الدليل والاثبات ... فى فضيحة التسريبات

  • بقلم:أيمن صلاح

    التاريخ دائما ما يكون شاهدا مجردا على الأحداث وعادة ما يضع الحقائق المثبتة أمام الأجيال من أجل الدرس والعبرة، ومهما طال الزمان أوقصر فان التاريخ كفيل بكشف المستور واستيضاح المسكوت عنه أو المعلوم يقينا بالقرائن وينقصه الدليل والاثبات حتى يأتى اليوم الذى يطل فيه الدليل برأسه كاشفا وفاضحا ومضيئا لمناطق مظلمة طالما كانت محلا للشك والريبة.

    فها نحن ذا على وشك الاحتفال باليوبيل البرونزى لما يطلق عليه ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى أكرر انها بدأت فى الأيام الثلاثة الأولى منها كحركة شبابية طاهرة تستهدف المطالبة بالحرية والكرامة واحتجاجا على ممارسات قمعية كانت تقوم بها أجهزة وزارة الداخلية آنذاك، ولكنها تحولت بعد ذلك الى مؤامرة متكاملة الأركان تدخلت فيها أياد أجنبية بالتعاون مع الجماعة الارهابية المحظورة المسماة بجماعة الاخوان المسلمين مستغلين فى ذلك حماس واندفاع الشباب المصرى الطاهر الباحث عن مستقبل سياسى واقتصادى أفضل لمصر، وربما يعلم الشعب المصرى اليوم ويستقر فى يقينه مدى المؤامرة التى تعرضت لها مصر ابان تلك الثورة ثم ما تلاها من أحداث أثرت على الخريطة السياسية المصرية ربما حتى وقتنا هذا، وعلى سبيل المثال فاننا جميعا نعلم مدى التعاون الوثيق بين الادارة الأمريكية وجميع الحركات أو الجماعات الراديكالية حول العالم بغية استغلالها لتحقيق السيطرة والنفوذ على جميع دول العالم، فالولايات المتحدة الأمريكية هى التى دعمت بل لن أكون مبالغا ان قلت هى التى أنشأت تنظيم القاعدة ومن بعدها تنظيم الدولة الاسلامية بهدف نشر القلاقل فى المنطقة العربية ومن ثم مد يد السيطرة على الأنظمة العربية، ولكننا كنا جميعا نثق فى ذلك دون دليل واضح وبين على تلك الفكرة، وعودة الى الدور الأمريكى فى احداث يناير وما تلاها فسوف نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد دعمت جماعة الاخوان المسلمين وساعدتهم على الوصول الى سدة الحكم فى مصر مستغلة فى ذلك الفكر الميكافيللى لتلك الجماعة المارقة التى لا مانع لديها للتعاون مع الشيطان للوصول الى مآربها وتحقيق طموحاتها الشيطانية حتى لو كان ذلك كله ثمنه التضحية بالوطن بل بشعب بأكمله، نعلم جميعا ذلك بالقرائن والشواهد ولكن كان ينقصنا الدليل والاثبات حتى جاء الدليل عن طريق تسريبات البريد الألكترونى لوزيرة الخارجية الأمريكية حينها هيلارى كلينتون فى ظل رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة الأمريكية والتى فضحت التعاون الوثيق بين الادارة الأمريكية وجماعة الاخوان حيث أظهرت تواريخ وأحداث اللقاءات العديدة بين الكثير من المسئولين الأمريكيين وقيادات فى الجماعة الارهابية المحظورة بغرض التنسيق بين الطرفين فيما يخص الشأن المصرى حينذاكبل أنه ثبت من خلال تلك التسريبات تورط مجلس الأمن القومى فى لقاءت وتعاون وتنسيق وثيق مع الاخوان.

    ان ما تم الكشف عنه من خلال تلك التسريبات هو بمثابة الفضيحة لكلا الطرفين سواء كانت الادارة الأمريكية السابقة أو جماعة الاخوان الارهابية، فالادارة الأمريكية التى تدعى أنها حاملة لواء الحريات وحقوق الانسان والديمقراطية فى العالم كشفت من خلال تلك التسريبات عن وجهها القبيح فى بث بذور القلاقل فى مصر واستخدام أذرعها السياسية والاعلامية فى المنطقة لاسقاط الدولة المصرية والسيطرة على الموقف السياسى المصرى عن طريق عملائها بالداخل للوصول الى هدفها الأسمى وهو ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذى نعلم جميعا أهدافه ومآربه ولننظر الى موقف تلك الادارة من نظام الحكم فى مصر ابان يناير 2011 واصرارها على تنحيه فورا بينما موقفها المغاير تماما أمام ارادة الشعب المصرى الذى خرج عن بكرة أبيه فى ثورة يونيو التى تعد أعظم وأكبر ثورة فى تاريخ البشرية واصرارها على دعم الحكم الاخوانى ووصفها لثورة الشعب على الحكم البغيض بالانقلاب، وأما عن جماعة الاخوان فحدث ولا حرج حيث أثبتت تلك التسريبات خيانتها العظمى لمصر وشعبها وتعاونها مع جهات ودول أجنبية لفرض ارادة غير وطنية على الدولة المصرية.

    أما عن الدروس المستفادة بعد تلك التسريبات فهى كثيرة ولكن أهمها على الاطلاق هو أن مصر لم ولن تسقط طالما كان فيها شعبا واعيا وجيشا وطنيا قويا رغم كل التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها مصر ورغم كل المحاولات التآمرية الدولية والداخلية على مصر التى كلما ازدادت تلك المحاولات كلما ازداد فشل هؤلاء المتآمرين وكلما ازدادت مصر قوة وصلابة.

     

    تحيا مصر ............................

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن