خدمات شركات التكنولوجيا المالية تزدهر في دول الشرق الأوسط "1-2 “

  • بقلم : غاي دي بلوني

    سري غيوم بوساز مدير صندوق في شركة جوبيتر لإدارة الأصول

    يُظهر مقدمو الخدمات المالية التزاماً كبيراً بالابتكار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يعملون على تأمين عدداً من الشراكات مع مزودي منتجات التكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى الاعتماد على أحدث التقنيات من أدوات الأمن السيبراني ومنصات الدفع، والعمل مع الجهات المنظمة لزيادة الوصول إلى أحدث التقنيات.

    وتتطلع البنوك بشكل متزايد إلى اعتماد خدمات شركات التكنولوجيا المالية من خلال الشراكات أو الاستثمارات أو العمل كحاضنات لها. ومع تفضيل البنوك لتطوير 7% فقط من الحلول التكنولوجية داخلياً ، فمن الواضح أن العديد منهم يأسسون لمكانتهم الخاصة في السوق. وقد سجل نشاط الاستثمار في التكنولوجيا المالية رقماً قياسياً بلغ 111.8 مليار دولار أمريكي، وذلك من خلال 2196 صفقة في العام 2018. ونظراً لذلك، فإن البنوك تدرك أن عليها تبني التغيير وتطوير نماذج أعمالها الخاصة أو مواجهة اضطرابات كبيرة. 

    تعد الرقمنة عملية مستمرة وغير قابلة للتوقف، فلم يعد السؤال حول ما إذا كان من الممكن اعتمادها، بل متى سيتم ذلك. وحددت شركة جي بي مورجان، عملاق القطاع المصرفي في العالم، الخطوات الاساسية في هذا الصدد، ويأتي ذلك بعد تحديدها لمعيار "10% من الإيرادات المستثمرة في التكنولوجيا".  وضعت هذه السابقة عتبة للمؤسسات المالية لمواكبة مسارات الابتكار، وضمان أنها لن تسير بطريقة أسرع من العملاء في الوقت نفسه.

    يتطلب تحقيق الرقمنة الاستفادة من التقنيات التي يتم تطويرها إما ضمن الشركة أو من قبل المبتكرين الماليين في كثير من الأحيان. يشجع الاستثمار في الخدمات المصرفية الخاصة الأسواق الجديدة على النمو والتطور، ما يخلق سيناريو مربحاً للجانبين. وتعمل البنوك والمؤسسات المالية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي مع شركات التكنولوجيا المالية لرقمنة عملياتها وتوفير حلول جديدة للعملاء. فقد أعلن بنك أبوظبي التجاري في شهر فبراير عن إطلاق هذه الخدمات في دولة الإمارات من خلال تطبيق إدارة التمويل الشخصي "MoneyBuddy"، الذي تم تصميمه بالاعتماد على التقنيات التي طورتها شركة ستراندس للتكنولوجيا المالية ومقرها برشلونة. هذا مجرد مثال واحد على سعي الشراكات نحو الرقمنة في منطقة الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، بدأ كلٍ من بنك رأس الخيمة الوطني وبنك الكويت الوطني باستخدام تقنية ROCKLE التابعة لشركة Ripple لدعم عروض التحويلات الإلكترونية.

    أصبحت طرق الدفع الإلكترونية مثل WeChat Pay وAliPay وApple Pay وPayPal سريعة الانتشار، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على حجم المعاملات. ففي أوائل شهر مايو، قام موقع Checkout.com، وهي شركة ناشئة للدفعات يعيش مؤسسها ورئيسها التنفيذي السويمع أسرته في دولة الإمارات، بتنظيم أكبر حملة في أوروبا لتمويل المرحلة المبكرة لشركة متخصصة في التكنولوجيا المالية، ما جعلها واحدة من الشركات الناشئة الأوروبية القليلة التي تقدر قيمتها بحوالي 2 مليار دولار.

    تقود هذه الشركات الهجرة العالمية إلى اقتصاد غير نقدي. كما يعد اعتماد الدفعات الرقمية أسرع بثلاثة أضعاف في الأسواق الناشئة، مثل أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، مما هو عليه في الأسواق المتقدمة. لذلك، واعتماداً على مدى سرعة نمو أو تغير المشهد، يتعين على الشركات القائمة على هذه الخدمات مثل فيزا أو ماستركارد التكيف على الوضع الجديد خلال 3 إلى 5 سنوات.

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن