2022 وما بعدها: تقنيات ستعيد ابتكار مستقبلنا الرقمي

  • بقلم: محمد أمين

     النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا في دِل تكنولوجيز

     

     

    كان 2021 عامًا للتعافي والصمود، شهد تحولات غير عادية في طريقة حياتنا الأسرية والمهنية. ومثلّت فيه التكنولوجيا ركيزة مهمة بجميع أنحاء العالم، حيث ساعدت على التواصل والتعاون وحولت أساسيات الرعاية الصحية والتجارة والتعليم والخدمات المالية عبر الاقتصاد العالمي.

     

    وفي ظل سعي الشركات للتحول والتكيّف مع الطفرة الرقمية، أصبحت بعض التقنيات الرئيسية أساسا يشكل مستقبل الأعمال التجارية. وشملت هذه التكنولوجيات السحابة الهجينة Hybrid Cloud، والحوسبة الطرفية Edge Computing والجيل الخامس وحلول العمل الذكية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي أدت كلها إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي وجلبت بعض الفرص والتحولات الرئيسية في الطريقة التي تعمل بها المنظمات اليوم.

     

    ومع دخولنا عام 2022، أصبحنا نعيش في اقتصاد قادر على تنفيذ أي مهمة من أي مكان، كل ما نحتاج إليه هو نظام تقني متطور وغزير البيانات، حيث تشير التقديرات إلى أن 65٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيكون رقميًا هذا العام.

     

    وفي مصر، تلتزم الحكومة بدفع الشمول المالي والتحول الرقمي عبر قطاعات متعددة في إطار رؤية مصر 2030. ووفقًا لتقارير متخصصة  بلغ نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري 17٪ في الربع الثاني من عام 2021، وبلغت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي 5٪ في عام 2020\2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 8٪ في عام 2024.

     

    1.  ومع وضع ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على التحولات التكنولوجية التي ستغير حالة الأعمال في مصر: 

                                   

    1-  ستصبح الحوسبة الطرفية Edge Computing هي المحرك الجديد للفرص والقيمة. حيث أحرزت الحوسبة الطرفية، والتي تعني نقل معالجة وتحليل البيانات من الأجهزة الداخلية إلى أطراف الشبكة من أجل تحسين النتائج المستهدفة، تقدمًا مع ارتفاع عدد أجهزة إنترنت الأشياء وانتشار البيانات، في الواقع، تتزايد حالات استخدام إنترنت الأشياء في جميع أنحاء المنطقة مع تطور العديد من المشاريع العملاقة، بما في ذلك المدن الذكية والنقل والطاقة والأمن، إلخ.

    وينتج هذا التحول عن النمو الهائل للبيانات التي تم إنشاؤها بواسطة الآلات والأشخاص والطلب على الوصول الفوري والرؤى حول هذه البيانات. ومن المتوقع أن يصل سوق الحوسبة الطرفية في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 1.46 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 33٪ وفقًا لتقرير صادر عن شركة كينيث للأبحاث. نظرًا لأن العالم أصبح أكثر قدرة على الحركة وأصبح إنترنت الأشياء يلعب دورًا مهمًا بشكل متزايد، فإن الحوسبة الطرفية Edge Computing هو المكان الذي ستجد فيه الشركات أكبر فرصة لخلق قيمة جديدة.

     

    2.                      البيانات هي وقود الاقتصاد الرقمي. في عصر البيانات الجديد، لم يعد مجرد كونك رقميًا عاملاً مميزًا. إن التكنولوجيات الناشئة، مدعومة بالنمو المتصاعد للبيانات، تبشر بعصر جديد من الإبداع، حيث تتحدد الميزة التنافسية لأي منظمة بشكل مباشر من خلال الكيفية التي تتحول بها البيانات بسرعة إلى رؤى ثاقبة ذات مغزى تدفع بنتائج الأعمال وتخلق قيمة جديدة. اليوم، يعتمد المسار المتقدم للشركات على قدرتها على استخراج البيانات بكفاءة وتخزينها وإدارتها بشكل صحيح، لذلك فإن العمل مزود بمزيد من رؤى البيانات والوقت للتركيز على إنشاء قيمة جديدة باستخدام التكنولوجيا.

     

    3.                      قطاع الأمن والسلامة الرقمية يتجه نحو الأتمتة. تواجه الشركات والحكومات الإقليمية تهديدات إلكترونية متطورة وذات تأثير أكبر على الإيرادات والخدمات، وأظهر المؤشر العالمي لحماية البيانات 2021 من دِل تكنولوجيز أن 82٪ من الشركات على مستوى العالم تشعر بالقلق من أن الحلول الحالية لحماية البيانات قد لا تكون قادرة على التصدي لجميع التحديات المستقبلية، بينما أقرّ 74% منهم بتعرضّهم المتزايد لفقدان البيانات مع تزايد أعداد الموظفين الذين يعملون من المنزل. ولذلك فإن قطاع الأمن في قطر يساعد الشركات على تحديث وأتمتة استراتيجيات استمرارية أعمالهم، بدءاً من الاكتشاف الآلي إلى التصدي والاستجابة، مع التركيز على تطبيق الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتسريع التعافي.

    بعد عام 2022، ستحرز الحوسبة الكمية ومستقبل التنقل والتوائم الرقمية تقدمًا وتكتسب مكانتها بين أفضل التقنيات التي ستحدد تركيز الصناعة.

     

    1-    الحوسبة الكمية: نتوقع أن تحتل الحوسبة الهجينة مركز الصدارة وتوفر وصولاً أكبر إلى محاكاة الكم من أجل طريقة فعالة من حيث التكلفة ويمكن الوصول إليها لوضع الأنظمة الكمية في أيدي الجامعات وفرق علوم البيانات والباحثين.

     

    2- مستقبل التنقل: تشهد صناعة السيارات تحولًا على عدة مستويات. لقد أصبح – وبشكل سريع - قطاعًا يعتمد على البيانات لكل شيء من الترفيه إلى السلامة إلى معالجة الاختلالات الرئيسية مثل Car-as-a-Service والتسليم الآلي. سيحول النظام البيئي للسيارات التركيز بسرعة من النظام البيئي الميكانيكي إلى صناعة البيانات والحوسبة وسيواصل تطوره نحو التحول الرقمي والتفاعل العميق مع النظم الإيكولوجية لتكنولوجيا المعلومات.

     

    3. التوائم الرقمية - ببساطة، يشير هذا المفهوم إلى التمثيل الافتراضي للأصل المادي وسيكون المحرك الأساسي للتحول الرقمي 3.0. فهو يستخدم بيانات العالم الحقيقي لإنشاء عمليات محاكاة يمكنها التنبؤ بكيفية أداء الخدمة وهذا النوع من تحليلات البيانات سيغير مستقبل الأعمال. وبفضل جميع حالات الاستخدام المحتملة الموجودة، يتوقع أن ينمو السوق المزدوج الرقمي بسرعة في غضون السنوات القليلة المقبلة. وقد بلغت قيمة السوق 3.1 بليون دولار في عام 2020 ، ولكن من المتوقع أن تصل إلى 48.2 بليون دولار بحلول عام 2026.

     

    وفيما بعد عام 2022، ستبرز تقنيات الحوسبة الكمية والتنقل الذكي والتوائم الرقمية من بين أفضل التقنيات التي ستحدد آلية عمل الشركات. فتعتمد هذه التوقعات قصيرة وطويلة المدى على الخطوات التي نتبعها اليوم، وكوني متفائلاً بقطاع التقنيات فأنا أرى عالماً يعمل فيه البشر والتقنيات معاً لتقديم نتائج قيمة بسرعة غير مسبوقة، ومن الممكن جداً أن يحدد عام 2022 مستقبلنا الرقمي مدفوعاً بالسعي نحو الهدف وعبر التركيز على تسخير التقنيات لدفع عملية التطور.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن