الاستخبالات البريطانية تحذر من اختراق غواصات روسية لشبكة كابلات الالياف الضوئيه لعزل العالم

  • كتب : محمد الخولي

     

    في تحذير لا يعد الأول من نوعه، نبّه، إلى تهديد الغواصات الروسية لشبكة بالغة الأهمية من الكابلات الالياف الضوئيه البحرية، تنقل المعلومات حول العالم.

     

    واعتبر رادكين هذه الكابلات "نظام المعلومات الأهم في العالم"، واصفا أي محاولة لإلحاق الضرر بها بـ"العمل الحربي".

     

    وأوضح المسؤول البريطاني في حديث لصحيفة "تايمز"، أن السنوات العشرين الماضية، شهدت زيادة هائلة في نشاط الغواصات الروسية تحت الماء، مضيفا أن موسكو "طوّرت من قدراتها على تهديد الكابلات البحرية وإمكانية استهدافها، وربما استغلالها".

     

    ولا تعتبر الاتهامات الغربية لروسيا فيما يتعلق بالكابلات البحرية الأولى من نوعها، ففي مارس 2018، قال رئيس القوات الأميركية في أوروبا، الجنرال كورتيس سكاباروتي، أمام الكونجرس: "رصدنا نشاطا للبحرية الروسية، وتحديدا تحركات لغواصاتهم، لم نشاهدها منذ ثمانينيات القرن الماضي".

     

    كذلك حذر رئيس هيئة الأركان البريطانية ستيوارت بيتش في ديسمبر 2017 من تهديد كبير تمثله روسيا للمملكة المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى، من خلال تخريب كابلات الإنترنت تحت الماء، لتعطيل الاتصالات والتجارة الدولية.

    وفي عام 2015، نقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن الناطق باسم البحرية الأميركية وليام ماركس تأكيده تواجد غواصات وسفن تجسس روسية على مقربة من الكابلات البحرية التي يتم من خلالها تبادل غالبية اتصالات العالم.

     

    ووفقا للتقرير فإن احتمالات عبث روسيا بتلك الكابلات قد يشمل قطع الألياف الضوئية في مواقع يصعب الوصول إليها، الأمر الذي سيقود إلى انقطاع الاتصالات التي تربط العالم، وخصوصا أن طرق هذه الكابلات تمتد من بحر الشمال إلى شمال شرقي آسيا والمياه القريبة من الولايات المتحدة.



    وبالرغم من عدم وجود دليل دامغ حتى الآن على قطع روسيا لأي من تلك الكابلات، أو سعيها وراء ذلك، فإن تقارير أمنية أشارت إلى جدية الأجهزة الأميركية المتخصصة في دراسة تعاظم النشاط الحربي الروسي، وبحث البنتاغون ووكالات الاستخبارات الوطنية لسبل معالجة مسألة الكابلات في حال وقوع مثل تلك الكارثة.

     

    ويتنامى قلق المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا جرّاء اهتمام موسكو بألياف ضوئية يبلغ عددها 400، تمر خلالها غالبية الاتصالات الدولية والرسائل الإلكترونية والبيانات حول العالم، بالإضافة إلى معاملات مالية تقدر قيمتها بـ10 تريليونات دولار.

     

    وتعمل كابلات للألياف الضوئية، تمتد لمسافة 997 ألف كيلومتر تقريبا، تحت البحر، وهي مسافة تكفي للدوران حول الأرض لـ25 مرة، وفق تقديرات.

     

    وتمتلك شركات اتصالات خاصة ومؤسسات تقنية مثل "جوجل" و"مايكروسوفت" معظم هذه الكابلات، التي يمكن تحديد مواقعها بسهولة على الخرائط العامة.

     

    ورغم انقطاع كابلات الاتصالات العالمية جراء الكوارث الطبيعية وحركة السفن أحيانا، إلا أن عمليات إصلاحها تكون سريعة، ولكن المخاوف الأميركية تقوم على احتمال قيام روسيا بالتخريب في أعماق أكبر، وهو ما يصعّب عمليات الإصلاح.

     

    ولتقريب الصورة، يمكن أن نسترجع حادثة توقف معظم خوادم شركة "جوجل" عن العمل لمدة خمس دقائق في العام 2013، وهو ما أثّر على محرك البحث وخدمات أخرى مقدمة من الشركة، حيث تراجعت حركة المرور على الإنترنت بمعدل 40 % طبقا لموقع الإحصائيات GoSquared .

     

    شركة NetApp الأميركية، قدّرت الخسائر التي يمكن أن يمنى بها العالم في حال انقطاع الإنترنت ليوم واحد، بملياري دولار ، لقطاع التجارة الإلكترونية فقط، وتنبأت بسيناريو مأساوي في حال انهيار الشبكة العنكبوتية، إذ سيصبح ما يقارب 1.7 مليار جوال بدون قيمة كون تلك الهواتف تعتمد على الإنترنت بالدرجة الأولى، ولن تصل 182 مليار رسالة إلكترونية لأصحابها.

     

    تعد الكابلات البحرية من أقدم تقنيات الاتصالات في العالم، فبالرغم من تعديل الخطوط من أسلاك النحاس إلى الألياف البصرية عالية السرعة، إلا أنها لا تزال في ذات مكانها منذ فترة طويلة، وتمتد على طول ذات الخطوط، وتنقل البيانات بسرعات كبيرة.

     

    وبالرغم من تنبؤ خبراء في الاتصالات عن احتمال انتهاء صلاحية الألياف البصرية والكابلات المستعملة في نقل الإنترنت حول العالم بعد زمن، إلا أن هناك فرضيات وسيناريوهات تزعم امتلاك الدول المتقدمة تقنيا وفي مقدمتها الولايات المتحدة لحلول سريعة في حال انقطاع خدمة الإنترنت كحيازتها على شبكة بديلة غير مستخدمة حتى الآن، وعملها على مشروع سري تحت اسم "تجميد الإنترنت"، يقوم على تحويل الهجمات التي قد تتعرض لها خوادمها إلى مواقع أخرى في العالم، هذا إلى جانب تطويرها لتقنيات حديثة لتزويد الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.

    #كوابل_الالياف_الضوئيه 

    #القوات_المسلحة_البريطانية

    #تجميد_خدمات_الانترنت

    #عالم_رقمي 

    #alamrakamy



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن