كيف تستفيد الصحافة العربية من ثورة الذكاء الاصطناعي؟ .. رؤية مستقبلية

  •  

     

    بقلم : د. عادل اللقانى

    خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

    [email protected]

     

    "في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بشكل غير مسبوق، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرّد أداة مساعدة، بل أصبح شريكًا حقيقيًا في غرف الأخبار وصناعة الإعلام من كتابة الأخبار إلى تحليل سلوك الجمهور، أصبح مايعرف بـ"الإعلام الذكي" عنوانًا لمرحلة جديدة تُعيد تشكيل المشهد الصحفي عالميًا ومحليًا. هذا التحول الرقمي لا يحمل فقط فرصًا ضخمة للمؤسسات الإعلامية العالمية والعربية ، بل يفرض أيضًا تحديات أخلاقية ومهنية ويطرح تساؤلات حول دور الصحفي التقليدي في المستقبل. في هذا التقرير، نستعرض كيف غيّر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة، ونرصد التجارب العالمية والعربية، مع تسليط الضوء على الفرص والمخاطر التي يحملها هذا التحول الذكي في مجال الإعلام العربى والتحديات امام ملاحقته لهذه الثورة التكنولوجية "

     

    ما هو الإعلام الذكي؟

    الإعلام الذكي هو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية في العمليات الإعلامية، من جمع المعلومات وتحليلها إلى إنتاج المحتوى وتوزيعه. الهدف هو تحسين دقة وسرعة وجودة العمل الصحفي، وخفض التكاليف، وتوفير محتوى أكثر تخصيصًا وتفاعلية للمستخدمين ، او بصورة اخرى هو استخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاج وتوزيع المحتوى الإعلامي. يشمل ذلك مجموعة من التطبيقات، مثل الخوارزميات التي تقترح الأخبار بناءً على اهتمامات المستخدم، والروبوتات الصحفية التي تكتب مقالات، وتقنيات تحليل المشاعر التي تقيّم ردود فعل الجمهور على المحتوى المنشور.

     

    ثورة الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الاعلامى والصحفى

    مع تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي وتحوله من مجرد أداة تحليلية إلى شريك فاعل في صناعة القرار والإبداع، بات من الضروري تسليط الضوء على كيفية إعادة تشكيله لصناعة الإعلام. "الإعلام الذكي ط لم يعد خيارًا بل أصبح واقعًا يفرض نفسه على المؤسسات الإعلامية الباحثة عن البقاء في سوق رقمي سريع التغير ، والاهم هو تلافى الاثار السلبية له  كما نوضح فيما يلى بعض الايجابيات والسلبيات :

    إنتاج المحتوى تلقائيًا : خوارزميات توليد اللغة الطبيعية (NLG) مثل GPT وBERT أصبحت قادرة على كتابة تقارير إخبارية بسيطة مثل نتائج المباريات أو الأسواق المالية خلال ثوانٍ، باستخدام قواعد بيانات لحظية. تعتمد هذه الأنظمة على إدخال بيانات عددية أو نصية وتوليد صيغة إخبارية منها ، تسريع النشر، تقليل الضغط على الصحفيين، وتغطية كمية كبيرة من الأحداث. الا ان هذه الخوارزميات قد تفتقر للسياق السياسي أو البشري العميق، كما أن الاعتماد الزائد عليها قد يؤدي إلى فقدان المهارات التحريرية لدى العاملين.

    تحليل توجهات الجمهور : باستخدام تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات الكبيرة (Big Data)تستطيع المنصات الإعلامية معرفة ما يفضله المستخدمون من خلال تتبع أنماط القراءة، الإعجابات، المشاركات، والوقت المقضي على كل محتوى. يمكن تقديم محتوى مخصص (Personalized Content) يعزز التفاعل، ويحسن تجربة المستخدم، ويرفع معدلات البقاء داخل المنصة. الا ان الخطر هنا يكمن في تكوين "فقاعات الرأي" أو "فقاعات الترشيح"، حيث يتعرض المستخدم فقط لما يتوافق مع رأيه، مما يضعف التنوع الإعلامي ويغذي الاستقطاب.

    كشف الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي : الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقوم بتحليل النصوص والصور ومقاطع الفيديو للتحقق من صحتها، عبر مقارنة المحتوى بمصادر موثوقة أو البحث عن أنماط التلاعب ولكنه أحيانًا يصعب على الخوارزمية التفريق بين السخرية والمعلومة الزائفة، أو التقارير السياسية المعقدة التي تتضمن سرديات متضاربة.

    الترجمة الفورية والتعليق الصوتي : تقنيات الترجمة الآلية القائمة على الشبكات العصبية أصبحت قادرة على تقديم ترجمة دقيقة إلى عدة لغات، مدعومة بتحليل السياق. كذلك يمكن للذكاء الاصطناعي توليد تعليق صوتي بنبرات متعددة تناسب المحتوى وهذا يؤدى الى تسهيل الوصول إلى المحتوى عالميًا، وخفض التكاليف الإنتاجية، وتقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة (مثل تحويل النصوص إلى صوت) ولكن ايا هناك بعض التراكيب اللغوية والاصطلاحات الثقافية لا تُترجم بدقة دائمًا، مما قد يؤدي إلى تشويه المعنى.

     

                                                                    تجارب عالمية رائدة

    شهدت العديد من وسائل الإعلام العالمية في السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا بفضل اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت أداة أساسية في تحسين جودة وسرعة إنتاج الأخبار. فقد استخدمت وكالات وصحف عالمية هذه التقنيات لتسهيل العمل الصحفي من خلال أتمتة تقارير البيانات، والتحقق من صحة الأخبار، وتخصيص المحتوى بما يلبي اهتمامات القراء بشكل أفضل واليكم بعضا من هذه التجارب الناجحة :

    وكالة الأسوشيتد برس (AP) -  : كانت تحتاج الى  أتمتة تقارير البيانات وإعداد تقارير مالية ورياضية بشكل يومي، ويتطلب هذا جهد كبير ووقت طويل لجمع البيانات وتحليلها وكتابة النصوص. ولذلك استخدمتAP  خوارزميات ذكاء اصطناعي لتحليل الأرقام والبيانات مثل نتائج المباريات أو تقارير الأرباح، ثم توليد نصوص إخبارية قصيرة ومباشرة بشكل تلقائي. هذا ساعد الصحفيين على توفير الوقت بحيث يتركوا للذكاء الاصطناعي المهام الروتينية، ويركزوا هم على التحقيقات المعقدة والقصص العميقة. مثلاً خلال موسم الانتخابات كان الذكاء الاصطناعي ينتج تقارير أولية بسرعة مما زاد عدد التقارير المنشورة وأدى إلى تغطية أوسع.

    واشنطن بوست - نظام "هيلو" (Heliograf) : تقوم الصحيفة على تغطية الأخبار العاجلة والمتغيرة بسرعة، مثل الانتخابات أو الأحداث الرياضية، وكانت تحتاج لتحديثات مستمرة على مدار الساعة. طورت الصحيفة برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى "هيلو" يقوم تلقائياً بتوليد تقارير إخبارية قصيرة بناءً على البيانات الواردة، مثل نتائج الانتخابات الجزئية أو تحديثات المباريات. تمكّنت الصحيفة من نشر آلاف التحديثات في الوقت الحقيقي دون الحاجة لتدخل بشري في كل مرة، مما خفض الضغط على فرق التحرير وزيادة سرعة تغطية الأخبار.

    الجارديان : كان امامها تحدى كبير يتمثل فى وجود كمية هائلة من الأخبار والمحتوى والمعلومات التي يصعب على البشر تحليلها كلها وتم استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لتحليل سلوك القراء، مثل المواضيع التي يهتمون بها، ومدة قراءة المقالات، وردود أفعالهم على المحتوى. وبناءً على هذه البيانات يتم تخصيص المحتوى لكل قارئ بشكل ذكي، بحيث يحصل كل شخص على الأخبار التي تهمه أكثر، مما يزيد من التفاعل والوقت الذي يقضيه في الموقع. كما استخدمت الجارديان  الذكاء الاصطناعى لتحليل النصوص والمقالات لاكتشاف الموضوعات الساخنة أو الاتجاهات الجديدة التي يمكن تطويرها إلى تقارير مفصلة.

    رويترز : التحقق من صحة الصور والفيديوهات كان يمثل اهم التحديات التى تواجهها الوكالة فى عملها اليومى وكذلك انتشار الأخبار المزيفة والفيديوهات المفبركة التي يمكن أن تضر بالمصداقية فقامت رويترز بتطوير أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على تحليل الصور والفيديوهات بسرعة، ومقارنتها بمصادر أصلية، والتأكد من صحتها أو كشف التلاعب ، قلل هذا بشكل كبير من نشر الأخبار الكاذبة، وحافظ على مصداقية الوكالة، كما ساعد المحررين على اتخاذ قرارات مبنية على حقائق دقيقة.

    صحيفة نيكاي (Nikkei) - تهتم بنشر تقارير اقتصادية أوتوماتيكية فى ظل سرعة تغيّر الأسواق المالية وحجم البيانات الاقتصادية الهائل. قامت بانشاء نظام يعتمد على  خوارزميات الذكاء الاصطناعي التى تقوم بتحليل بيانات السوق في الوقت الفعلي، مثل أسعار الأسهم ، وتقارير الأرباح، وتوليد تقارير مختصرة وفورية تعطي صورة واضحة للقراء ، وبذلك تمكنت الصحيفة من تقديم تغطية سريعة وموثوقة للأسواق المالية تساعد المستثمرين والمهتمين باتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة.

    تجارب العالم العربى

    بدأت عدة دول عربية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين العمل الإعلامي من خلال تطبيقات مختلفة، تحاول هذه الدول تطوير الإعلام وجعله أكثر دقة وسرعة في تقديم الأخبار التي تهم الجمهور، وفيما يلي بعض التجارب العربية في هذا المجال:

    الإمارات العربية المتحدة : بعض وكالات الأنباء بدأت تستخدم برامج ذكية تكتب الأخبار البسيطة تلقائيًا، مثل أخبار الطقس والرياضة. كما أن الإمارات تستثمر في تدريب الصحفيين على استخدام التكنولوجيا الحديثة ومنها الذكاء الاصطناعي.

    السعودية : قناة "الإخبارية" السعودية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الأخبار وكشف الأخبار الكاذبة، وهذا يساعدها في تقديم محتوى أكثر دقة. وتسعى السعودية لتطوير الإعلام الذكي ضمن خططها للتحول الرقمي.

    مصر : بعض الصحف والمواقع الإلكترونية مثل "اليوم السابع" و"مصراوي" تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تفاعل الجمهور، وتقديم الأخبار التي تهم الناس أكثر.هذه التقنيات تساعدهم على معرفة المواضيع التي يحبها الجمهور وتقديمها بطريقة أسرع.

    التحديات الأخلاقية والقانونية

    رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، إلا أن استخدامه يثير عددًا من القضايا الأخلاقية والقانونية التي لا يمكن تجاهلها. فمع تزايد الاعتماد على الخوارزميات تظهر تساؤلات مهمة حول التحيّز، والخصوصية، ومصداقية المحتوى، ومستقبل الصحفيين في ظل الأتمتة المتزايدة.

    التحيّز الخوارزمي : إذا تم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على بيانات تحتوي على تحيّزات، فستكرر هذه التحيّزات في نتائجها، مما يؤدي إلى تغطية غير عادلة أو عنصرية أحيانًا.

    مصداقية المحتوى المنتَج آليًا : هل يجب أن يُفصح عن أن المقال أو التقرير كتبه روبوت؟ الشفافية هنا مسألة حيوية لبناء الثقة بين الوسيلة الإعلامية والجمهور.

    خصوصية البيانات : استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين يتطلب الوصول إلى بياناتهم، ما يثير تساؤلات حول الخصوصية وحماية المعلومات الشخصية.

    مصير الصحفيين والوظائف الإعلامية : هناك مخاوف متزايدة من أن الأتمتة والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعى ستُقلّص عدد العاملين في غرف الأخبار، خاصة في المهام المتكررة والبسيطة، لكن في المقابل ستُفتح فرص جديدة في مجالات مثل تحليل البيانات، وتحرير المحتوى الناتج عن الآلة.

    آفاق مستقبلية واسعة

    من المتوقع أن يتعمق دمج الذكاء الاصطناعي في الإعلام خلال السنوات القادمة، مع الاعتماد المتزايد على الواقع المعزز والميتافيرس في التغطيات الإعلامية، إلى جانب تطوير أدوات تفاعلية تعزز من تجربة المستخدم. ونستطيع القول ان الذكاء الاصطناعي لم يصل بعد إلى أقصى قدراته لكن المستقبل القريب يحمل العديد من التغيرات المحتملة نوضح بعضها فيما يلى :

    الروبوتات الصحفية المتقدمة: ستصبح قادرة على تغطية الأحداث الميدانية باستخدام الكاميرات والطائرات بدون طيار وتحليل المحتوى لحظيًا وقد نرى روبوتات أو طائرات مسيّرة تغطي الأحداث ميدانيًا، خاصة في الأماكن الخطرة، مثل مناطق الحروب أو الكوارث.

    إعداد نشرات إخبارية مخصصة لكل شخص : سيصبح من الممكن أن يحصل كل فرد على نشرة إخبارية تناسب اهتماماته، مثل الرياضة أو الاقتصاد أو السياسة، وتُرسل له مباشرة بشكل تلقائي.

    صحافة الواقع الافتراضي : بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز قد يتمكن الجمهور من "العيش داخل الحدث" ومشاهدته بطريقة ثلاثية الأبعاد.

    دمج الذكاء الاصطناعي في التحرير التلفزيوني : برامج الذكاء الاصطناعي ستقوم قريبًا بإخراج النشرات، واختيار الزوايا والكاميرات، بل وربما تقديم النشرة نفسها بصوت وصورة اصطناعية.

    الأخبار المُخصصة لحظيًا: ستتمكن الأنظمة من توليد نشرات إخبارية موجهة لكل فرد بحسب اهتماماته وظروفه في اللحظة الراهنة.

     

    تحديات الإعلام العربي لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي

    ولكي يتمكن الإعلام العربي من مواكبة الثورة الرقمية التي يقودها الذكاء الاصطناعي، لا يكفي فقط تبني الأدوات الحديثة، بل يتطلب الأمر رؤية شاملة تبدأ من تطوير البنية التحتية وتنتهي ببناء كوادر قادرة على استخدام هذه التقنيات بكفاءة ومسؤولية. فيما يلى بعض من الخطوات الأساسية التي يجب أن تتخذها المؤسسات الإعلامية العربية لتكون جزءًا من هذا التحول الذكي :

    تطوير البنية التحتية التقنية :لابد ان تستثمر المؤسسات الإعلامية في تجهيز بيئات تقنية متطورة، مثل الحوسبة السحابية، قواعد البيانات الضخمة، وأدوات التحليل الذكي مع وجود أنظمة متكاملة تسمح بجمع ومعالجة البيانات بسرعة، وهذا أساس لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.

    تدريب وتأهيل الصحفيين : إقامة ورش عمل ودورات تدريبية مستمرة للصحفيين لتعليمهم مهارات الذكاء الاصطناعي، مثل كيفية استخدام أدوات التوليد الآلي للمحتوى، التحليل البياني، والتحقق من الأخبار، وتدريبهم على التعامل مع البيانات الضخمة وكيفية استغلالها في بناء قصص صحفية أكثر عمقًا.

    تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية : البدء باستخدام برامج وأدوات تساعد في كتابة التقارير التلقائية في المجالات الروتينية (مثل الأخبار الرياضية أو المالية).

    تحليل سلوك القراء وتخصيص المحتوى، والتحقق من صحة الأخبار والصور والفيديوهات.هذه الأدوات تساعد على تحسين سرعة الإنتاج وجودة المحتوى.

    تعزيز التعاون بين الصحفيين والتقنيين : تشكيل فرق عمل مختلطة تجمع بين الصحفيين والمبرمجين وخبراء الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول متخصصة تناسب خصوصية الصحافة العربية.هذا التعاون يضمن فهم أفضل لاحتياجات العمل الصحفي وتقديم أدوات ذكية عملية.

    الاهتمام بالأخلاقيات والشفافية : وضع معايير واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، مثل توضيح متى يكون المحتوى مولدًا آليًا، والتأكد من عدم التحيز في الخوارزميات ، وحماية خصوصية المستخدمين وعدم استخدام البيانات الشخصية بشكل غير مسؤول.

    تشجيع البحث والابتكار المحلي : دعم المشاريع البحثية المحلية لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي تناسب اللغة العربية واللهجات المحلية، لأن معظم الأدوات العالمية لا تدعم العربية بشكل جيد ، هذا قضلا عن التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية لخلق بيئة ابتكار صحفي ذكي.

    مواكبة التجارب العالمية وتكييفها : متابعة أحدث التطورات والتجارب في الصحافة العالمية (مثل واشنطن بوست، الأسوشيتد برس، الجارديان) ومحاولة تكييف هذه التجارب لتناسب الواقع العربي والاستفادة من قصص النجاح والفشل لتجنب الأخطاء وتطوير استراتيجيات ناجحة.

    تحسين الوصول إلى الإنترنت والتقنيات الرقمية : دعم مشاريع تحسين البنية التحتية للإنترنت في الدول العربية، خصوصًا في المناطق التي تعاني من ضعف الاتصال، لأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات ضخمة واتصال مستمر.

     

    "فى الختام يمثل "الإعلام الذكي" نقلة نوعية في صناعة المحتوى، حيث يجمع بين سرعة التكنولوجيا ودقة التحليل من إنتاج الأخبار آليًا، إلى تخصيص المحتوى ،وكشف التضليل الإعلامي. وقد أثبتت التجارب العالمية والعربية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكًا فعّالًا للصحفي لا بديلًا عنه إذا ما استُخدم بوعي،و لكن هذا التحول لا يخلو من تحديات أخلاقية ومهنية أبرزها مصداقية المحتوى، تحيّز الخوارزميات، وخصوصية المستخدم. ولتستفيد الصحافة العربية من هذه الثورة لا بد من تطوير البنية التحتية، وتأهيل الكوادر، وتعزيز التعاون بين الصحفيين والتقنيين. ورغم ان الذكاء الاصطناعي قد غيّر قواعد اللعبة لكن مستقبل الإعلام سيظل مرهونًا بقدرتنا على الجمع بين التقنية والضمير المهني وبين التطور والإنسانية ومواجهة التحديات العديدة "

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن