الهيدروجين الأخضر" .. طاقة المستقبل النظيفة

  •        بقلم : فريد شوقى

     

    بات " الهيدروجين الأخضر" ، أنظف أشكال الوقود ،  أقرب من الوصول لأسعار تنافسية في مجال الاستخدام للشاحنات الثقيلة والحافلات وفي توفير الطاقة. ومن الممكن أن يكون متاحاً بشكل تجاري في مجال النقل بحلول عام 2030. ذلك وفقًا لدراسة أجرتها شركة "كلين إنيرجي فاينانس" الأسترالية المدعومة من الحكومة  وبالرغم أنَّ " الهيدروجين الأخضر"  يعدُّ عنصراً حاسماً في انتقال الطاقة النظيفة، إلا أنَّه يتمُّ إنتاج حجم قليل للغاية منه على مستوى العالم.

    فى البداية يجب الاشارة الى ان هناك ثلاث انواع من الهيدروجين أولها الهيدروجين الاخضر والذى يكون الاكسجين منتج ثانوى له والنوع الثانى هو الهيدروجين الازرق  والذى يلتقط ويخزن معظم ناتج ثانى اكسيد الكربون والذى يكون اما النوع الثالث فهو الهيدروجين الرمادى والذى يتم انتاجه من الوقود الاحفورى ويؤدي الى اغازات سامة ومنها ثانى اكسيد الكربون

    وفى الحقيقة منذ فترة طويلة و" الهيدروجين الأخضر"  يتصدر المشهد في أسواق الطاقة، بوصفه وقود المستقبل للطاقة النظيفة. حيث من المنتظر أن يلعب هذا الوقود النظيف دوراً رئيسياً في خفض انبعاثات الكربون. وتشير التوقعات أخيراً، بأن أسعار الهيدروجين ستصبح قادرة على المنافسة .

    كما يمكن أن يلعب " الهيدروجين الأخضر" دورًا رئيسيًا في تحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ كما يساعد في سرعة استبدال الوقود الأحفوري في القطاعات كثيفة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مثل قطاعات الصناعات الثقيلة، وكذلك قطاعات النقل والطيران والشحن والخدمات اللوجستية

    وعلى المستوى المحلى تسملت مصر ، مؤخرا ، عبر وزارتى الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية  ، التقرير النهائي لدراسة جدوى إنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا والذى قام باعداده تحالف الشركات البلجيكية ((DEME – Fluxys – Port of Antwerp والمكتب الاستشاري (Roland Berger)

    يأتي تسليم التقرير النهائي لدراسة الجدوى في إطار اتفاق التعاون الذي تم توقيعه في 4 مارس 2021 بمقر مجلس الوزراء المصري بين الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وشركة أبوقير لإدارة وإنشاء الموانئ وتحالف شركات(DEME – Fluxys – Port of Antwerp) البلجيكي بهدف تطوير مشروع متكامل لإنتاج ومعالجة وتداول وتجارة الهيدروجين الأخضر في ضوء اهتمام الحكومة المصرية المتزايد بمشروعات الطاقات المتجددة والنظيفة تنفيذاً لرؤية مصر 2030 والاستراتيجية الطموحة لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة 2035 بالإضافة إلى سعي مصر إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وفي إطار الإعداد للاستراتيجية الوطنية للهيدروجين.

    وتشهد مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر تشهد اهتماماً متزايداً على المستويين الدولي والإقليمي وتتنافس دول العالم حالياً على امتلاك تكنولوجيا الهيدروجين، ومن المتوقع أن يغير الهيدروجين شكل نظام الطاقة العالمي في مدة قصيرة ويسرع من وتيرة عملية تحول الطاقة.

    وعلى مستوى منطقة الشرق الاوسط بدأت هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة "سيمنز إنيرجي إيه جي" في إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة، من خلال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي في خطوة جديدة تعكس مدى اهتمام الإمارة بمجال الطاقة النظيفة والمتجددة ويعد المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية.

    ووفقاً لما كشفت عنه شركة "سيمنز إنيرجي"، فإنَّ المشروع التجريبي سينتج حوالي 20.5 كيلوجرام في الساعة من الهيدروجين، باستخدام 1.25 ميجاوات من الطاقة، وهو ما يكفي لتعبئة ما يقرب من 100 سيارة يومياً.

    كما تتطلَّع العديد من دول الشرق الأوسط إلى أن تصبح منتجة للوقود عديم الانبعاثات، في ظلِّ سعي الدول المستهلكة إلى شراء مصادر طاقة أنظف على غرار المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان

    وعلى المستوى العالمى من المقرر أن تطلق الصين خطة لتطوير قطاع الهيدروجين، في حين قال الاتحاد الأوروبي إن استثماراته في مجال الهيدروجين، من المتوقع أن تصل إلى 470 مليار يورو (ما يعادل 565 مليار دولار) بحلول عام 2030. كما تعتبر أستراليا واحدة من أكثر مطوري الهيدروجين نشاطا في العالم، حيث تملك أكثر من 12 مجموعة تكنولوجية متخصصة بهذا النوع من الوقود.

    من المتوقع أن تنخفض تكلفة تسليم الهيدروجين الأخضر بنسبة 40% على مدار العقد المقبل، لتصل إلى ما يعادل 2.70 دولار لكل كيلوجرام منه بحلول عام 2030، ذلك وفقًا للسيناريو الأساسي الذي وضعته دراسة شركة "كلين إنيرجي فاينانس" الأسترالية .

    كذلك من المنتظر، أن يساعد التراجع المستمر بتكاليف طاقة الشمس والرياح، في دعم الهيدروجين الأخضر، ليزيد من قدرته للتنافس مع الوقود الأحفوري.

    فى النهاية تتطلَّع الحكومات مع الشركات المتخصصة فى انتاج الطاقة المتجددة  إلى العمل معاً للحدِّ من البصمة الكربونية في الصناعات، ولاسيَّما الكثيفة في استهلاك الطاقة؛ التي من الصعب أن تعتمد على الطاقة المتجددة وحدها، هذا المشروع يُسلِّط الضوء على أهمية الشراكة في الدفع بحلول الطاقة النظيفة الجديدة والمبتكرة قدماً، والتصدي للتحدي الكبير الذي يواجهه العالم، والناجم عن التغيُّرات المناخية ممن المننتظر ان تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين المتجدد الى أقل من دولار واحد لكل كيلوجرام بحلول عام 2050 وذلك في معظم الأسواق.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن