§ لماذا سقطنا في مستنقع الدنيا ؟

  •     بقلم : د . حسام رفاعي

     

     حج الخليفة الأموي *"سليمان بن عبد الملك*" ذات مرة ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى *سالما بن عبد الله بن عمر بن الخطاب*

    وحذاءه المقطعة في يده وعليه ملابس لا تساوي "ثلاثة دراهم"

    فاقترب منه وسلم عليه ثم قال له:

    يا سالم ألك إليّ حاجة؟!

    فنظر إليه " سالم" مستغربًا وغاضبًا ، ثم قال له :

    أما تستحي ونحن في بيت الله وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟

    فظهر على وجه الخليفة "الإحراج والخجل" الشديدين فترك سالم وأكمل طوافه.

    وأخذ يراقبه و لما رآه خارجًا من الحرم لحقه، وقال له:

    يا سالم أبيتَ أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه .

    فقال له سالم : هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!



    قال الخليفة:

    يا سالم من حوائج الدنيا، أما حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.

    فقال سالم :

    يا سليمان والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا ، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!

    عندها دمعت عينا الخليفة سليمان بن عبدالملك وقال مقولته الشهيرة: (*ليتني مثل سالم بملكي كله) !!!


    هكذا كانت الدنيا وزخرفها قد سقطت من أعين "العارفين بالله*" فما بالنا اليوم "نخاصم" من أجلها "ونصالح" من أجلها

    "ونحب" لأجلها "ونكره" لأجلها

    سقطت هممنا فأسقطتنا الدنيا في مستنقعها.

    "اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا و لا مبلغ علمنا".

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن