كتب : رشا حجاج
انتشرت ظاهرة جديدة بين الطلاب في المدارس حول العالم خلال الأسابيع الماضية، حيث بدأوا يرددون بشكل جماعي عبارة "6-7"، ما أثار استياء عدد كبير من المعلمين وخلق حالة من التحدي داخل الصفوف الدراسية.
وبدأ الطلاب بترديد العبارة أثناء الحصص الدراسية، في لحظات عشوائية، وأثناء الاستراحات، بشكل أثار ارتباك المعلمين، وأدى إلى تعطيل الحصص الدراسية أحياناً، فضلاً عن ظهور الجملة خارج إطار المدرسة، لتصبح الأكثر شعبية بين جيل ألفا حالياً للرد على الكثير من الأسئلة.
تعود أصول هذه الظاهرة إلى أغنية الرابر الفيلادلفي سكريلا بعنوان "Doot Doot (6 7)"، التي تتضمن عبارة "six-seven" بشكل متكرر، دون أن تكون لها أي دلالة واضحة أو معنى محدد وسرعان ما تبناها الطلاب على شكل صيحة جماعية، لتتحول إلى ترند واسع على تطبيقات مثل "تيك توك" و"إنستجرام"، حيث يصور المراهقون أنفسهم وهم يرددون العبارة، ويرقصون على أنغامها، أو يستخدمونها في مقاطع كوميدية قصيرة، ليصبح "6-7" رمزاً مشتركاً بين أبناء جيل ألفا.
لم يكن الربط بالأغنية هو التفسير الوحيد هنا، بل تباينت التفسيرات بين مستخدمي الترند، فالبعض ربط العبارة بطول لاعب كرة السلة لاميلو بول الذي يبلغ 6 أقدام و7 إنشات، فيما اعتبرها آخرون مجرد تعبير ساخر عن الأشياء العادية أو المتوسطة ومع ذلك، يبقى المعنى الحقيقي للعبارة غامضاً، ما زاد من قوتها كرمز اجتماعي محدود الاستخدام بين التلاميذ داخل المدارس.
من ناحيتهم، أعرب قطاع عريض من المعلمين عن انزعاجهم الشديد من الظاهرة، حيث وصف بعضهم تكرار العبارة بأنه يشبه "وباء داخل الصفوف"، مؤكدين أن أي ذكر للأرقام 6 أو 7 يثير استجابة جماعية فورية من الطلاب.
وأبلغ معلم علوم في أحد المدارس أن الطلاب يرددون "6-7" في كل حصة تقريباً، ما اضطره إلى دمج العبارة في نشاط جماعي حيث يجيب الطلاب "6" والصف يرد "7".
معلمون آخرون أشاروا إلى تكرار العبارة في الفصول الابتدائية والمتوسطة، مع انتشار مقاطع فيديو على TikTok تُظهر طلاباً يرددون العبارة أثناء الحصص الدراسية أو في ساحات المدرسة، ما دفع بعض المدارس إلى حظر استخدامها مؤقتاً.
ابتكر بعضهم أساليب تربوية مبتكرة للتعامل معها، مثل إلزام الطلاب بكتابة العبارة عدة مرات كنوع من العقوبة الرمزية، أو إدماجها في أنشطة إيقاعية لامتصاص طاقاتهم.
وامتدت الظاهرة لتصل إلى وسائل الإعلام والترفيه، حيث عرضت برامج مثل "South Park" و"Abbott Elementary" لقطات تسخر من هذا الترند، مؤكدة مدى انتشاره وتأثيره على ثقافة المراهقين.
فيما أشار خبراء اللغة والاتصال الاجتماعي إلى أن تريند "6-7" مثال على كيف يمكن للعبارات عديمة المعنى أن تصبح رموزاً اجتماعية، تمنح الطلاب شعوراً بالانتماء والمرح، دون أن تحمل بالضرورة أي تهديد للتعليم أو التحصيل الدراسي.








