§ فَرْق قدرات).. الجزء البدني من منطقة الراحة " 3 "

  • §       بقلم : د . ياسر بهاء

     

    بعض الحواجز الكبيرة التي نواجها هي التي نبنيها بأنفسنا  فمن المدهش أننا خبراء في اتخاذ طريقنا الخاص أكثر من أي شخص حتى أكثر من أي شيء. إننا نختار طريقنا الخاص وأيضاً نمنع أنفسنا حتى من الاستفادة من الفرص التي تأتي إلينا. إننا أولئك الذين يخافون كثيراً أن يصنعوا التغيير الذي نحن بحاجة إليه، شي غريب ألا تتفق معي؟

    ماذا تعلم عن منطقة الراحة الخاصة بك؟ أولاً منطقة الراحة هي المساحة المخصصة التي نعطيها لأنفسنا حتى تكبر، فنحن نبني هذه المناطق من مفاهيم بعضها صحيح وآخر خاطئ حول ما هو ممكن أو غير ممكن. وهل تعلم أن منطقة الراحة هي منطقة تشعر بها بالراحة والأمان وكذلك الملل؟ فلا شيء ممتع يحدث معك بالإضافة أن في هذه المنطقة – غالباً – لا يوجد مساحة لفكرة التطوير أو النمو.

    نحن بحاجة شديدة إلى كسر القيود والعمل على توسيع وتمديد تلك المنطقة حتى نتقدم ونتطور ونحقق النجاح. لذا علينا أن نتعرف أولاً على تلك الحواجز الصناعية التي بنيناها بأيدينا وثانياً إلى أن نخطو خطوة جريئة أكثر مما كنا نتصور، حيث تكمن السعادة  والنجاح الحقيقي.

     

    يوجد في منطقة الراحة قسمين وهما العقلية والجسدية و التي يجد معظم الناس أنفسهم فيها . فالآن، دورك في أن تتغلب على و تتخطى كل تلك الحواجز المتصورة عقلياً و جسدياً، لكي يتثنى لك التقدم والتطور. و إنني على علم أن ذلك  يبدو صعباً ومخيفاً ولكن يجب أن تكون أقوى مما تعتقد فأنت بالفعل أقوى مما تعتقد وأكاد أجزم بأنك مررت ببعض المواقف التي قمت بها بأفعال فاقت توقعاتك عن إمكانياتك، هل تتذكر إحدى تلك المواقف الآن؟

    أنت قوي:

    قبل شروعنا في عالم منطقة الراحة  وقسميها المختلفين، أود ان أشارككم  هذا الاقتباس:

    " لن تأتي  الأشياء العظيمة والنجاحات  قط  وأنت متقوقع حول ذاتك"

    إن هذا الاعتقاد يؤمن بمدى التغيرات التي تصبح في الحياة وأهميتها. وإن النجاح العظيم لا يأتي أبداً من شخص جالس و يعتقد أن كل شيء حوله يسير على ما يرام وفي الاتجاه الصحيح  كما يتوقع. إن الأشياء العظيمة تأتي من أناس يتعطشون إلى ما هو أكثر من ذلك، بدلاً من الاستمرار في التأمل. دعنا ننظر إلى الجزئين المختلفين من منطقة الراحة، و حاول أن تكتشف كيف يمكنك أن تتخطى ذلك.

     

    الجزء الجسدي

      إنك تستطيع أن تتخطى حدود منطقة الراحة لديك  بشكل أسهل  بكثير من حدود المنطقة العقلية. لربما إنك منذ فترة طويلة لم تمارس أي نشاط بدني غير صعود الدرج، أو لربما تعتقد أنك محدود القدرات بسبب عمرك أو إعاقاتك ككثير من البشر.

    صدقني لا يوجد أي مانع يمنعك من أن تفعل أي شيء فكل ما في الأمر أنك فرضت على نفسك أن تكون في الزاوية، لقد رأيت العديد من الرجال على كراسي متحركة يمارسون تمارين الضغط و أيضاً فيديو لسيدة و هي الأكبر سناً  من بين الإناث في رفع الاثقال، و تمارس عملها بشكل روتيني كالمعتاد، وكأنه ليس بالشيء الذي يذكر.

    لقد شاهدنا جميعاً فيديوهات لأشخاص فاقدون لأرجلهم ويتنافسون في سباقات للركض. إذا لم تشاهد هذه المقاطع، اذهب إلى الانترنت الآن وشاهد بعضاً منها، إنها ملهمة ومبهرة جداً. ولكن احذر من الألم الذي قد تشعر به ليس لأنك ستشعر بالشفقة حيالهم، بل لأنك قد تشعر بالشفقة حيال نفسك. في حين أن هؤلاء الأشخاص  يتجاوزون كل الاحتمالات بشكل لا يصدق، فإننا نخلق العديد من الأعذار استناداً إلى منطقة الراحة الاصطناعية التي أنشأنها بأنفسنا.

    تحدى نفسك وحلق بعيداً عن تلك القيود البدنية وقم بعمل شيء صعب واستمر  بفعله إلى أن يصبح سهلاً فكما قيل " ما يؤلمك اليوم فيما بعد سيكون هو نقطة الانطلاق لشيء أعظم"

    لقد أكد الكثير من الرياضيين العظماء أن ليس كل رياضي ناجح كانت بدايته عظيمة، بعضهم تكون بدايتهم دون المستوى ولكن مع الجد والمثابرة في العمل وصلوا  إلى أعلى المستويات في المنافسة. فاستطاعوا الوصول إلى ما وصلوا إليه من خلال كبح جماح قيودهم.

    كأي شيء آخر، فإن الأمر برمته متعلق بنظرتنا الشخصية للأمور فكما قال هنري فورد "إن قلت أنك تستطيع أو قلت أنك لا تستطيع، فأنت على حق"

    تذكر أن الناس آمنت بأن لا أحد يستطيع أن يركض مسافة ميل في مدة أقل من 4 دقائق.

    حفز نفسك بدنياً، فلن تصبح أقوى جسدياً وحسب بل سينمو ذهنك وستصبح أكثر رجاحةً  من الناحية الذهنية. و ستبدأ بعد فترة وجيزة بالإيمان بنفسك وبقدرات وأن هناك العديد من الأشياء العظيمة  التي يمكنك إنجازها.

    في المقال التالي سنتحدث عن الجانب الذهني في منطقة الراحة، فاستعد.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن