أخطاء الأطباء ..والمريض حقل التجارب

  •        بقلم / محمد حنفى

    لم اعتاد تناول أي تفاصيل عن حياتي الخاصة ، ولكن التجربة التي سأكتب عنها حالياً أكثر تجربة مؤلمة مرت بي في حياتي، ولم يعلم عنها حتى أقرب المحيطين بي والذين أتعامل معهم بشكل يومي، لكني سأكتب تفاصيلها عسى أن يستفيد منها شخص أو تنقذ حياة إنسان.

    منذ 3 شهور، وأثناء سفري مرضت والدتي وكتب لها أحد الأطباء مجموعة من الأدوية خاصة بالتهابات الأعصاب بالإضافة إلى أدويتها الدائمة الخاصة بالقلب والضغط وما إلى ذلك. وبعد رجوعي من السفر وحتى أسبوع مضى، كل يوم زيارة او استشارة طبيب وأشعات وتحاليل، وكل يوم تزداد الحالة سوءاً، إلى أن أصبحت غير قادرة تماماً على الحركة ولا حتى أن تتقلب في السرير، هذا بالإضافة إلى كمية الآلام المبرحة الغير محتملة، حيث أن عرق النسا من أشد الأمراض إيلاماً وأقوى المسكنات لم تقلل من حدة الألم. كل ذلك ونحن عاجزون معدومي الحيلة يقتلنا الألم ونحن نشاهد أعز الناس يبكي من الألم ونحن مكتوفي الأيدي.

    ثم يأتي طبيب جديد ويسخر من أدوية الدكتور الذي سبقه، ويأتي طبيب لاحق يلغى ما كتبه من قبله، وهكذا تستمر الحالة من سئ لأسوأ، ويشير أحد الأطباء إلى ضرورة إجراء عملية جراحية في العمود الفقري، وعند سؤاله هل تحتمل حالتها العملية يرد : "ده قراركم"، نعم قرارنا !!! ولكن هل ستتحمل العملية؟ يقول لا. ويتكرر السيناريو مع أكثر من طبيب.

    أذكر موقف من أصعب المواقف التي مرت علي أثناء تلك التجربة، أنها كانت في منزلي ووقعت على الأرض ولم أستطع حملها، وظلت ملقاة على الأرض لمدة 5 ساعات، ونحن بجوارها عاجزين، حتى استطعت في النهاية حملها مع بعض الإصابات في عمودي الفقري.

    وكنت بحكي لصديق لي عن هذا الموقف، أخبرني أن تدهور حالتها لهذه الدرجة قد يكون بسبب أدوية باسط العضلات، مما يجعل جسمها كله في حالة استرخاء كامل.

    بدأت مرحلة مراجعة أدويتها من خلال البحث على الانترنت واستشارة الأقارب والمعارف من الأطباء والصيادلة، وكانت الكارثة أننا تيقنا أن الحالة كانت تتدهور بسبب الأدوية. نعم بسبب الأدوية.

    وبدأنا تغيير أدويتها، وإعطائها الأدوية اعتماداً على ما توصلنا إليه في رحلة البحث والفهم لتأثير كل دواء على حده وتأثير الأدوية مجتمعه معاً. 

    بالفعل تحسنت حالتها من ناحية تراخي جسمها الشديد، لكن الألم المبرح مازال موجود، ولابد من العملية، ولن تتحمل العملية.

    وأثناء تلك المرحلة من الحيرة كان هناك اقتراح من بعض المعارف عن إمكانية علاج مشكلة العمود الفقري بطرق بدائية جدا، يقوم بها أشخاص بسيطة جدا، وعرفنا منهم وجود شخص في المنوفية، وآخر في كفر الدوار وأخرى في العامرية. وأثناء اليأس الكامل بدأنا البحث عن هؤلاء الأشخاص، وقابلت مجموعة من الناس الذين تم علاجهم بهذه الطريقة، وكلهم أجمعوا أن تأثير تلك الطريقه كانت كالسحر لعمودهم الفقري.

    لم يكن هناك حل مطروح غير تجربة تلك الطريقة، وكنت مرعوب  من تلك التجربة خصوصاً بعد معرفتي بتفاصيل طريقة العلاج. حيث يقوم المعالج بالضغط باستخدام قطعة خشبية على الظهر، ثم يطلب من شخص وزنه اكثر من 85 كيلو أن يقف بكعب رجله على مواضع معينة في الظهر، ويقفز في مكانه بدون أن يغادر كعبه ظهر المريض.

    كانت المعجزة بعد القيام بتلك التجربة أول مرة، تحول الآلام المبرحة لآلام بسيطة محتملة تظهر من وقت لآخر. وفي زيارته الثانية لمنزلنا، اجتمع الأقارب والمعارف ممن يعانون من آلام العمود الفقري، وسبحان الله الشافي أن التجربة نتيجتها كانت مذهلة للجميع.

    فلله الحمد والشكر، فانتبهوا ولا تكونوا على ثقة عمياء فيما يكتب الطبيب – مهما ذاع صيته - من أدوية وخاصةً مع كبار السن، وكفانا الله وإياكم زيارة الطبيب. ولا أرانا الله سوءاً في أي شخص.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن