شركات التكنولوجيا العربية مع شركائها العالميين والدخول في التحالف من خلال ربط أصحاب المصلحة الجادين بالعقول وأصحاب المهارات الرقمية المتميزة والتي تذخر بها المنطقة ، ولاسيما في مصر  ، وتجسيد هذه الروابط في شراكات قابلة للتنفيذ .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن