استثمار فضائل رمضان المعظم

  •        نبضات

     

           بقلم : خالد حسن

    قال تعالى فى محكم التنزيل عن شهر رمضان المعظم " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ "

    وبعد أيام قليل سوف نستقبل أجمل وأعظم الضيوف ألا وهو شهر رمضان المعظم والذى يعد بمثابة مارثون الطاعات وعمل الطيبات ومضاعفة حصد الحسنات والثواب وهو فرصة لإعادة حسابات المرىء مع نفسه ومع غيره من البشر وجهاد النفس بشتى الطرق لتجنب السيئات والبعد عن النفاق والرياء وأرتكاب المعاصي والاخطاء .

    علينا استثمار فضائل شهر رمضان وصيامهمغفرة ذنوب ،عتق من النار ،فيه ليلة مباركة ، تستغفر لك الملائكة ،يتضاعف فيها الأجر والثواب ، لهذه الفضائل يعطيك دافعاً نفسياً للاستعداد له .

    شهر رمضان المعظم ..هو أهم شهور العام فهو شهر الصيام ، وصلاة القيام ، وقراءة القرآن الكريم  والتفكير والتأمل في آياته وما بها من تعاليم إلهية ، والإحسان ، والتراحم ، والتأخى ،والتعاون على البر والتقوى وإطعام الفقراء وتهذيب السلوك .

    ويتنظر المسلمون هذا الشهر المبارك بروحانيات عالية وبحفاوة وسعادة بالغة ، فهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وأخره العتق من النار ،وهى الجائزة الكبرى  التي ينتظرها الجميع ، والذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح فيه كل ابواب الخير والتضامن الاجتماعي.

    فى الحقيقة من أهم مظاهر شهر رمضان هو تجمع المسلمين فى المساجد لأداء الصلاة ، وبصفة خاصة صلاة القيام والتهجد ، والاستماع الى اراء العلماء والتعرف على صحيح الاسلام والعمل على مد جذور التعاون فيما بينهم ومن ثمة نأمل أن ننتهز ايام هذا الشهر الفضيل لعودة اللحمة إلى الشعب المصري ونبذ العنف لنعود كشعب واحد له مرجعية دينية واحدة ، وهى صحيح الإسلام وما يمثله الأزهر الشريف بعلمائه وأبنائه ، نريد أن تتجلى روحانيات رمضان في مد أواصر التفاهم والتعايش السلمي بين جميع أبناء الوطن وعدم الخلط بين مفهوم الاختلاف السياسى وعقائدنا الدينية ، والاعتماد عليه فى اصدار احكام وفتاوى دينية خاطئه ، وان نتعلم حقيقة ما جاءت به الرساله المحمدية التى من اهم اهدافها العداله والمساواه وتذويب الفوارق الاجتماعية والاقتصاديه بين بني البشر ...

    "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"

    وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الوطن والعالم فان التقارب بين جميع افراد المجتمع هى اهم ثمار شهر رمضان المبارك لذلك جعل الاسلام من مبداء التكافل الاجتماعي مصدرا واحيــاء لرابطة الاخوة في هذا المجتمع قال تعالى" إنما المؤمنون أخوه " فلا اخوه بدون تكافل اجتماعي لبناء واستقرار الوطن الذى يسعنا جميعا لذلك ينبغي القول بأن كل فرد في هذا المجتمع لا يجب يشعر بالعزله الاجتماعية أو يسعى اليها " بتصرفات ومماسات غير شرعية او قانونية ، لانه من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف التفاعل مع كل شرائح المجتمع ، بصرف النظر عن انتمائتها السياسية والاقتصادية ، بشرط الالتزام بمبدأ لا ضرر ولا ضرار .

    فنتطلع ، وفقا لظروف كل منا ، تخصيص مبلغ مقطوع من الدخل المادي لهذا الشهر لعمل بعض المشاريع الرمضانية مثل  صدقة رمضان  ، الاشتراك في مشروع إفطار صائم لشهر كامل ، حقيبة الخير وهي عبارة عن مجموعة من الأطعمة توزع على الفقراء في بداية الشهر  ، اعمار بيوت الله بالذهاب اليها والصلاة فيها الذهاب وتعلم فقه الصيام ( آداب وأحكام ) من خلال الدروس العلمية في المساجد وغيرها بالاضافة الى تهيئة من في البيت ، من زوجة وأولاد ، لهذا الشهر الكريم .( من خلال الحوار والمناقشة في كيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم – ومن حلال المشاركة الأخوية والتواصل مع الأهل والأصدقاء .

    وبالطبع يتميز الشعب المضرى ، بصورة عامة، بحبه لفعل الخير ومساعدة المحتاجين والبحث عن أوجه التكافل المجتمعى ولذلك نتمنى ان تنجح المؤسسات الخيرية والمؤسسات المجتمعية فى تخصيص جزء من اموال الذكاة والصدقات التى تصل اليها للتوسع اكثر فى اقامة مشروعات تنموية صغيرة ومتناهية الصغر بما يؤدى الى مساعدة الاسر الفقيرة على تجاوز حدود الفقر وخلق الالاف من فرص العمل للشباب والاسر الفقيرة وان يكون لديهم مصدر دخل مادى ثابت يساعدهم ويغنيهم بصورة نهائيه عن الحاجة الى المساعدة المالية وذلك بدلا من الأتركيز على التبرع  للمنشات العلاجية والمستشفيات والتى اعتقد انها تمتلك الادوات والاعلانات والقدرة منذ سنوات للحصول على ما تريده من تمويل ، ونحتاج لمعرفة هل تتناسب نتائجها مع حجم التمويل الذى جمعته ، على حين لا تمتلك الكثير من الاسر " المحتاجة " لنفس هذه القدرة علاوة على ان اغناء الاسرة سيجعلها قادرة على توفير العلاج لافراد العائله .

    فى النهاية نؤكد ان من أهم فضائل شهر رمضان أنه يساهم في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع وهذا يوثق العلاقات الاجتماعية بين الناس على مستوى الأسرة والعائلة والقرية والمدينة والدولة وعلى مستوى الأمة الإسلامية، وبذلك يتحقق المجتمع المتكافل الفاضل ومن ثمة فان نأمل ان القيم الإيمانية وقيم الحب والأخوة والإيثار والتعاون التى غرسها الصيام في المسلم خلال شهر رمضان ان تثمر عن مجتمع مصرى واحد مصدقا لقول رسولنا  محمد "صلى الله عليه وسلم " : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"

    بقى ان نسأل الله فى الشهر المعظم ان ..يتقبل منا الصلاة والقيام ورئيس الصفحة المؤجل من العدد 725 ..1صالح الاعمال ..

    اللهم أجعلنا من عتقاء شهر رمضان وبلغنا ليلة القدر و أرزقنا قدرك ..

    اللهم أررزقنى فيه رحمة الأيتام وإطعام الطعام وإفشاء السلام وصحبة الكرام ..

    اللهم أفتح لنا فيه أبواب الجنان وأغلق عنا فيه أبواب النيران ووفقنا فيه لتلاوة القرآن الكريم ..

    اللهم أجعل لنا فيه الى مرضاتك دليلا ولا تجعل فيه للشيطان علينا سبيلا وأجعل الجنة لنا منزلا ومقيلا..

    اللهم أنا نسألك الحسنة وزيادة ..ونسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ..

    اللهم ان نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلي أن تبلغنا رمضان وبارك لنا فيه وأعنا على صيامه..

    اللهم أرحم كل من كان معنا فى رمضان الماضى من أبائنا وأمهاتنا وجمبع أمواتنا وهم بين يديك الان

    اللهم أرزقنا حسن العمل فى رمضان وتقبله منا على الوجه الذي يرضيك عنا ..

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن