جهود التحول الرقمي وأثرها الكبير على ركائز الاستدامة الأربعة " 1-2 "

  • بقلم : بيج مورس

    رئيس قسم التسويق الصناعي، قطاع الكيماويات فى " أسبن" تكنولوجيز

     

    تبرز الاستدامة كموضوع عمل حاسم هذه الأيام، فقد باتت العديد من الشركات تركز مواردها واستثماراتها نحو خفض الانبعاثات الكربونية، والاستفادة من النفايات والطاقة في عمليات الإنتاج الخاصة بها. ويمكن تطبيق هذا المفهوم الهام على نطاق واسع في عمليات الشركة، خاصةً عند النظر في الخط الأساسي الثلاثي الذي يقيس تأثير عمليات الشركة على الأرباح والأشخاص وكوكب الأرض.إن جهود الاستدامة تؤثر على أربعة مجالات رئيسية داخل بيئات التصنيع هي: كفاءة العمليات، والأعمال التجارية، والمواهب، والسلامة. وعلى الرغم من أن استدامة الطاقة قد تكون هدفاً محدداً وواضحاً لبعض المؤسسات، إلا أن هناك مجالات أخرى تستفيد أيضاً من جهود الاستدامة التي تستهدف قطاع الطاقة، والعكس بالعكس.

    منذ وقت طويل، تساعد الأدوات الرقمية في تحقيق أهداف الاستدامة، حيث إن الكثير من جهود التحول الرقمي تهدف دائماً إلى الارتقاء بمستويات الكفاءة. وليس بالأمر الجديد أن تساهم الأدوات الرقمية في توفير هذه القيمة المضافة للمؤسسات. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن نتائج التوفير في استهلاك الطاقة كانت تقاس بالدولار فقط، إلا أن الصناعة باتت تتحرك ببطء نحو مقاييس أكثر تحديداً للعمليات ومعدلات الطاقة التي يتم توفيرها.

    إن معظم التطورات الحاصلة في عمليات التحول الرقمي تنتهي بتحقيق فوائد ملموسة في مجالات مختلفة. وإن العمليات التي تؤدي إلى خفض استهلاك الطاقة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الأرباح التجارية. كما إن العمليات - مثل أتمتة المعرفة - والتي تعمل على تسريع وتيرة دمج الموظفين الجدد أو تساهم في توفير المزيد من التوجيه التقني حول آليات العمل، لا تساهم فقط في جذب المهارات والكفاءات والحفاظ عليها، بل تساعد أيضاً في الحد من الأخطاء اليدوية غير المقصودة في أرض المصنع. إن المجالات الرئيسية الأربعة في بيئات الإنتاج والتصنيع (كفاءة العمليات، والأعمال التجارية، والمواهب، والسلامة) ترتبط ببعضها البعض من خلال التحول الرقمي، كما إن أربعتها بحاجة ماسة إلى زيادة مستوى الاستدامة.

    تميزت التكنولوجيا لسنوات بقدرتها على ربط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعمليات مختلفة. ومع ذلك، ونظراً لأن الخطأ في الجانب "الأخضر" أي الجانب المستدام من العمل بات هو المعيار، فقد بدأت المؤسسات تتطلع وبشكل متزايد للحصول على فهم أوضح للأهداف الهامة، وباتت تتطلع لوجود مقاييس خاصة لقياس انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون على لوحات التحكم والمعلومات الخاصة بها. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، تطالب مجالس إدارة الشركات بوجود هذا النوع من العمليات والقياس، ويتطلعون للحصول على قياسات ونسب لا ترتبط بالضرورة بالأرباح والدولارات.

    إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة المستهلكة في العمليات هي الأكثر وضوحاً بطبيعة الحال، إلا إن مقاييس الكفاءة الأخرى غالباً ما تتضمن عوامل أخرى كمواصفات أو جودة الإنتاج. إن خفض الانبعاثات هو أمر هام جداً، ولكن إذا أُنتجت مواد أو منتجات ذات نوعية سيئة، سوف تعامل هذه المواد معاملة النفايات على الفور لأنها ليست منتجاً ذا قيمة. إنها هدر للطاقة وللمواد الخام المستخدمة. وبالتالي فإن أي تقنية تساهم في تحسين جودة المنتجات أو المواد فإنها تعمل في نهاية المطاف على تحسين ما يمكن أن تبيعه الشركات للمستهلك، مما يساهم بدوره في الحد من الهدر وإيجاد قدر أقل من النفايات وتحقيق كفاءة أكبر في العمليات.

    وتعد أدوات الجدولة من الأمثلة البارزة على ذلك، إذ تساعد هذه الأدوات الشركات في تعزيز الكفاءة في المراحل الباكرة جداً من الإنتاج للتخلص من النفايات بشكل أكبر. ويمكن لأدوات الجدولة أن تساعد الشركات على تحديد متى تقوم بإنتاج منتج محدد استناداً إلى طلب العميل والأسلوب الذي ستتبعه لإنتاج هذا المنتج الأمر الذي يؤدي إلى استخدام أقل للطاقة ويولد نفايات أقل في مرحلة الإنتاج. وتعتبر هذه الأدوات مثالية أيضاً للمساعدة في عمليات إعادة التدوير، وإيجاد طرق أفضل وأكثر فاعلية لإعادة تدوير البلاستيك المستهلك.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن