المستقبل .. وابتكارات الذكاء الاصطناعي

  •        بقلم : خالد حسن

    لم يعد سرا ان تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الالة والتعليم العميق سيغير هيكل سوق العمل العالمي  ويلغي ويتيح عشرات الملايين من فرص العمل حيث يتوقع متخصصون أن تشهد سوق العمل مستقبلًا، تغييرات جذرية مرتبطة بالقفزات التكنولوجية الكبيرة والتطور العلمي، لاسيما وانه سبق أن قدرت شركة "ماكينزي للاستشارات العالمية "  أن ما بين 400 إلى 800 مليون شخص حول العالم سيخسرون وظائفهم بحلول العام 2030 مع تزايد تغلغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة  . 

    ومن ثمة فإن تأهيل وتدريب مواردنا البشرية على هذه التقنيات الجديدة لم يعد خيارا متاحا وإنما أصبح بمثابة " لغة المستقبل " وضرورة تقتضيها ما نعيشه حاليا من تطورات عالمية في خضم ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة والتي تقودها تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والطباعة ثلاثية الابعاد والجبل الخامس للاتصالات اللا سلكية " 5G " .

    وفي هذا الإطار رصدت مؤسسة "جارتنر" العالمية للأبحاث التكنولوجية في تقريرها الجديد (هايب سايكل) للذكاء الاصطناعي للعام 2021 أربعة توجهات تعتقد أنها ستكون المسئولة عن توجيه دفة الابتكار على المدى القريب على صعيد الذكاء الاصطناعي "  Artificial Intelligence".

    وتضم هذه التوجهات كلا من الذكاء الاصطناعي المسئول، ومنهجية التعامل مع البيانات المحدودة والواسعة، وتفعيل منصات الذكاء الاصطناعي، وأخيرا، الاستخدام الفعّال لموارد البيانات والنماذج والحوسبة.

     

    فبالنسبة للذكاء الاصطناعي المسئول فلا تزال قضايا مثل زيادة درجة الثقة، والشفافية، والعدالة، وقابلية التدقيق في تقنيات الذكاء الاصطناعي تحظى باهتمام متزايد لدى مجموعة واسعة من الأطراف ذات الصلة. ولذا، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي المسئول يساعد في تحقيق العدالة، على الرغم من وجود التحيّز في البيانات المعتمدة، وكسب الثقة على الرغم من استمرار تطورات أساليب الشفافية والمساءلة، وضمان الامتثال التنظيمي على الرغم من الطبيعة المبنية على الاحتمالات للذكاء الاصطناعي" وتتوقع شركة "جارتنر" أنه وبحلول 2023 سيتعيّن على الفرق المشرفة على تطوير الذكاء الاصطناعي وأعمال التدريب أن تُظهر خبراتها في مجال الذكاء الاصطناعي المسئول.

    على حين أن الاتجاه الثاني وهو " البيانات المحدودة والواسعة " حيث تمثّل البيانات أساس مبادرات الذكاء الاصطناعي الناجحة إذ يمكن لمنهجيات البيانات المحدودة والواسعة توفير تحليلات وذكاء اصطناعي أكثر تطورا، وتحدّ من اعتماد المؤسسات على البيانات الضخمة big data، وتُقدّم إدراكا أكثر اكتمالا وإلماما بالحالة الراهنة. ووفقا لما أوردته شركة "جارتنر"، فإنه وبحلول 2025 فإن قرابة 70% من المؤسسات ستكون مقتنعة بتحويل تركيزها من البيانات الضخنة الى البيانات المحدودة والواسعة ، مما يتيح مزيدا من السياقات للتحليل وجعل الذكاء الاصطناعي أقل اعتمادا على البيانات.

    اما بالنسبة للتوجه المتستقبلي الثالث " تفعيل منصات الذكاء الاصطناعي " فإن الحاجة الماسّة والمُلحّة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل التحول الرقمي للأعمال  يعزّز من الحاجة إلى تفعيل منصات الذكاء الاصطناعي وهذا ما يتطلب الانتقال بمشاريع الذكاء الاصطناعي من مرحلة المفهوم إلى مرحلة الإنتاج، يما يتيح الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات على مستوى المؤسسة .

    ولعل أهم ما كشفت عنه دراسة "جارتنر" أن نصف مشاريع الذكاء الاصطناعي فقط تنجح في تجاوز المرحلة التجريبية إلى مرحلة الإنتاج، وأن تلك التي تنجح في ذلك تستغرق مدة تمتد إلى قرابة تسعة أشهر لتحقيق ذلك كما أن بعض الابتكارات مثل منصات ميكنة وتنسيق الذكاء الاصطناعي AIOAP وتشغيل النماذج ModelOps أتاحت إمكانية إعادة الاستخدام، وقابلية التطوير، والحوكمة، مما يسهم في نمو وتسريع وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي".

    وأخيرا فان الاتجاه الرابع الذي سيرسم مستقبل الذكاء الاصطناعي هو " الاستخدام الفعّال للموارد " حيث بالنظر إلى حجم ودرجة تعقيد البيانات، والنماذج، وموارد الحوسبة المستخدمة في تنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي، إن الابتكارات في ميدان الذكاء الاصطناعي تتطلب الاستغلال الأمثل لهذه الموارد المتاحة وبأعلى درجات الكفاءة. كما أن بعض المفاهيم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مثل تعدّد الخبرات، والذكاء الاصطناعي المركّب، ومولّدات الذكاء الاصطناعي ومحوّلاته تلقى اهتماما متزايدا في أسواق الذكاء الاصطناعي، وذلك لما تمتلكه من قدرات في مجال إيجاد الحلول لقائمة عريضة من المشكلات التي تواجه الأعمال، وبأساليب أكثر فعالية.

    في النهاية نؤكد أن امتلاك مواردنا البشرية المهارات اللازمة لتقنيات التعلم العميق للآلات والذكاء الاصطناعي هي بمثابة المفتاح الذهبي  للحصول على وظيفة مناسبة فى المستقبل القريب فهذه التقنيات المستقبلية ستسهم بتغيير طبيعة العمل في مختلف المجالات، ويجب على الشباب تعلم المهارات المطلوبة في المستقبل وتطوير أفكار جديدة تعزز من قدرتهم على المساهمة الفاعلة في مجتمعاتهم المحلية وبناء عالم أفضل وأكثر استدامة يعتمد بصورة أساسية على الرقمنة و المعلومات " اقتصاد المعرفة " مع الاخذ فى الاعتبار تسارع التوجهات العالمية للاعتماد على المهارات المتخصصة والمرتكزة على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وأهمها تقنيات الرويوت والذكاء الاصطناعي و تعلم الآلة وتحليل البيانات وغيرها .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن